خطة الدولة للحفاظ على محصول الأرز الاستراتيجي في ظل الوضع الراهن
أسبوع القاهرة للمياه 2021، الدورة الرابعة: قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إن مصر اقتربت من مرحلة متقدمة من الفقر المائي، وأكد الرئيس إن مصر من أكتر الدول جفافًا في العالم حيث إن معدل هطول الأمطار عندنا يعتبر الأقل، وبالتالي أكد الرئيس إننا بنعتمد على النيل بشكل حصري في سد احتياجاتنا من المياه ووضح إن ده في حد ذاته بيحذر مصر من أزمة فقر مائي،
فسر الرئيس أسباب أزمة ندرة المياه في مصر بالتضخم السكاني المهول والتغييرات المناخية اللي بتصيب تباعاتها معظم دول العالم، وأضاف للمسببات دي الخطر اللي بيشكله تشييد سد النهضة في أثيوبيا مستقبلًا، أما الدكتور نادر نور الدين الخبير المائي فقال إن مصر بتعيش في مرحلة الشح المائي وإننا بنعاني من عجز بالفعل.
تأثير الشح المائي على محصول الأرز الاستراتيجي في مصر
طبقًا لـ وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي يعتبر الأرز واحد من أهم المحاصيل الاستراتيجية في مصر، نظرًا لاعتماد جزء كبير من الشعب عليه كمصدر أساسي للغذاء، وانتاج مصر من الأرز مرتفع، وحققت فيه نهضة واضحة منذ سنة 1987 حيث كان حجم الإنتاج السنوي من الأرز 2.40 مليون طن للفدان الواحد، وزادت الإنتاج من الفدان الواحد بشكل طردي خلال السنوات التالية لحد ما وصل لـ 6.12 مليون طن للفدان الواحد سنة 2005.
في 2019 قال المهندس محمد السباعى، المتحدث باسم وزارة الموارد المائية والرى، في مكالمة تليفونية مع برنامج “كل يوم”، الذى يقدمه الإعلامى وائل الإبراشى، إن محصول الأرز هو محصول استراتيجى، ووضح إن الدولة بتقوم بتحديد المساحات المزرعة منه بسبب المعاناة اللى بتواجهها الدولة فى توفير الرى اللازم للمحاصيل اللي بتستهلك كميات ضخمة من المياه.
أما رئيس قسم الأرز بوزارة الزراعة المصرية محمد أبو سيف، فقال لموقع “سكاي نيوز” إنه من المعروف عن محصول الأرز حاجته لكميات كبيرة من المياه. ولكن في ظل أزمة العجز المائي اللي بتمر بها مصر، هل هيتراجع إنتاج الأرز؟
وضح أبو سيف إن مصر عندها خطة لزيادة إنتاجها من الأرز وأكد إن الخطة بتعالج مشكلة الشح المائي وهتخلي مصر قادرة على المنافسة في صدارة إنتاج الأرز على مستوى العالم.
جزء من الخطة اللي وضحها أبو يوسف هو اعتماد 200 ألف فدان في زراعة الأرز على مياه الصرف الزراعي، وهي المساحة اللي بتشكل 20% من اجمالي المساحة المزروعة بالمحصول ده في مصر.
ووضح إن المساحة دي هيتم زراعتها بنوع معين من الأرز اللي عنده القدرة على التعامل مع الشوائب والمخلفات الموجودة في مياه الصرف الزراعي، وكمان بيعمل على تنقية نفسه من أي عناصر ضارة، وهيكون أمن للاستخدام البشري، وهيحقق إنتاجية عالية بمقدار 3.5 طن للفدان الواحد.
وقال أبو يوسف إن في 350 ألف فدان تمت زراعتهم بنوع تاني من الأرز يقدر يتحمل الري لفترات طويلة من غير ما يحصل له تلف، وأكد إنه بتتم زراعة حوالي نصف مليون فدان بأنواع من محصول الأرز بتحتاج لأساليب ري مختلفة عن الغمر، وبالتالي ده هيقلل استهلاك مياه النيل ويقدر يتغلب على أزمة الشح المائي.
وأضاف أبو يوسف إن في نوع تالت من الأرز بيتم دراسته في الوقت الحالي، وهو الأرز الرملي، واللي بيتزرع في الأراضي الرملية أو ذات الملوحة العالية، ولإن محصول الأرز يعتبر من أكتر المحاصيل اللي عندها القدرة على زيادة خصوبة التربة فبيتم استخدام النوع ده في استصلاح الأراضي، ووضح إنه بيتم ريه بالتنقيط، وإنه اتزرع بالفعل في الوادي الجديد وتوشكى ومناطق تانية، ولكن أكد أبو سيف إن تطبيق زراعة النوع ده من الأرز بشكل موسع لسه محتاج شوية دراسة.
زراعة الأرز في مصر ما بين أزمة الماء وخطط وزارة الري
كانت المساحة اللي بيتم زراعتها بالأرز في مصر بتوصل لحوالي مليون و500 ألف فدان كل سنة، ولكن تحت تأثير أزمة شح المياه قلصت الدولة المساحة دي لـ 724 ألف فدان بيتم ريهم بالغمر من مياه النيل.
وقال أبو سيف إن استرتيجية مصر النهارده بتعتمد على التوسع الرأسي في محصول الأرز، يعني الهدف هو زيادة إنتاج الفدان الواحد من الأرز، مش زيادة عدد الفدادين اللي بيتم زرعها بالمحصول ده، وأكد إن الدولة بتستهدف جمع حوالي مليون طن من الفلاحين في وقت الحصاد في أغسطس الجاي، علشان تحافظ على توازن السلعة الاستراتيجية دي في السوق المحلي.
وأكد أبو سيف إن مصر النهارده بتنافس أستراليا المصنفة الأولى على مستوى العالم في إنتاج الأرز، وأكد إن المنافسة بتعتمد على زيادة الإنتاجية من وحدة المساحة المزروعة، وإن مصر نجحت من سنتين في الوصول لأكتر من 4 طن من الفدان الواحد كل سنة.