عبد الحليم والرومانسية: ازاي اتغيرت طريقة التعبير عنها من زمان لدلوقتي؟
النهارده بيوافق ذكرى ميلاد العندليب عبد الحليم حافظ، وفي الحقيقة ماكوناش عارفين نكتب عنه إيه أو نحتفل به ازاي، كل الناس بتحتفل به بالكتابة عن قصة حياته وأغانيه، واحنا حبينا نحتفل به بشكل مختلف باعتباره رمز لرومانسية زمان اللي عبر عنها في أفلامه وأغانيه، فحبينا نقارن بين زمان ودلوقتي ونشوف إيه اللي اختلف.
بين القديم والجديد ويا قلبي لا تحزن
الأغاني كانت كتلة مشاعر ورقي متحركة
عبد الحليم عمل كمية أغاني بتعبر عن الحب والرومانسية لو هنحكي عليها هنكتب فيها شعر وقصايد، من كتر ما كانت صادقة وطالعة من القلب لسه عايشة معانا لحد دلوقتي، وأي حد بيحب السلطنة وعايز يعيش في حالة حب، دي أول حاجة بييجري عليها لما يحس إن مشاعره اتحركت ناحية حد، بيشغل “أهواك” و”أول مرة تحب يا قلبي” ويعيش بقى.
كلمات أغاني زمان كانت بتعبر عن الشحتفة والشوق وسهر الليالي والانتظار بالساعات والأيام على باب الشباك لنظرة من حبيبته، الأغنية كانت بتقعد بالربع ساعة مش شقلب وأقلب، أغاني تحسسك إنك عايز تدخل في حالة حب من غير ما تكون بتحب أصلًا، عكس كلمات دلوقتي اللي أكيد أتأثرت مع ظهور قاموس السوشيال ميديا.
عبد الحليم كان يوم ما يتجرأ ويتغزل في واحدة بيقول “أبو عيون جريئة”، بس دلوقتي ممكن تسمع “يا بت ده أنتي قطة مخربشة” “وعودك مرسوم في الحتة”.. ولا أجدعها قاموس تحرش.
وفي وقت الهجر والخصام كان بيقول “وداع يا حب يا أحلى” و”توبة إن كنت أحبك وأرجع أصالحك تاني”، بس دلوقتي بقى اسمها “فركشة” وبيردوا عليها “أنتي اللي طلبتي تطلقي وتسيبي بيتك وتفلقي”.
تيلفونات البيت “أقفل أنت الأول”
قبل عصر السوشيال ميديا والموبايلات كان في تيلفونات البيت، كانوا بيقعدوا يستنوا لحد ما البيت كله ينام علشان يتكلموا “أقفلي أنتي الأول” “لأ أقفل أنت الأول”، ومين يقدر ينسى فيلم “الوسادة الخالية” لعبد الحليم ولبنى عبد العزيز؟ كان ممكن يقعد جنب التيلفون بالساعات وهو مستني مكالمتها، وساعات كان بيتصل مخصوص علشان يسمع صوتها ويقفل.
ويقعد يستناها تحت بيتها بالساعات رايح جاي على أمل إنها تخرج من البلكونة وتبص عليه علشان يقولها “وحشتيني” لإن طبعًا ماكانش في أي وسيلة تواصل غير تيلفونات البيت وقتها، بس دلوقتي بقى في فيديو كول ورسالة بسيطة على الواتساب مكتوب فيها “I MISS YOU” تنهي كل حاجة، بس كده؟ أه أومال أنت فاكر إيه..
الجوابات “عزيزتي وحب حياتي”
نيجي بقى للجوابات اللي كانت مليانة بالدموع وفي أول الجواب “عزيزتي” وحبيبتي ” وباقي الجواب بيعبر فيه عن حبه وشوقه، كانوا بيكتبوا شعر وهما أصلًا عمرهم ما كانوا شعراء، وكان لازم مع الجواب وردة والوردة دي تقعد سنين لحد ما تدبل وتقع ويفضلوا محتفظين بورقها في الأجندة. بس دلوقتي الموضوع ممكن يخلص بحالة “status” على إنستجرام ومعمول مينشن وجنبه قلب للحبيب على أغنية “مكتوبة ليك”. حتى الخروجات شكلها أتغير؛ كانت في جنينة الأسماك أو حتى تمشية على كورنيش النيل ودلوقتي بقت في المالديف.
مش عارفة دي حقيقة ولا لأ، بس زمان كنت بحس إن تفاصيل الرومانسية فيها مجهود أكتر، يمكن بسبب السوشيال ميديا اللي غيرت حاجات كتير في شكل حياتنا، بس حتى لو، هيفضل أفلام الأبيض والأسود وعبد الحليم شاهدين على مرحلة مش هتتكرر كتير.