هل يولد النجاح مصادفة؟ أم أن وراء كل ملياردير عقلية مختلفة تُدير التفاصيل وتحوّل التحديات إلى مكاسب؟ ليس كل من يملك المال يملك عقلية الملياردير.
محمد منصور، رجل الأعمال المصري الذي تُقدّر ثروته اليوم بـ3.4 مليار دولار، ويحتل المرتبة الثانية عشرة بين أغنى المليارديرات العرب في الشرق الأوسط ضمن قائمة فوربس، هو مثال حي على أن الفكر الاستثماري الذكي يمكن أن يصنع إمبراطورية.
رجلٌ بدأ حياته من مطبخ مطعم بيتزا في الولايات المتحدة، يجمع الإكراميات ليكمل تعليمه بعد أن خسر والده كل ما يملك بسبب قرارات التأميم في الستينيات، ليعود لاحقًا إلى مصر، ويقود بناء واحدة من أضخم المجموعات الاقتصادية في العالم العربي.
ما الذي ميّز طريقة تفكير الملياردير المصري محمد منصور؟ وكيف استطاع أن يحوّل الأزمات إلى فرص، والقيادة إلى فن، والمخاطرة إلى مكسب؟ نكشف لك أسرار تفكيره ومبادئه العشر الذهبية في عالم المال والأعمال… أسرار قد تغيّر طريقة إدارتك لحياتك المهنية والمالية إلى الأبد.
لا تفوّت قراءة: الإمارات.. هل تحلم بالسكن في برج يحمل توقيع علامة فاخرة؟ عقارات بتوقيع بوجاتي وتشيلسي وترامب
ما الذي نعرفه عن الملياردير المصري محمد منصور حتى الآن؟

يشرف محمد منصور على إدارة مجموعة منصور العائلية، التي تأسست عام 1952 على يد والده الراحل لطفي منصور.
منذ عام 1975، أطلق وكالات جنرال موتورز في مصر، ليصبح لاحقًا من أكبر موزعيها عالميًا بفضل استراتيجيته التوسعية الفعالة.
كما تمتلك المجموعة حقوق توزيع حصرية لمعدات كاتربيلر في مصر وسبع دول أفريقية، مما عزز مكانتها في السوق الصناعي.
يحمل محمد منصور الجنسيتين المصرية والبريطانية، وشغل منصب وزير النقل في حكومة حسني مبارك بين 2006 و2009.
ويشاركه شقيقاه، ياسين ويوسف، ملكية المجموعة، وهما كذلك من أبرز المليارديرات في الشرق الأوسط.
بينما يقود نجله لطفي الذراع الاستثمارية Man Capital، التي تدير استثمارات عالمية متعددة للكيان العائلي.
من خلال هذا الامتداد العائلي المتكامل، تُعد مجموعة منصور اليوم إحدى أضخم التكتلات الاقتصادية في العالم العربي.
لا تفوّت قراءة: قانون تملّك الأجانب للعقارات في السعودية.. ما الإجراءات والمناطق المسموح بها وشروط الشراء؟
محمد منصور: بدايات قاسية شكلت عقلية رجل أعمال لا يعرف الانكسار

في سن العاشرة، كاد يفقد ساقه بعد أن صدمه شقيقه بسيارة. أصر جرّاح شجاع على عدم بترها، وظل طريح الفراش 3 سنوات.
ورغم انتمائه لعائلة أرستقراطية، تغيّرت حياته تمامًا حين أمّم عبد الناصر ثروة أسرته، فواجه في عمر الجامعة صدمة الإفلاس.
في جامعة نورث كارولينا، عاش محمد منصور على الخبز والبيض، وانتقل من سكن الطلاب إلى غرفة متواضعة خارج الحرم الجامعي.
لا تفوّت قراءة: هوس جديد بمشروب هوجيتشا الياباني.. ما الذي يميّزه عن الماتشا؟
عمل بأحد المطاعم بأجر متدنٍ، وواصل دراسته رغم الظروف القاسية، ليبرهن أن النجاح يولد من رحم المعاناة.
في العشرين، وبعد تخرجه، واجه منصور سرطان الكلى، وكانت فرص النجاة ضئيلة. لكن الجراحة المبكرة والعلاج أنقذاه من المرض.
منذ ذلك الحين، عاش منصور حياته وهو يؤمن أن كل عثرة يمكن أن تكون بداية جديدة، وهو ما عكسه لاحقًا في مسيرته الريادية.

