عمليات شفط الدهون: بين الخطأ الطبي والمضاعفات المحتملة

تقرير دولي رصد عدد عمليات التجميل اللي أجريت في جميع أنحاء العالم، وقال إنها وصلت لحوالي 11.36 مليون عملية جراحية تجميلية خلال سنة 2019، وكانت عملية شفط الدهون هي تاني أكبر العمليات شيوعًا بمعدل 1.7 مليون مرة، وبناءً على آخر الإحصاءات اللي قدمتها الجمعية الدولية لجراحة التجميل (ISAPS)، المملكة العربية السعودية سجلت 95 ألف عملية تجميل من نوعية شفط الدهون من أصل 12 مليون على مستوى العالم، علشان تبقى الأولى عربيًا والتالتة عالميًا، ومش السعودية لوحدها، في دول عربية تانية داخلة في الموضوع وبقوة، مع إنشاء مراكز متخصصة في مصر ولبنان والأردن.

مانقدرش ننكر إن عمليات شفط الدهون واحدة من أهم إنجازات الطب الحديث اللي فرضتها أمراض السمنة ومخاطر زيادة الوزن، بتقدم حلول مايقدرش مشوار الجيم يقدمها ولا حتى باتباع نظام غذائي قاسي، مع الأخذ في الاعتبار القدرة على دفع التكاليف.

ما على الطبيب المختص إلا إنه يحقن مادة سائلة في المنطقة المراد التخسيس فيها، ويبدأ بعدها بعملية شفط الخلايا الدهنية غير المرغوبة، ولكن.. ليه النوعيات دي من عمليات التجميل واخدة صدى على الصحف والمواقع الإخبارية؟ ليه سنويًا بنشوف ضحايا وحالات وفاة من مشاهير وغير مشاهير تعرضوا لمضاعافات أودت بحياتهم، أو حتى حصل لهم تشوهات ومشاكل صحية تانية في أثناء عملية شفط الدهون؟ هل الموضوع بالخطورة دي؟ ولا في أسباب تانية؟

بيقول الدكتور أحمد قناوي استشاري جراحة التجميل بالقصر العيني، إن عملية شفط الدهون بالرغم من كونها “ترفيهية” زي ما وصفها، ولكن فيها من المخاطر اللي بتحيط بالمريض أثناء خضوعه للعملية؛ منها عدوى في الشق الجراحي، أو نزيف في المنطقة، أو ندوب وجروح في مكان الشق، أو هبوط في ضغط الدم، أو انصمام دهني، والمعروف عنه إنه مربوط باختلال وظيفي متعدد الأعضاء وضرر في الأعصاب القريبة من منطقة الشفط.

وبيضيفوا دكاترة تانيين على المضاعفات، وبيقولوا ممكن يحصل انثقاب في البطن أو الصدر، وده بسبب اختراق إبرة الشفط للعضلات في الصدر أو البطن، واللي ممكن تسبب أذى في جدار الصدر والرئة أو الكبد والأمعاء، وبيزيد احتماليتها عند استعمال الأجهزة عالية الطاقة، بجانب تورم في المنطقة نتيجة لتجمع السوائل، وانسداد وعائي ممكن يسد الشحم في وعاء دموي في موضع الحقن، أو ينتقل مع الدم لنقطة أبعد، وواحدة من المضاعفات برضه هي نخر نسيجي، ودي بتعمل تشوه دائم وفي حال انتقاله لمناطق بعيدة زي الرئة، ممكن يسبب حالات مهددة للحياة.

واحدة من المخاطر اللي ناتجة عن “الإهمال الطبي” عدم تجهيز الشخص التجهيز الطبي اللازم قبل خضوعه للعملية، زيّ إنه يعمل التحاليل اللازمة اللي بتظهر نسبة الأنيميا والسيولة في الدم والأملاح، وإنهم مايزودوش المريض بالتعليمات قبل العملية، زي التوقف عن التدخين والحفاظ على مستوى السكر على الأقل 10 أيام قبل العملية، وعدم التزام الطبيب بالحد الأقصى لشفط الدهون، اللي بيترواح بين 10 : 12 لتر، والنقطتين دول من أهم النقط، وعدم الالتزام بها يبعرض الشخص للمخاطر الصحية اللي ممكن توصله للعناية المركزة.

اختصاصي الجراحة التجميلية حسان الأسعد، بيوضح ضرورة التفريق بين مضاعفات العملية وبين الأخطاء الطبية، وبيقول إن المرضى اللي بيخضعوا لعمليات شفط الدهون، بيحملوا الأطباء مسؤولية وقوع أي خطأ متجاهلين مضاعفات العمل الجراحي، اللي بتختلف تبع طبيعة العملية والوضع الصحي للمريض.

