حوارنا مع دنيا أشرف: أول مدربة ميكانيكا سيارات في مصر

حوارنا النهارده مع واحدة من شابات مصر الملهمات، بنت قدرت تواجه صعوبات كتير علشان تحقق حلمها، واجهت عقبات في التدريب وتشكيك في قدراتها، وعِناد ومحاولات لتعجيزها بمهام صعبة علشان تتراجع، أصرت وعاندت أكتر وقدرت توصل لهدفها.

هي دنيا أشرف، 29 سنة، أول ست في مصر تشتغل مدرب ميكانيكا سيارات، وأول أسطى ميكانيكا في ورشة سيارات في الإسكندرية. بدأت دنيا شغلها كمدربة ميكانيكا سيارات في الأكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، في أواخر سنة 2017.

بتحكي لنا دنيا عن رحلتها من بنت اضطرت تدرس ميكانيكا في المعهد الفني لأسطى ميكانيكا قد الدنيا، شغوفة بشغلها وعندها أحلام بالتطوير والإبداع في المجال.

دنيا أشرف: أول مدربة ميكانيكا سيارات في الأكاديمية البحرية وفي مصر كلها

بتقول دنيا: “القصة كلها بدأت لما روحت أدرس في معهد فني صناعي قسم سيارات، ماكانش عندي الاختيار إني أغير القسم، بدأت ادرس عادي خالص، بعد كده قلبت معايا من حاجة مش بحبها لحاجة بحبها جدًا”.

اتحول مجال الدراسة المهنية اللي مش بتحبه لموضوع فضول كبير بأسئلة كتير عايزة تعرف إجاباتها وتفهم أكتر. خلال أول ترم في المعهد، نزلت تدور على ورشة تتدرب فيها، وعلى مدار سنتين الدراسة قدرت فعلًا تلاقي مكان في توكيل سيارات مشهور وتتدرب فيه.

لكن اللي غير مسار دنيا المهني كان انضمامها للأكاديمية البحرية للتعليم الفني، وبتقول في السياق ده: “وأنا بدرس جت لي فرصة في الأكاديمية البحرية للتعليم الفني على شكل منحة خمس أيام علشان أدرس أعطال السيارات”.

بعد المنحة، عرفت دنيا عن (مسابقة شباب مصر للمهارات الفنية) اللي بترعاها الأكاديمية، وعلشان علاقتها كويسة بالناس جوا الأكاديمية، اللي بيحترموها وبيقدروا مجهودها جدًا، اتواصلت معاهم وشجعوها تشارك في المسابقة.

قدمت دنيا على المسابقة فعلًا، وكان وقتها دكتور عصام البوكل عميد مجمع خدمة الصناعة، وهو الآن مستشار رئيس الأكاديمية في التعليم الفني. لما وضحت دنيا للدكتور عصام إنها عايزة تدخل مسابقة ميكانيكا السيارات استغرب وسألها إذا كانت هتقدر، وبتقول دنيا: “قلت له هقدر، ودخلت فعلًا تدريب شهر في الأكاديمية، قبل ما أدخل المسابقة”.

خلال شهر التدريب داخل الأكاديمية كان والد دنيا بيساعدها تدور على ورشة تشتغل فيها وتدرب، وفعلًا بقت بتدرب الصبح في الأكاديمية وبعد الضهر في الورشة، ولما دخلت المسابقة أخدت المركز التالت مكرر، وطلب منها القائمين على الأكاديمية تشتغل معاهم مدرب ميكانيكا سيارات، ومن وقتها وهي بتشتغل في المنصب ده بدوام جزئي لحد النهارده.

بتقول دنيا: “أهلتني الاكاديمية إني أقف قدام طالب وأوصل الملعومة، وساعدتني من خلال ورش مجهزة”، وبتضيف: “الأهم من كل ده إن الأكاديمية مارفضتنيش، ومقالتليش إني بنت ومش هينفع، عاملوني على إن البنت زي الولد، وإن الفرق الوحيد هو فرق المهارة والاجتهاد”.