لا تفوّت قراءة: شهر سينمائي ساخن.. أقوى 6 أفلام مصرية جديدة تُعرض في يوليو 2025
من الانتكاسات إلى المليارات: كيف بنى محمد منصور إمبراطوريته؟

بعد وفاة والده عام 1976، تولّى محمد منصور وإخوته إدارة شركة ناشئة لتوزيع السيارات، وكان عمره حينها 28 عامًا فقط.
استطاعوا لاحقًا تطوير مجموعة منصور القابضة من القاهرة، لتصبح إمبراطورية عالمية بعقود ضخمة مع جنرال موتورز وكاتربيلر.
في عام 2009، استثمر منصور 20 مليون دولار في فيسبوك قبل الطرح العام بسعر 18 دولارًا للسهم، واعتبره استثمارًا ناجحًا.
بعدها بعام، انتقل إلى المملكة المتحدة وأسّس Man Capital، الذراع الاستثمارية للعائلة، والتي تمثل اليوم ثلث ثروته البالغة 3.4 مليار دولار.
أما ربع ثروته الآخر، فيأتي من Mantrac، وكيل كاتربيلر، وتكملها أصوله الشخصية وشركات مثل Mansour Automotive وManFoods.
ما يزال شقيقاه يوسف وياسين من المليارديرات، بثروات تقارب 1.3 و1.2 مليار دولار على التوالي، ويُديران أجزاء من المجموعة.
محمد منصور، الذي شغل منصب وزير النقل من 2006 حتى 2009، نشر سيرته الذاتية بعنوان Drive to Succeed عبر دار Penguin.

لا تفوّت قراءة: الكبدة الإسكندراني بين أفضل 50 ساندوتش في العالم.. وهذه أفضل 8 مطاعم لتجربتها
أسرار لا يخبرك بها كبار رجال الأعمال: الصداقة في العمل لا تعني غياب الحدود
حين تولّى محمد منصور إدارة الشركة بعد وفاة والده، فضّل توظيف أصدقائه الموثوقين بدلًا من أصحاب الخبرة الأكبر سنًا.
اتبّع سياسة الباب المفتوح، وحرص على علاقات ودّية داخل المكتب، وحتى التواصل مع الزملاء خارج ساعات العمل. لكن حين رأى الموظفين يلعبون كرة القدم داخل المكتب، أدرك أن حدود الاحترافية قد تلاشت.
يقول منصور: “تعلمت الدرس، الصداقة لا تعني غياب القواعد. وضعت حدودًا واضحة، وأغلقت الباب وقت العمل”. ومنذ ذلك الحين، أصبح التوازن بين الصداقة والانضباط أساسًا في إدارته الناجحة للمؤسسة.
لا تفوّت قراءة: 10 مطاعم وكافيهات جديدة في الساحل الشمالي.. نكهات عالمية تطل على البحر
لا تهمل السياسة.. تأثير الاقتصاد الكلي قد يحدد مصير شركتك
يشدد محمد منصور على أهمية متابعة المتغيرات الاقتصادية الكبرى، خاصة في مواسم الانتخابات الأميركية. فهو يرى أن فهم قرارات الاحتياطي الفيدرالي ومعدلات الفائدة والسياسات النقدية أمر بالغ الأهمية لأي رجل أعمال.
وتعلّم منصور هذا الدرس من تجربة مريرة، عندما تجاهل أثر ضعف الجنيه المصري في أواخر السبعينيات.
وظنّ أن العملة الوطنية ستظل قوية كما عهدها في شبابه، لكنه فوجئ بانخفاض قيمتها وتأثيرها السلبي على أعمال الاستيراد.
وتفاقمت الأزمة حين فرضت الحكومة حظرًا مؤقتًا على استيراد السيارات الأجنبية، مما هدّد شركته بالإفلاس. ومن هنا، أدرك منصور أن تجاهل السياسة والاقتصاد الكلي قد يكون أكبر خطأ يرتكبه المستثمر.
لا تفوّت قراءة: حفلات روبلوكس الافتراضية لنجوم الفن بدون تذاكر.. هل تغنيك عن حضور الحفلات الحيّة؟
أسرار لا يخبرك بها كبار رجال الأعمال: الثروات قد تزول في لحظة
كان محمد منصور شغوفًا بالرياضة في طفولته، لكن حادث السيارة أبعده عنها، وأجبره على البقاء طريح الفراش لسنوات. ومن دون تلفاز أو ألعاب إلكترونية، قضى وقته في التأمل والتفكير، وهو ما شكّل بدايات نضوجه العقلي المبكر.
عندما أمّم عبد الناصر ثروة عائلته، أدرك منصور لأول مرة قيمة المال، وتعلّم أن الثروات قد تزول في لحظة.
هذا الإدراك العميق جعله حذرًا في الاقتراض، وهو ما ساعده لاحقًا في النجاة من أزمات مالية عصفت بمصر في الثمانينيات.
لا تفوّت قراءة: حفلات نهاية الأسبوع تضيء سماء القاهرة والساحل الشمالي في يوليو!
أسرار لا يخبرك بها كبار رجال الأعمال: لا مكان للجمود في عقلية الملياردير
مع توسع الأعمال، يقع الكثيرون في فخ التكرار والاعتماد على الأساليب القديمة دون تجديد، لكن محمد منصور يتجنب هذا النهج تمامًا.
يرفض منصور أن تحكمه إنجازات الماضي، ويمنح الأولوية للابتكار والبحث المستمر عن تحديات وفرص جديدة.
يؤمن بأن المستقبل ملك لمن يجرؤ، لذلك يستثمر بقوة في التكنولوجيا والمجالات الصاعدة ذات التأثير المستقبلي.
رغم إصابته بالسرطان ونجاته من حادث خطير، لم يخشَ المجازفة، بل ازداد تعطشًا للتحديات وفرص النمو.
يعتمد على عقول شابة متجددة، قائلًا: “نتعاون مع شباب أذكياء يمتلكون رؤية، يمنحوننا أفكارًا لم نكن لنراها وحدنا”.
أسرار لا يخبرك بها كبار رجال الأعمال: قلّل وعودك، ودع أفعالك تتحدث عنك

