حيث الأنس ورائحة القهوة: مقاهي تاريخية شاهدة على حقبات زمنية في وطننا العربي

كانت المقاهي في حقبة معينة مركزًا لاجتماعات المناهضين للاحتلال، وشرارة لانطلاق الثورات الشعبية في التاريخ، ومازال رواد تلك القهاوي ومحبيها يعيشون أجواء تفوح منها روائح الشاي والقهوة، والأحاديث والثرثرة التي لا تنتهي.. وبعضَا من هذه القهاوي التاريخية في وطننا العربي تجدها في القائمة.

مقهى الحافة – طنجة

بني المقهى المكشوف عام 1921، وكان ملتقى لبعض من أبرز الفنانين والسياسيين في العالم، من بينهم أدباء وشعراء، لا سيما الذين ينتمون لما يسمى “جيل المنهزمين”. فعلى كراسي هذا المقهى التاريخي، كان يجلس الروائي المغربي الشهير محمد شكري صاحب رواية “الخبز الحافي”، وكان يجالس شكري الشاعر والروائي المغربي الشهير الطاهر بن جلون الحاصل على جائزة غونكور الفرنسية عن روايته “ليلة القدر”، واكتسب شهرته أيضًا بفضل تواجده في منطقة مرشان، وهي هضبة عالية وكانت منطقة دولية، إبان فترة الاستعمار.

مقهى بن يونس – بيروت

قصة المقهى تعود لأمين يونس الذي توقف في طريقه في الدنمارك، واشترى محمصة ومطحنتين وفي باله فكرة لافتتاح مصلحة خاصة به في بيروت، وصل إلى لبنان بعد سنوات كثيرة عاشها في المهجر، وفتح أول محمصة للقهوة تحت اسم “كافيه يونس”في منطقة باب إدريس في الوسط التجاري في بيروت.
قصة النجاح بدأت في عام 1935 ومنذ ذلك الوقت، توالت 3 أجيال على حمل الإرث واستطاع ورثة أمين يونس المحافظة على قصة النجاح، وبعد مرور 75 عامًا لا تزال عائلة يونس تدير المحمصة التي اكتسبت شهرتها بفضل تقديمها مزيجًا رائعًا من القهوة. 

مقهى الشابندر – العراق

عن: hassan alnasheet

يعود تاريخ تأسيسه إلى 1917، بعد أن كانت البناية عبارة عن مطبعة لطبع الكتب، كان يشهد زخمًا برواده زائري شارع المتنبي، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى أسرة الشابندر العريقة، وهي إحدى العائلات البغدادية القديمة، حيث تتخذ من العمل السياسي والتجاري مهنة لهم.

والمقهى الذي يتميز بالطراز البغدادي القديم، تنتشر فيه صور الملوك والوزراء وكبار المثقفين، في كل مكان حيث شهد حضورًا من قبل المسؤولين العراقيين على مدار أكثر من قرن كامل، ويوميًا كان يزوره غالبية الوفود العربية والأجنبية فكان دائمًا منتدى للثقافة والفكر والفن والسياسة.

مقهى الفيشاوي – مصر

يقع في زقاق صغير بالقرب من سوق خان الخليلي وافتتح أبوابه عام 1797 أي قبل عام واحد من غزو نابليون بونابرت لمصر، تردد عليه بانتظام نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل للأدب، حيث قال الفيشاوي”كان نجيب محفوظ يحب تناول الشاي الأخضر أثناء الكتابة داخل قاعة كبيرة أطلقنا عليها اسمه تيمنا به، وأعتقد أنه كتب جانبا كبيرا من ثلاثيته الشهيرة داخل هذا المقهى”، وزاره أيضَا الملك فاروق آخر ملوك مصر.والراحل أحمد زويل الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء.

ومن أشهر أنشطة القهوة مسابقات القافية التي كانت تنظم خلال خمسينيات القرن الماضي يستخدم فيها المشاركون مهاراتهم اللغوية.

الإسكندراني – الأردن

من أهم المباني العثمانية ورمزًا من رموز المدينة، يعود تاريخ بنائه إلى 180 عامًا، ومر خلال تلك الفترة بمراحل مختلفة، إلا أنه يحافظ وبكل صلابة على شكله، ما إن تصل إلى مدخل المقهى، حتى تستقبلك الحاجة “أم غازي” المعروفة هناك بابتسامة لا تفارق وجهه.

المكان كان في السابق إسطبلًا للخيول، ثم تحول عام 1960 إلى مشغل للحلويات، واستمر بذلك حتى عام 1982وظل بطابعه الأثري حتى تحويله إلى مقهى يحمل روحًا تاريخية.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: قصة مكان: رحلة الكاتب علاء خالد الذى رأى في الأماكن ما لا نراه

تعليقات
Loading...