فيديو التورتة: إزاي بقى مستباح التنمر على بنت بشكل جماعي لركوب ترند؟

بقى من الطبيعي جدًا إننا في يوم وليلة نصحى ونلاقي موضوع معين بقى متصدر الترندات على صفحات السوشيال ميديا. وبما إننا شعب فكاهي ودمه خفيف بطبعه، فمفيش حاجة ممكن تبقى “مادة للضحك” بتعدي من تحت إيدينا من غير ما نقلبها هزار وميمز على الفيسبوك. ولكن هل كل حاجة قابلة للضحك والسخرية؟ هل في سبيل الركوب على ترند وصنع محتوى كوميدي، بقى ينفع إن إحنا نتغاضى عن حاجات كتير.. أولهم أبجديات الإنسانية واحترامنا للغير؟ أكيد كلنا شوفنا فيديو البرنامج اللي كانت فيه أحد الضيوف اتعملها كيكة بمناسبة عيد ميلادها، وشوفنا كمان طريقة أكلها للتورتة، اللي جيه بعدها سيول من السخرية وكمان سيول من (مش هنقول ميمز)، لإن التنمر هي الكلمة الصحيحة اللي لازم تُستخدم في الموقف ده.

الفيديو ده من أول الحوار اللي تم لحد التعليقات اللي اتقالت من الناس اللي موجودة فيه كارثة بكل المقاييس. قبل ما ندخل في أي تفاصيل.. إحنا أكيد فاهمين إن ماكنش ينفع يحصل التصرف ده من البنت على الهواء وكل حاجة، ولكن ده كمان مايبررش أبدًا إننا نشوف إن الكلام اللي اتقال عليها مقبول وكمان “محتوى كوميدي” يستاهل إن إحنا ننشره على صفحاتنا الشخصية. كم الشير و الكومنتات اللي فيها استهزاء وتريقة على البنت فعلًا يخض.. أومال الكلام عن أهمية التصدي للتنمر راح فين؟

آه طبعًا في آداب للظهور على التلفزيون وحاجات لازم تتراعى، بس فين آداب الحفاظ على شعور الآخر؟ إزاي بقى من العادي إن الناس تحرج بعضها على الهواء وكمان يتم تداول الفيديو ده كمادة للهزار بدل الاعتراض عليه؟ مبادرات كتير بتتعمل على قضايا التنمر، وبيتم الحديث عن الأضرار النفسية اللي بتصيب الأشخاص اللي بيتم التنمر عليهم، لدرجة قد تقودهم للانتحار. فليه بيكون الكلام ده “valid” في مواقف معينة ومواقف تانية لأ؟ التنمر قضية كبيرة ومابتتجزأش، ولا بيستهان بيها أو بتكون عادية وتعدي في المواقف اللي إحنا نشوفها مضحكة بالنسبة لنا وتبقى جاية على هوانا. زيّ ما إحنا مانحبش إن حد يتبع عيوبنا وفلاتتنا ويتكلم فيها، لازم إحنا كمان نعمل ده، حتى لو مع ناس مانعرفهاش.

حط نفسك بس مكان البنت دي 5 دقائق. واحدة عملت موقف مش موفق في برنامج قدام كتير من المشاهدين، تم التريقة والتنمر عليها من الموجودين في الحلقة.. وبعدها شعب كامل دخل في الموضوع وكمل عليها. “استباحة” التنمر والتريقة على شخص لمجرد إنك شايف إن الموضوع كوميدي، حاجة لازم كلنا نراجع نفسنا فيها تاني، لأنه أمر غير مقبول! لو صحينا بكره الصبح ولقينا إن لا قدر الله البنت دي أصيبت بالاكتئاب بسبب السخرية منها وإن ده دفعها للانتحار.. زيّ ناس كتير اتعرضوا لنفس الحاجة.. هل هنفضل شايفين إن الموضوع لذيذ ومضحك؟ مش لازم نخسر حياة ناس علشان نبدأ ناخد بالنا من الموضوع ونندم بعد فوات الأوان، وماينفعش نكون بنطالب بمحاربة التنمر، وفي نفس الوقت نكون إحنا نفسنا بنمارسه تحت مسميات تانية زيّ إنه “مجرد هزار”.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: “مروة عيد بتواجه حملة تنمر جديدة على السوشيال ميديا.. إيه الحكاية؟

تعليقات
Loading...