حين بدأ محمد منصور رحلته في مجال توزيع السيارات، لم يكن اسمه معروفًا، وكانت ثقة جنرال موتورز قائمة فقط على سمعة والده الراحل.
آنذاك، سادت حالة من القلق بين المستثمرين الأجانب نتيجة سياسات التأميم في عهد عبد الناصر، وكان منصور يدرك تمامًا أن سمعته هي رأس ماله الحقيقي.
يقول: “إذا كنت أعلم أنني قادر على تسليم 100 سيارة، كنت أعد بخمسين فقط” — مبدأ الحذر الذي ساعده على كسب ثقة الشركاء وترسيخ مصداقيته.
واليوم، وبعد عقود من النجاح، ما زال محمد منصور يلتزم بهذا المبدأ: قلّل وعودك، وتجاوز التوقعات بالفعل لا بالقول.
لا تفوّت قراءة: الشاورما اللبنانية أفضل ساندويتش في العالم.. 9 مطاعم عربية لا بد من تجربتها بالشرق الأوسط
أسرار لا يخبرك بها كبار رجال الأعمال: ادرس السوق.. واعرف ما لا يعرفه غيرك

قبل إطلاق أي مشروع، عليك أن تفهم ما الذي تفتقر إليه السوق، وما يمكنك تقديمه بطريقة لا يجيدها سواك.
في منتصف السبعينيات، عاد محمد منصور إلى مصر بخبرة صقلتها سنوات من الدراسة والعمل في الولايات المتحدة.
يقول: “لم يكن أحد يتحدث اللغة أو يفهم طريقة العمل الأميركية في مصر سوانا أنا وإخوتي”.
في وقت واجه فيه رجال الأعمال حواجز اللغة والثقافة، استثمرت عائلة منصور هذا التميّز لتبني شبكة تجارة مزدهرة.
لا تفوّت قراءة: ما الجديد في مطار القاهرة الدولي؟ 7 خدمات ذكية قد تغيّر رحلتك كليًا!
أسرار لا يخبرك بها كبار رجال الأعمال: القيادة تبدأ من التواضع ولا تجلس على رأس الطاولة

يردف منصور قائلاً: “عندما أجلس في قاعة الاجتماعات، لا أتربع على رأس الطاولة”، موضحًا أن هذا الكرسي في الواقع لا يشغله أحد.
يهدف هذا النهج إلى تعزيز روح العمل الجماعي والولاء بين أعضاء الفريق، حيث لا يعتبر نفسه مركز الشركة رغم رئاسته لها.
يعتمد منصور كثيرًا على فطنة وذكاء من حوله، ويثق بأنهم يمنحونه الحقائق بشكل صريح وأحيانًا أكثر ذكاءً منه.
ويضيف: “أنا أميل للتفكير العميق وأتحدث قليلاً، محاط بأشخاص جيدين يساندونني في اتخاذ القرارات بحكمة”.