وقال إن بعض الأخطاء مربوطة بطريقة إجراء العمل الجراحي، لإن كتير من الجراحات ممكن تتعمل بطريقتين على الأقل، ولكل طريقة مميزاتها وعيوبها، وهنا بتلعب خبرة الجراح دور مهم في اختيار الطريقة الأفضل لحل مشكلة المريض.

الجملة دي استوقفتني “خبرة الجراح” لما قرأت عن اللي حصل مع رزان 30 سنة، اللي فقدت عينها في عملية شفط الدهون بسبب خطأ طبي في مركز طبي متخصص، وقت ما اتعرضت لنزيف أثناء العملية، ودفع طبيبها لاستئصال شريان مرتبط بشبكية العين اليمنى.

هل هي أخطر من عملية التكميم؟

دكتور يوسف خشبة، اختصاصي جراحة التجميل ومدرس جراحة التجميل في جامعة القاهرة وزميل كلية الجراحين الملكية بإنجلترا، لما اتسأل عن خطورة العملية وهل هي أخطر من عمليات التكميم، قال إنها عملية جراحية زيّ كل العمليات، ولكن الناس بتفتكر إنه إجراء بسيط لمجرد إنه بيخرج في نفس اليوم من المستشفى، وده خلى أي مضاعفات تحصل لبعض الحالات تثير قلق كبير. وعلق على قصة الممثلة المصرية الراحلة سعاد نصر، لما توفت أثناء عملية شفط الدهون، وقال إنها بسبب التخدير، والتخدير بيتم في كل العمليات، وبالتالي المضاعفات اللي بتحصل أثناء شفط الدهون هي نفس المضاعفات اللي ممكن تحصل في كل العمليات الجراحية.

إهمال طبي ولا قضاء وقدر؟


بغض النظر عن المضاعفات المتعلقة بأي عملية جراحية، في دكاترة قالوا إن الموضوع له علاقة بالتجهيزات الطبية، وفي بروتوكلات لازم يمشوا عليها خلال العملية، وأي غلط أو تقصير فيها بيهدد الحياة، ومن أهمها نسبة الهيموجلوبين في الدم، لإن فيه نسبة محددة ماينفعش العملية تتعمل لو كانت أقل من المستوى المطلوب، حتى النسب المتوسطة غير مقبولة، لإن مع كل كمية من الدهون بيفقدها بيفقد معاها كمية من الدم، وبالتالي لو الدكتور دخل المريض بنسبة غير دقيقة هيبقى في مضاعفات، ومضاعفات تانية مرتبطة بكمية الدهون اللي المفروض يتم شفطها، مهما كان وزن الشخص، وده بجانب واجب كل دكتور إنه يشرح النتائج السلبية اللي ممكن تحصل بقدر كبير من التفصيل، زيّ ما بيشرح النتائج الإيجابية، وده شيء متعلق بأخلاق المهنة.

الخلاصة، لو هنتكلم عن درجة أمان عملية شفط الدهون، فالاستشاري أحمد قناوي، بيقول إن درجة أمان العملية مرتبطة بدرجة مهارة الطبيب وتجهيزه الجيد للشخص قبل الخضوع للعملية، ولو العنصرين دول اتوفروا الموضوع هيبقى أمان جدًا.

ده طبعًا بجانب مدى جاهزية الأجهزة المتخصصة، وهل المكان مستعد لإنقاذ المريض في حالة حدوث أي مضاعفات ولا لأ، خصوصًا الجلطات الدهنية اللي بتتحرك نحو القلب والرئة وممكن تؤدي للوفاة، وهل في رقابة على العيادات والأطباء، لإن في أغلب الحالات اللي الصحف اتكلمت عنها بيبقى واحد من الأسباب وجود أطباء غير متخصصين، واللي بيستغلوا الثغرات القانونية في قوانين بعض الدول ومنها الأردن، بعد ما نشرت تقرير بيفيد إن أغلب الحالات بسبب أطباء انتحلوا صفة جراحين تجميل.

وفي الأول وفي الآخر، قبل ما نقع في فخ ونبقى ضحية من الضحايا، لازم ناخد احتياطتنا واحنا بندور على الدكتور وماننخدعش ورا الإعلانات الوهمية والمضللة على السوشيال ميديا، ونسأل ونستفسر عن أي حاجة حابين نعرف عنها أو قلقانين منها، وده طبعًا بجانب الدور الأهم وهو دور الدكتور.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: وزارة الصحة توجه بإعداد دراسة لإنشاء مركز للعلاج النفسي والإدمان لغير القادرين

تعليقات
Loading...