غزو نجوم التيك توك لشاشات التلفزيون، نجاح أم إفلاس في صناعة النجوم؟

فرضت وسائل التواصل الاجتماعي نفسها على الساحة، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياة الناس اليومية، خاصًة في وقت كورونا ومن أهم المنصات التي كانت تمتلك قدرة كبيرة في اكتشاف وشهرة بعض الأشخاص بسبب محتواهم هو منصة أو تطبيق الـ”تيك توك”.

فتحولت في وقت قصير لأداة شهرة واسعة في لمح البصر بما تمتلكه تلك المنصة من مقومات ومشاهدة عالية، وأصبح لهؤلاء الأشخاص جمهور افتراضي على تلك المنصة الافتراضية، ولكن الموضوع لم يتوقف عند هذا الحد، بل تحول إلى أن أصبحت المنصة وسيلة عبور نجومها للشاشة الصغيرة أو بمعنى أصح جرى إقحامهم على الشاشة الصغيرة وشاشة السينما.

شاهدناهم بشكل مكثف في مواسم سابقة في دراما رمضان وكأن منصة التيك توك أصبحت المنصة التي تصنع النجوم وتمهد لهم طريق النجومية. ولكن هل من المفترض أن نستعين بهم لمجرد شهرتهم على الإنترنت دون النظر إلى موهبتهم الفنية؟

فن صناعة النجم

قبل أن نجيب على السؤال، دعونا نتذكر كيف كانت تتم عملية صناعة النجم قبل أن تقوم المنصات الافتراضية بهذا الدور؟ لو نظرنًا قديمًا سنجد أن صناعة النجوم كانت فن وحرفة مستقلة بذاتها، يلاحظها الجمهور العادي بمجرد مشاهدة لقاءات الفنانين وهم يسردون قصص اكتشافهم التي كانت عن طريق الصدفة البحتة أو من خلال مسابقات كانت تقام للأطفال أو من خلال لجوء أصحاب الموهبة لأساليب جنونية حتى يتمكنوا من التعرف على صانع العمل ليقوم بإسناد مشهد أو لقطة لهم.

كما كانت تجوب كاميرات برامج التوك شو “القرى والنجوع” لاستضافة الموهوبين، وكانت تمنح الصحف مساحات أكبر عبر مواقعها وفي صفحاتها لسرد قصص الموهوبين وإجراء حوارات معهم، أو المجهود الذي يصنعه المخرج من اكتشاف الموهبة وتبنيها والعمل على تهيئة الشخصية بشكل يستغرق أحيانًا أعوام، ولذلك كانت عملية اكتشاف النجم بالأمر الصعب والشاق على كل القائمين به.

المشكلة تكمن في .. ؟

تلك العملية الشاقة لاختيار النجوم التي انتقد بسببها بعض النقاد والجمهور فكرة إقحام نجوم التيك توك في الأعمال، بدون النظر لحجم موهبتهم أو النظر لمستوى المحتوى الذي يقدم على منصتهم وهل يستحقوا بالفعل الحصول على لقب فنان ينتمي لأعضاء المهن التمثيلية ويحمل رسالة الفن، أم الموضوع فقط مجرد التركيز على شهرتهم وحجم المتابعين لضمان نجاح العمل، حتى وإن المحتوى الذين يقدموه ليس له علاقة بأي فن، بشكل يبين عدم بذل أي مجهود في الاختيار وتجاهل طلبة ودارسين المتخصصين في معهد السينما والمسرح، كما أن الانتقاد زاد عندما ظهر بعضهم في أعمال الدرامية بشكل لم يضيف للعمل الدرامي أو يخدم عليه. ذلك الإقحام أيضَا يذكرنا بإقحام الفنانين الكبار في بعض الأعمال كضيوف شرف بدون داعي.

من وإلى التيك توك

الأمر لم يتوقف فقط على فكرة إخراج مشاهير للشاشة، الموضوع يقوم أحيانًا بعملية عكسية حيث يلجأ بعض الفنانين ممن انطفت حولهم الأضواء وتناسهم الوسط الفني وتغافلوا على إسناد الأدوار لهم، فاستخدموا المنصة كوسيلة لإعادة جزء من بريق تلك الأضواء، وأحيانًا يستخدموها لضمان استمرارية شهرتهم أو وسيلة لجلب الأموال.

والسؤال هنا، هل المشكلة في اختيار نجوم من التيك توك والمشكلة تكمن في المنصة نفسها باعتبارها تمتلك الكثير من الانتقادات أم المشكلة في تقصير من صناع العمل في الاستسهال في البحث عن الشخصية الملائمة؟ أم هي مجرد منصة مشروعة ويبقى الحكم الأساسي في اختبار الموهبة؟

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: صنايعية مصر.. أسماء بارزة شكلت ملامح الصناعات المح

تعليقات
Loading...