خع إم واست: مين هو أمير علم المصريات وأول مرمم آثار في التاريخ؟

هو أمير مصري وابن واحد من أهم ملوك مصر القديمة، وصفته أسماء صلاح مفتشة آثار ميت رهينة لـ (روز اليوسف) اليومية بإنه فلكي وكاتب ومثقف، بحث عن الآثار المصرية وانتشلها من تحت الرمال ورممها في عهد والده، وقالت إنه يعتبر أول مرمم آثار في التاريخ.

تمثال الأمير خع إم واست، أول مرمم آثار في التاريخ

هو أمير علم المصريات (خع إم واست)، أكبر أبناء الملك رمسيس التاني، اللي اتجوز كتير وأنجب أكتر من 100 ابن وابنة، ولكن فضل الابن الأكبر هو الأشهر والأذكى في حياته، وبعد آلاف السنين من موته.

كان من ألقابه؛ الكاتب الملكي وكبير كهنة بتاح في منف ورئيس احتفالات دفن العجل أبيس سنويًا. وبتقول أسماء صلاح إن بعض المقابر اللي تم اكتشافها في سقارة، وبتعود للدولة القديمة، اشتغل خع إم واست على ترميمها وكتب اسمه عليها، بعد ما كان الزمن مر عليها واتهدت أجزاء منها.

ترميم آثار الأجداد: مهمة خع إم واست المقدسة

الأمير اللي عاش في عصر الأسرة الـ 19، اهتم بترميم آثار الجدود من الأسرات المصرية الأولى اللي اتبنت قبل ميلاده بحوالي ألف سنة أو أكتر، كان بيرفع الرمل عنها وبيصلحها ويجدد المباني، ويكتب اسمه عليها، وفي كتير من الآثار اللي اتبنت قبل ميلاده بـ 500 سنة، لقينا اسمه عليها ونصوص عن تجديدها وإنقاذها من الدمار.

وبتقول لنا ناريمان حامد الباحثة الأثرية، إن رمسيس التاني كتب في نصوصه اللي وصلت لنا عن الألم والحزن اللي حس بهم بسبب انهيار مقابر الأجداد، وإن بعضها لسه ناقص وماكملش، وإن موت أصحابها سابها من غير حد يهتم بها.

وبتأكد إن خع إم واست كان أول عالم مصريات اشتغل على تحقيق حلم أبوه بإنه يرجع مجد وعظمة آثار الأجداد مرة تانية، ويعبر عن احترامهم من خلال استعادة رونق صروحهم العظيمة مرة تانية.

من هرم زوسر المدرج

السجلات اللي اكتشفناها بتأكد إن الأمير خع إم واست رمم هرم زوسر المدرج، اللي يعتبر أول مبنى هرمي في التاريخ، والنقلة المعمارية العظيمة في مقابر ملوك مصر القديمة من مجرد مصطبة بسيطة لهرم عظيم.

مقبرة الملك شبسيسكاف، المعروفة بمصطبة فرعون، عن: indicator

كمان رمم مقبرة الملك (شبسيسكاف)، ابن الملك (منقرع)، وهرم الملك (ونيس) في سقارة، وبعدها وجه طاقته لترميم الجزء اللي اتهد من هرم (ساحورع).

اشتغل كمان على معبد الشمس بتاع الملك (ني وسررع)، وكان دايمًا بيحرص على تسجيل اسم صاحب الأثر بعد ما يخلص ترميم، وكان بيكتب دايمًا في نهاية شغله: “إن كبير كهنة بتاح، الأمير خع إم واست هو الذى خلد ذكرى الملك، (صاحب الأثر)”.

كان الأمير مهتم جدًا بالديانة المصرية القديمة وكان حريص على الاحتفال بأعياد الفيضان في جبل السلسلة، وكمان أشرف على احتفالات والده بمرور تلاتين سنة على اعتلائه العرش، وهو العيد اللي سماه المصريين القدماء الـ (الحب سد).

ولإن خع إم واست كان الابن الرابع لرمسيس التاني من واحدة من زوجاته الرئيسيات، اختاره ولي العهد، ولكن اتوفى الأمير في عهد أبوه، وكان وقتها في أواخر الخمسينات من عمره، واتدفن في القبر اللي جهزه لنفسه في السرابيوم.

ومقبرة الأمير تعتبر واحدة من أجمل المقابر المصرية القديمة، وبيظهر فيها وهو بيتعبد لإله الحكمة والمعرفة (تحوت)، في كتير من النقوش الجنائزية على جدرانها.

إيه هو ترميم الآثار

بيقول المهندس المعماري الفرنسي (إس ميريميه) المشرف على أعمال ترميم كنيسة (نوتر دام) بباريس، عن عملية الترميم، إنها علاج وحفظ الأثر زيّ ما هو، وإنه الترميم مش تجديد كلي للأثر وتغيير في معالمه وملامحه الأصلية.

وعن المواد اللي كان المرممين بيستخدموها زمان، فكانت مواد طبيعية، نباتية أو حيوانية، ولكن ماوصلناش أي سجلات عن نوع المواد اللي استخدمها خع إم واست في الترميم.

بيقول لنا مؤرخ الفنون فيتروفيوس مورجان، إن شمع العسل الساخن مع زيت الكتان كان من أهم المواد اللي استخدمها المرممين في علاج وتقوية التماثيل الرخام التي تعرضت للتلف.

في النهاية، بنقدم تحية إجلال بعد آلاف السنين للأمير المصري اللي سبق العالم كله في العناية بآثار أجدادنا.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: التعليم في مصر القديمة: أول مدرسة ومكتبة في تاريخ الإنسانية

تعليقات
Loading...