عمال نظافة شارع 9 … وشوش مصرية نعرفها
بسبب قصة حصلت قدامنا في الشارع من شخص بيرمي زبالة في الشارع، قررنا ننزل جولة في شارع 9 في المعادي ونسـأل عمال نظافة عن إيه أكتر الحاجات اللي بتضايقهم من الناس أثناء شغلهم.
أبو بسمة
نبدأ مع عم عادل أبو بسمة، راجل ضحكته سابقة كلامه، درس وأتعلم وكان من الأوائل، عنده أربع بنات اللي في هندسة واللي في تربية، حصل له أزمة مالية بسبب كورونا وخسر 700 ألف جنيه ومحلاته، مارضاش يقعد في البيت بعد ما كانت الناس بتقول المعلم راح والمعلم جيه، فقرر إنه ينزل يشتغل في وظيفة مرتبها مضمون.
سألناه عن أكتر حاجة بتضايقه من الناس وقال: “احنا أتولدنا على سلوكيات معينة مهما كبرتي ولا أتقدمتي أو أتعلمتي هي السلوكيات فينا، يعني تشوف ناس راكبة عربيات فخمة ومثقفة وترمي زبالة في الشارع وبيبقى الصندوق قدامها وترمي في حتة تانية، الناس بتنظر للعامل نظرة سلبية شوية، قليل اللي بيقدره وبيحترمه، احنا متوقعين الوحش قبل الحلو.”
وكمل كلامه بموقف حصل معاه “أنا كنت في منطقة اسمها زينهم، وروحت قولت للسكان بعد إذنكم أقفلوا الشباك هنلم الزبالة اللي في المنور. بعد ما لمينا الزبالة ومشينا لقينا بنت صغيرة بتنادي وبتقول “عمو عمو.. احنا كبينا لك الزبالة تاني.. شيلها”. أنا لما سمعت الكلام من الراجل ده كان وقع تأثير إن دي حاجة مؤسفة وحزينة جدًا، بس الراجل لما كان بيحكي كان بيضحك وأتقبلها بكل بساطة وروح حلوة، لأ وكمان فيلسوف تاخد منه حكم وقصص تمشي بيها في حياتك.
نظرية فيثاغورث عن الأخلاق حكاها لنا عم عادل “هنحط للأخلاق واحد صحيح، وبنبدأ نحط للصفات التانية أصفار جنب الواحد ده، فالواحد يبقى 10 لو حطينا السلطة، ويبقى 100 لو حطينا صفة تانية وهكذا على كل الصفات، بس لو جينا شيلنا الواحد الصحيح اللي بيعبر عن الأخلاق، الأصفار كلها مش هيبقى لها لازمة.. الأخلاق هي اللي هتفضل .. احنا بنتولد علشان نموت.”
بنخدم بلدنا وبنخدم البيئة
واحنا ماشيين في طريقنا قابلنا عم عبد العظيم وسألناه إيه الحاجات اللي بتضايقك من سلوكيات الناس في الشارع وقال”لازم يبقى في سلوك حضاري، احنا بنخدم بلدنا وبنخدم البيئة، عايزين يبقى في تعاون، الناس كلها أهلنا وبنحبهم بتعامل معاهم كإنهم أخواتي”. ولما سألناه عن قصص حصلت معاه بيفتكرها للناس في الشارع وضايقته قال “لأ مافيش قصص.”
في ناس بتقدم لي حسنة
كملنا في طريقنا وسألنا عم عبد الله نفس السؤال، بس اللي كان شاغل باله أكتر من إجابته على السؤال هي “بنته”، قال “داخل عليا جواز بنتي والواحد ظروفه على قده، بشوف أي حد لو يقدر يساعدني، في ناس بتقدم لي حسنة.” ولما سألته تاني عن المواقف اللي بتضايقه من الناس في الشارع، قال “مافيش مواقف كل واحد بيحط كيس الزبالة بتاعته في الصندوق واحنا بناخدها بعد كده.”
كل ما ننضف بيرموا تاني
قابلنا الست عايدة السيد وقالت “هما ياستي بنييجي نكنس نلاقي الزبالة مرمية في الجناين وكل ما ننضف بيرموا تاني، بنبقى واخدين الشارع من أوله لأخره وطالع عينينا وهما يروحوا يرموها تاني.” ولما سألناها بالنسبة للناس اللي بترمي من العربيات، قالت “لأ مش بنشوفهم ولو شوفناهم هنزعق لهم.”
لو في صناديق الناس مش هترمي زبالة
عم عبد الله ختمنا جولتنا معاه وسألناه، كان رده واضح “لو في صناديق، الناس مش هترمي زبالة وكلنا هنساعد بعض”، فقولنا له حتى لو في صناديق، الناس بترمي برضه قال “لأ مابيرموش”.