كل سنة في رمضان بنستنى الإعلانات ونتابعها، في إعلانات بتمر علينا مرور الكرام ومش بنفتكرها من كتر ما هي بتاعة كل سنة ومافيش فيها جديد، وفي إعلانات تانية لازم نقف عندها لإنها كانت مختلفة وعايزة توصّل رسالة بمنتهى السلاسة ومن غير أي تعقيد، ومن ضمن الإعلانات اللي اتعملت السنة دي وحبينا نسلط عليها الضوء، إعلان حياة حلوة التابع للمشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية؛ الإعلان ده ناقش قضايا مهمة بتخص مفهومنا لمعنى الطفولة، اللي لازم نتكلم عنها.
قضية زيادة عدد المواليد.. لحد امتى؟
قضية مرعبة وبقالنا سنين بنتكلم فيها ومش عارفين نلاقي لها حل جذري، مركز التعبئة والإحصاء في مصر بناءً على آخر إحصائية له، اكتشف إن 254 طفل بييجوا الدنيا في ساعة واحدة بس! يعني 4 مواليد كل دقيقة، يعني واحد كل 15 ثانية، يعني 6096 طفل كل يوم، يعني 2225040 طفل كل سنة! طب وبعدين؟
زيادة مرعبة، وفي مقابل الزيادة دي مافيش موارد بتكفي العدد ده، ولا حتى الأسر اللي بتخلف بالأربعة والخمسة هتلاقي عندها قدرة إنها تعيشهم حياة كريمة ياخدوا فيها كل حقوقهم. ونتيجة للأعداد دي، هنلاقي قائمة تانية من المشاكل، واللي اتكلم عنها برضه الإعلان وكان سببها الأساسي جاي من إن مافيش تنظيم للأسرة.
زواج القاصرات.. كام بنت حياتها بتنتهي بشدة قلم على ورقة جواز؟
نتيجة طبيعية لأسرة مخلفة كوم عيال مش عارفين يعلموهم ولا يصرفوا عليهم، هيبقى إيه الحل قدامهم؟ نخلص من واحدة ونجوزها وأهو الحمل يخف من علينا شوية.. مش مهم عندهم البنت دي أو “الطفلة بمعنى أصح” عندها كام سنة ولا احنا كده بنهدم طفولتها ولا لأ.
هنقولك رقم مرعب أكتر من اللي قبله، في آخر مسح جغرافي صحي اتعمل في مصر، كان نتيجته إن أكتر من 117 ألف طفل من سن 10-17 سنة متجوزين أو سبق لهم الجواز من الولاد والبنات، وإن محافظات الصعيد هي الأعلى من حيث معدلات الجواز والطلاق.. شايفين حجم المشكلة؟
التسريب من التعليم.. اتحرموا من أبسط حقوقهم
أنا كنت بفتح عيني وبنزل مدرستي الصبحية.. دلوقتي بقيت أنا بنزل هنا تحت العربية.
لما أخلف خمسة ولا ستة وأنا ماعنديش القدرة المالية اللي تكفيهم، التعليم بالنسبة لهم هيبقى نوع من أنواع الرفاهية، شيء مش أساسي ومش مهم وده في الغالب بيبقى جاي من أسر واجهوا نفس المصير ده وهما أطفال؛ اتحرموا من التعليم، وبالتالي إيه المانع إن الابن يطلع زيّ أبوه؟
عمالة الأطفال.. بقى اسمي خلاص بياعة الورد وماحدش عارف اسمي
نتيجة طبيعية لكل اللي اللي اتكلمنا عنه فوق، مافيش فلوس، مافيش تعليم، مافيش حقوق الطفل بياخدها، يبقى الحل النهائي إيه؟ انزل اشتغل علشان تكفي نفسك!
كل الحاجات دي هي مجموعة من الأسباب والنتايج متشابكين مع بعض، وكلهم سبب وفي نفس الوقت نتيجة، لما الولد يسيب التعليم بالتالي هيلجأ للشغل، ولما البنت تسيب تعليمها مش هيبقى قدامها غير الجواز .. وخلي بالك هما دول نفس الأطفال اللي لما يكبروا هيهاجروا هجرة غير شرعية. شايفين احنا دخلنا ازاي في حلقة مفرغة مابتنتهيش؟
إعلان مدته دقيقتين لخص لنا مشاكل بتعاني منها الطفولة في مصر.. من مشاهد تمثيلية لسكربت مكتوب بلسان حال كل الأطفال.. بنقول شكرًا لإعلان وصل لنا رسالة من غير مايقول نصايح ومن غير ما نحس بملل!