عدس: عمارة شاهدة على تاريخ أشهر عائلة يهودية في وسط البلد
لو القدر قرر إنه يوديك لمكان أنت مش مخطط له، ماتعملش من الحبة قبة، في كل مكان هتلاقي مليون حكاية وخصوصًا شوارع مصر المحروسة وبالتحديد في وسط البلد.
وسط البلد معروفة بتاريخها المعماري العريق، ودايمًا كل ما أزورها ألاقي محاولات لإعادة التراث وترميم وتجديد الواجهات، سواء واجهات العمارات أو المحلات، مع التمسك بالهوية.
لحد ما جذبتني عمارة بعينها مكتوب عليها (ADES عدس) عمارة في نفس ضخامة عمارة الإيموبيليا في واجهة سينما ديانا.
عمارة شاهدة على تاريخ وذكريات أصحابها
لما دخلنا العمارة من جوا لقينا حارس العقار ومعاه شخص تاني قاعدين بيدردشوا، وفي إيد كل واحد كوباية شاي في الخمسينة في عز الحر، لما بدأنا نتكلم مع حارس العقار وكنا عايزين أعرف أكتر عن المكان خصوصًا إن كل شبر في وسط البلد له حكاية، حتى الممرات.
حارس العقار ماكانش عنده معلومات كفاية، لكن “عم محمد” هو الموسوعة، مش من سكان العمارة أو بمعنى أصح “ساكن سابق” بيقولي كان قاعد في السطوح في مقر للطباخين من زمان، وهو حاليًا مش من سكانها لسبب لم يفصح عنه.. لكن ده ماكانش بيمعنه إنه لازم يعدي على المكان من وقت للتاني ويقعد قدامه ويسلم على كل الناس، لإنه كان مرتبط جدًا بالعمارة وبذكرياته فيها.
أما عن تاريخ العمارة نفسه قال “عائلة عدس من العائلات اليهودية، وداوود عدس مصري يهودي أسس مجموعة من المحلات التجارية في عماد الدين، ومنها كان تحت اسم “شركة الأزياء الحديثة”، وهو المسؤول عن بناء العمارة على مساحة أكتر من 1000 متر مربع وكمل كلامه ” اللي صممها كان معماري إيطالي اسمه حاجة كده ماكرو، والمكان ده كان في الأساس مسرح غنت عليه أم كلثوم، وياما نجيب الريحاني أبدع عليه”.
من دعايا داوود الملفتة للترويج لمحلاته إنه طور من شكل إمساكيات شهر رمضان، ودخل فيها الأذكار والرسوم والأدعية، وكانت البداية والانطلاقة لمفهوم وشكل الامساكية في الوقت الحالي. كانت مفارقة إن واحد من أهم التجار اليهود هو اللي يطور واحدة من أهم مظاهر رمضان.
عمارات وسط البلد دايمًا فيها حاجة تشدك تحب ترجعلها تاني، وعلشان كده ماتستغربتش عم محمد وحبه للمكان وإنه بيعدي عليه من وقت للتاني علشان فيه حاجة لسه معلقاه.. ماكدبش اللي قال إن حتى الأماكن ممكن تتعلق بيها زي الأشخاص.