“دس السم في العسل”.. عن أفلام هوليوود وتطبيع الاستشراق في الفن

0

في كتابه “Orientalism”، شرح أستاذ الأدب الفلسطيني إدوارد سعيد الاستشراقية إنها الإيمان بالتفوق الغربي على الشرق وبينشرها المجتمع الغربي كنقطة إنطلاق لوضع نظريات وروايات وأوصاف اجتماعية وحسابات سياسية متعلقة بالشرق وشعبة وعاداته وعقله ومصيرة. وبتنشر المجتمعات الغربية في الفلسفة دي فكرة عن المجتمعات العربية إنهم متوحشين وغير متحضرين وبيشكلوا خطر على الغرب.

ووضح إدوارد سعيد إن الاستشراق بدأ من عصر التنوير الأوروبي واستعمار العالم العربي، وإن الاسشتراق قدم مبرر للإستعمار الأوروبي قائم على فكرة بناها الغرب للشرق إنه مختلف تمامًا ومنزلته أدنى وبالتالي محتاج للتدخل أو “الإنقاذ” الغربي. ولأن الفن له دور كبير في نشر الثافات والأفكار والأيديولوجيات، استخدم الغرب على مدار العصور الأفلام والأغاني للتحيز بالصور النمطية ونشر ثقافة الاستشراقية.

الأفلام الغربية رسمت نظرة عنصرية عن الشرق إنه “الاخر” اللي مش بيتساوي مع الغرب. وبالتالي الأفلام دي بتطبع وجود شخصية إرهابية أو جائرة من أصل عربي أو تصوير المرأة العربية كإرهابية أو كأداة جنسية والمحجبات والمنتقبات كمظلومين وخاضعين. وساهمت هوليوود في نشر الصورة الاستشراقية عن العرب بأكتر من ١،٣٠٠ فيلم، ومن أشهر الاعمال دي هما.

فيلم علاء الدين لديزني

أغنية فيلم “Arabian Nights” من فيلم علاء الدين.

أغنية Arabian Nights اللي اتعملت في ١٩٩٢ بيشرح فيها علاء الدين إنه عايش في مكان ممكن يقطعوا فيه ودنك لو شكلك معجبهمش، وإنه مجتمع بربري ولكنه بيته. وبعد جدل حوالين الفيلم وأغنيته، بالفعل اتغير كلام الاغنية في النسخة الجديدة من الفيلم في ٢٠١٩ واتشالت الجملة دي. 

فيلم “The Mummy”

عن Pinterest.

في سنة ١٩٩٩ نزل فيلم The Mummy وكان بيوصف الماضي المصري بشكل ممجد ليه بمشاهد مذهلة للأهرمات، ولكن صور العالم العربي المعاصر في حوالي سنة ١٩٢٣ كمنطقة قبيحة غير متعلمة، وصور تحول الرجل العربي لباحث عن الكنز في حضارته المفقودة. وكمان وصف الفيلم المرأة العربية الحديثة إنها غير جذابة إلى حد كبير والمرأة العربية القديمة جميلة لكنها شريرة. والفيلم ده موضعش صورة نمطية علي العرب بس، ده كمان رسم صورة على الشخصيات الامريكان والبريطانيين بتوضح إن الامريكان رعاة ابقار محبيين للعنف، وإن البريطانيين مستعمرين وعنصريين. 

فيلم “American Assassin”

نزل فيلم American Assassin في سنة ٢٠١٧ وكانت قصته بتدور حوالين عميل شاب في وكالة المخابرات المركزية بيخطط للأنتقام بعد مقتل اهله وحبيبته علي يد إرهابيين وبيحاول يمنع وقوع حرب عالمية نووية. وبالتأكيد، بيستهدف العرب كسبب الارهاب وبئر أسلحة الدمار الشامل. وبكدا بينشر الفيلم “الإسلاموفوبيا” وهي الكراهية أو التحيز ضد الأسلام والمسلمين خاصةً كقوة سياسية. وصرحت الكاتبة Opheli Lawler  أنه فيلم بيجمع مابين الاستثناء الأمريكي والإمبيريالية الأمريكية المقتنعة بإنها بتنشر الديمقراطية. 

سلسلة أفلام “Iron Man”

في الجزء الأول من فيلم Iron Man، اتحدي الممثل Faran Tahir السيناريو المعادي للمسلمين وغيره من قيام مجموعة من الإرهابيين المسلمين بخطف الشخصية Tony Stark لمجموعة من “المرتزقة الدوليين”. وفي  التالت، بيروح Iron Patriot لباكستان للتحقيق في مكان منشأ تهديد إرهابي اسمه الماندرين، وبيكسر محل أشغال ويدخل غرفة بعيدة كلها ستات منتقبات بيشتغلوا على آلات الخياطة وبيقول لهم “Yes, you’re free, if you weren’t before..No need to thank me” انهم بقوا احرار ومفيش داعي للشكر. ولكن بيطلع إن من بين الستات المنتقبة دي ست إرهابية بتستخدم النقاب لأخفاء هويتها عشان تندمج مع الستات التانية. وبكدا نجح الفيلم في خلق الخوف من الستات المسلمة ونشر الصور النمطية زي “الستات المسلمة محتاجين المساعدة”، و” المسلمات أرهابيات”، و” الستات المسلمات مجهولات الهوية”، و” المسلمات مالهمش صوت”

فيلم “Sinbad the Sailor”

عن IMDB.

فيلم سندباد البحار مستوحى من حكاية ألف ليلة وليلة، وبتدور أحداثه عن الشاب العربي سندباد في موطنه بغداد. وبينشر الفيلم صور نمطية كتير منها الملامح الغربية للبيئة العربية، والمباني الغربية، وسحرة الأفاعي، ومشعوذين السيف، والعبيد، والراقصات الشرقيات. وحتي تمثيل الخليفة هو رمز للظالم النموذجي اللي بيسيء استخدام شعبه. والفيلم كمان بيصور الإعدام كعقوبة لأبسط الأخطاء والجرايم. 

فيلم Indiana Jones: Raiders of the Lost Ark

في سنة ١٩٨١، نزل فيلم Indiana Jones وكان فيه مشهد بيتجول فيه Jones في مدينة القاهرة المعاصرة. وبيظهر المشهد المدينة على انها رجعية وغريبة وغير متحضرة، وكل الشعب لبسه متشابه: الرجال لابسين العمة والعباية وقاعدين في القهاوي أو بيبيعوا الجرايد والسجاد، والنساء لابسين برقع أسود. وبيستكشف Jones المكان باعتبارة المتحضر الوحيد في المجتمع البدائي الغريب. 

اغلبية الافلام اللي فيها عناصر عربية بتنشر النظرة الاستشراقية عن العرب، وفي عدد قليل من افلام بتصور الواقع الحقيقي للعالم العربي زي فيلم Kingdom of Heaven  اللي قدم تصوير صحيح للسياق التاريخي في القدس،  وفيلم Victoria and Abdul اللي نشر رسالة إنسانية منغير تحييز.

آخر كلمة: لازم العالم العربي يتحد في حركة ضد نشر الاستشراقية اللي بتوصل صور خاطئة عن العالم العربي وبتثبت الصور النمطية في عقول الناس.

تعليقات
Loading...