عن الصعوبات اللي عدت والصعوبات اللي لسه هتعدي

بتتكلم دنيا عن الصعوبات اللي واجهتها في طريق تحقيق حلمها، بالذات من بعض الناس خلال التدريب اللي كانوا بيدوها مهمات صعبة في الشغل علشان يعجزوها ويثبتوا إن الميكانيكا مجال للرجالة بس، وإنها كبنت مش مكانها هو البيت أو مكتب وشغل خفيف. بتقول دنيا: ” حاولوا كتير يقنعوني إن ماليش حق أشتغل في الميكانيكا، لدرجة إني كنت كتير ببقى عايزة أوقف بجد لإني تعبت نفسيًا جدًا”.

بتضيف: “ولكن كل يوم كانت المهمة بتصعب كان بيطلع جوايا إحساس إني لازم أثبت إن البنت تقدر تعمل كل حاجة، وقدرت فعلًا على الحاجات الصعبة اللي حطوها في طريقي، واشتغلت على نفسي واتعلمت ازاي أبسَّط الصعب لنفسي، كانت كل كلمة سلبية بسمعها على قد ما بتضايقني على قد ما بتدفعني إني أشتغل أكتر”.

أما في الشارع، فكانت بتعاني دنيا من نظرات الناس، وبتقول: “الناس كانت بتبص لي على إني البنت اللي الأسطى جابر بيدربها، زيّ ما أكون واحدة جاية تلعب”. وبتوضح دنيا ازاي كان الزباين في الورشة بيقولوا للأسطى إنها بنت ومش بتفهم وبيرفضوا يخلوها تشتغل على عربياتهم.

بتقول: “فضلت أسمع كلام من نوعية إيدك هتبوظ، وأنتي بنت ضعيفة ماتقدريش على الشغل ده.. كلام فيه تنمر وابتزاز ليا، لكن رغم كده كان الكلام ده بيشجعني أكمل، وفي نفس الوقت كانت في ناس بتشجعني وبتصقف لي وبتقول دنيا هتقدر وهتعمل، والناس دي لسه موجودة”.

دنيا نفسها النهارده تتعين في الأكاديمية بشكل دائم علشان بتحب شغلها هناك، ونفسها تاخد فرصة شغل في وكالة سيارات كبيرة، والأهم من كل ده من وجهة نظرها إنها تكمل دراسة أو تاخد تدريب في ألمانيا أو أمركيا، وتتعلم حاجات جديدة، تقدر من خلالها تنفع الطلبة والناس اللي عايزة تتعلم”.

لحد النهارده في ناس مش مقتنعة إن دنيا هتكمل في المهنة دي، وبتعتبر إن شغلها دلوقتي مرحلة وهتخلص، بتقول دنيا: “الناس دي بتدفعني أكمل المشوار لإني بعند معاهم وبكمل، وهعمل مركز صيانة بيضم أكبر عدد بنات، ونفسي أكون مستشار في مجال السيارات، وإن شاء الله أقدر أعمل ده”.

بتقول دنيا: “نظرة الناس لما برجع بالليل من الورشة ساعات في ناس بتبص بطريقة مش كويسة، وناس بتقول إيه اللي حاطك في الغلب ده، اللي خلاني أعمل كده إني حابة وعايزة اعمل وإن شاء الله هقدر”.

في الآخر، نتمنى لدنيا أشرف التوفيق في الوصول لكل اللي بتحلم به، وبنأكد إن مصر فيها بنات كتير عندها أحلام وطموحات، وعندها القدرات اللي تسمح لها بالوصول، ونتمنى المجتمع مايحطش قدامهم عقبات سواء بالنظرات أو بالعادات والتقاليد اللي بتعتبر البنت مش زيّ الولد، وهنحاول نوصل لبنات تانية كتير عندها قصص ملهمة عن النجاح رغم الصعوبات.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: طماطم: بنت مالقتش فريق كرة قدم نسائي في قريتها فقررت تلعب مع فريق الصبيان

تعليقات
Loading...