شيرين عبد الوهاب: مشوار طويل من الفن الجميل وأزمات العلاقات العامة
انتشرت مؤخرًا أخبار توقيف لمطربة المصرية شيرين عبد الوهاب، في لبنان والتحقيق معاها هي وزوجها، حسام حبيب، بسبب زيارتها للفنان فضل شاكر، في مخيم عين الحلوة، بسبب انتمائه السابق لمنظمة داعش الإرهابية ومحاكمته الحالية بتهم قتل ضباط لبنانيين.
عاش الوطن العربي تفاصيل شديدة الخصوصية عن علاقة شيرين عبد الوهاب وحسام حبيب، من بداية العلاقة دي لحد ما انتهت، واتجددت، وانتهت مرة تانية. كلها تفاصيل صادمة دخلت جمهورها في حالة من التشتت.
من الصدمات اللي أثارتها عبد الوهاب كانت مداخلة هاتفية على قناة ONTV مع الإعلامية المصرية، لميس الحديدي، قالت فيها معلومات جديدة عن علاقتها بحبيب اللي وصفتها بالسامة، وحكت تفاصيل عن سرقة عربية مرسيدس وتهديد بسلاح ناري وترهيب نفسي.
ردود فعل السوشيال ميديا على مداخلة شيرين عبد الوهاب مع لميس الحديدي
هاشتاج #كلنا_شيرين انتشر على تويتر في دعم قوي من جمهور شيرين اللي أعلن عن تفهمه للظروف الصعبة اللي بتمر بيها، ولكن على الطرف الآخر من الجدل اللي سببته مداخلتها مع لميس الحديدي ظهرت تويتات فيها آراء ناقدة لمحتوى المكالمة.
وصفت بعض التويتات اللي حصل بالبواخة، وأعلن البعض عن حبهم لشيرين بس وصفوا تصريحاتها بالكارثية، بالإضافة لبعض الانتقادات لدور لميس الحديدي في اللي حصل.
وعلشان تصريحات شيرين عبد الوهاب دايمًا بتسبب جدل كبير في أوساط الجمهور، اتكلمنا مع خبيرة العلاقات العامة، رويدة بيبرس، علشان تشرح لنا ديناميكية التأثير اللي بتسببه تصريحات شيرين على صورتها العامة كنجمة، ورد فعل الجمهور عليها.
شيرين عبد الوهاب وأزمات العلاقات العامة
رويدة بيبرس، المؤسس والمدير التنفيذي لوكالة The Pros for Public Relations & Communication المتخصصة في مجال العلاقات العامة، وصاحبة خبرة أكتر من 15 سنة في المجال ده، بتقول إن مشكلة شيرين من فترة طويلة هي الطريقة اللي بتتعامل بيها مع العلاقات العامة public relations، واللي بنقول عليها اختصارًا PR أو بي آر.
وبتوضح بيبرس: “البي آر اتطور جدًا في الوطن العربي بعد أحداث 2011، وكانت معظم شركات البي آر في الشرق الأوسط قبل التاريخ ده شركات عالمية،” وبتضيف: “أما في مصر فـبدأ البي آر من خلال مجموعة من الشركات المحلية بعد 2011.”
وعلشان نفهم بالظبط تأثير تصريحات شيرين على البي آر بتاعها سألنا بيبرس عن الفرق ما بين البي آر بتاع رياضي أو سياسي والبي آر بتاع فنان، فقالت: “البي آر بتاع سياسي أو رياضي بيكون فيه عقود بتحدد خطوط عريضة بتمثل له مرجعية مايقدرش يتعداها وبتكون كل كلمة بحساب.”
وأضافت بيبرس: “أما الفنان فعنده مرونة أكتر مع البي آر، وهنا لازم يظهر ذكاء الفنان في تقييمه للمواقف والأمور،” وبتوضح: “لازم الفنان يعرف يصيغ البي آر بتاعه بطريقة ذكية، لإن مرونته تُعتبر سلاح ذو حدين،” وبتكمل “لو الفنان مش بيستعين بناس متخصصين في مجال البي آر، المرونة دي ممكن تتحول لكارثة.”
