حلم لم يشبه أحلام الكثير: أصغر لبنانية تمتهن مهنة الحلاقة الرجالي
بعد أول كابتن طيار وسائقة تاكسي وسائق دليفري وميكانيكية، تظهر إيلي-آنج وهبة فتاة لبنانية، منذ صغرها اعتادت على الذهاب مع والدها إلى الحلاق لتراقب كيف يقص له شعره وكيف يعتني به، كانت تشاهد من باب الفضول ولكن لم تكن تعرف أن هذا الفضول سيقودها لتصبح أصغر “حلاقة رجالية” في لبنان قبل أن تتم عامها العشرون.
إيلي دخلت معهدًا لتعلم الحلاقة للرجال وهي طفلة تبلغ 14 عامًا، وبعدها بدأت بالعمل في صالونات عدة في منطقتها ومناطق مجاورة لنحو 4 سنوات، ولكن العمل في صالونات أخرى لم يخل من المعاناة سواء عند تقديم طلب الوظيفة، أو من فترة الامتحان التي كانت تطول أكثر مقارنة بشاب جديد في الوظيفة، فكانوا يقيسون طريقة تعاملها مع الرجال وليس فقط طريقة عملها.
ومن ثم قررت أن تمتلك صالونها الخاص للتزيين الرجالي في بلدتها كفرشيما قرب بيروت، وقدم والدها شقة ملاصقة لشقته في المبنى نفسه لتتخذها صالونًا لعملها، بعد أن آمن بها وبموهبتها، واستمر الدعم حتى أنه أصبح أول متطوع وزبون لها، لنظرًا لأنها في أول يوم كما تصف كانت متوترة وارتكبت بعض الأخطاء في التعامل مع الزبائن عند القص وتصفيف الشعر.
ولكن بعد أن أثبتت موهبتها وأنها في المكان الصحيح، بدأ الزبائن في التردد على صالونها من كل الأعمار، آنج كانت تحلم بأن تحول الصالون لعائلة حتى أنها خصصت مكانًا ليلعب الزبائن طاولة الزهر خلال انتظار دورهم.
وبذلك تحقق آنج حلم لم يشبه أحلام الكثيرين، الحلم الذي عافرت من أجله لمدة تزيد عن السنة ونصف، توفر كل دولار وحرمت نفسها من أشياء كثيرة على حد قولها لتأمين الكراسي والأدوات والمعدات للصالون من دون الاستعانة بأحد، حتى تقوم بعمل خاص ومميز لها.