وبتوضح بيبرس: “مفهوم الفنانين العرب للبي آر ملتبس شوية،” وبتضيف: “ماينفعش حد يجتهد في مجال مش مجاله، فالفنان مثلًا عنده موهبة بس ماعندوش إلمام بالطريقة اللي البي آر بيشتغل بيها، وعلشان كده لازم يروح لأصحاب الخبرة اللي يساعدوه يظهر للجمهور بأحسن طريقة.”
وبتقول بيبرس: “كل الفنانين العالميين بيشتغل معاهم فريق بي آر متخصص وشركة محاماة، وكذلك بعض الفنانين في الوطن العربي، إلا إن الموضوع مش منتشر في مصر ولا بيتاخد بنفس الجدية، رغم أهميته،” وبتضيف: “الفن بيزنس مش مجرد موهبة وبس. الفنان تامر حسني على سبيل المثال، من أنجح الفنانين في البي آر وقادر يستخدم موهبته وفنه بالإضافة لشخصيته وكاريزمته وإنسانيته بشكل إيجابي جدًا، وده اللي يخليه من أكتر الفنانين المحبوبين في الوطن العربي.”
حكت بيبرس عن اللي وصفته بالـ PR crisis أو أزمة علاقات عامة حصلت لفنان مصري كان السبب في وقف شخص عن العمل، وبتقول بيبرس: “لما الفنان ده اتسبب في خسارة إنسان لشغله دخل نفسه في منطقة إنسانية خطيرة، ودي منطقة بتُثير المشاعر بسهولة.”
وبتضيف بيبرس: “الفنان ده كان لازم يتراجع عن اللي عمله، لإن أي حاجة مرتبط بالإنسانية بيكون التراجع والصمت هما الحل الوحيد لتدارك الأزمة،” وبتوضح: “الغلطة إن الفنان ده عاند ودافع عن نفسه في الوقت اللي كان لازم يدافع فيه عن الطرف التاني ويعتذر، ولو كان عنده خبير بي آر ماكانش الموضوع هيتحول لأزمة بي آر بالشكل ده.”
أما عن مداخلة شيرين عبدالوهاب مع لميس الحديدي، قالت بيبرس إن اللي حصل بيتوصّف في الدول الغربية إنه أزمة بي آر، وقالت: “ماحدش يختلف على فن شيرين، اللي تُعتبر من أفضل خمس مطربين في الوطن العربي.” وضافت: “بس هي مش بتستخدم ده صح، لإنه مينفعش فنان يسمح لمشاكله تتضخم وتغطي على نجاحاته، وكان لازم في الفترة الأخيرة دي ماتسمحش بإثارة موضوعات بعيدًا عن فنها وتركز على النجاحات بس.”
وبتوضح بيبرس: “كان لازم شيرين تبعد عن أي تصريحات لإنها مقهورة وفي الحالة دي الناس بتقول كلام غير مدروس، لكن في نفس الوقت الجمهور مش لازم يسمع ويعرف كل حاجة،” وبتضيف: “المصريين هيعتبروا اللي اتقال في المداخلة دي خصوصيات، وبالتالي هيتشتت وهيعيد تفكير في علاقته بشيرين.”
ختمت بيبرس كلامها: “شيرين عفوية، وعلشان كده محتاجة بي آر ضروري.” واعتبرت بيبرس الغلطة اللي حصلت في المداخلة دي هي التجريح في شخص بغض النظر عن اللي عمله، ووضحت إن ده غلط من الناحية القانونية علشان هيسبب لها مشاكل قضائية، وقالت إنه علشان تكسب الجمهور كان ممكن بكل بساطة تتكلم عن تجربة زواجها من غير الدخول في خصوصيات العلاقة أو التجريح، وتوضح إن زواجها كان علاقة سامة وسبب لها مشاكل كتير من غير ما تخوض في تفاصيل داخلية.