حكايات أشهر السفاحين مع الفن والأدب والسياسة

على الرغم من الأمان اللي معروفة بيه مصر بالمقارنة بدول تانية كتير، إلا إن حكايات مشاهير السفاحين والمجرمين في مصر فيها تفاصيل مثيرة ودموية وبتختلط فيها الجريمة بالسياسة والصحافة والأدب.

أسطورة خط الصعيد

في كتابه “أفيون وبنادق”، سرد الكاتب الكبير صلاح عيسى تفاصيل قصة من أشهر قصص الجريمة في مصر، وهي حكاية محمود محمد منصور المشهور ب”خط الصعيد”، وهو واحد من أشهر المجرمين في تاريخ مصر الحديث اللي حتى واقعة موته كانت درامية تليق بالسمعة اللي كان عاملها حواليه في حياته.

كمين من ٦٠ عسكري من أشطر عساكر البوليس المصري لقتل الخط يوم ٨ أغسطس سنة ١٩٤٧، وده كان في منطقة اسمها البحر الأخضر في ريف محافظة أسيوط ووسط عيدان الدرة، وتم استدراجه للمكان اللي كان المفروض ياخد من أهل طفل خطفه ١٥٠ جنيه وقتلوه في مشهد درامي.

طبعًا سقوط الخط ماكانش بالسهولة دي، خصوصًا لما نعرف إن أمه “الخالة فضة” لما شافته قالت إنه مش هو بسبب رغبتها في ترسيخ أسطورته واللي عمله في الحكومة لحد ما وصلوا له، الخط بعد ما اتقتل وكدليل على شهرته الكبيرة أتلم حواليه ألاف من أهالي القرى المجاورة وحضر المأمور ووكلاء النيابة ومأمور المركز.. كلهم حضروا عشان يشوفوا جثة الراجل اللي دوخ تلات حكومات مصرية وقوات الاحتلال البريطاني، اللي حاولوا يساعدوا في القبض عليه أو قتله.

سفاح الصعيد أو محمد منصور كان بيقوم بأعمال سلب ونهب وقتل وبيمنع الناس من الخروج من بيوتها في بعض الأحداث، وبعد موته اتحكى أساطير عنه وعن اللي عمله، واتقال إنه قتل 600 شخص وسرق 200 محل ونجح في السطو على 3 قطارات.

القلق منه اتنقل للملك فاروق نفسه، ففي سنة 1947 لما كان الملك بيحتفل بعيد ميلاده، قال لصاحب السعادة عزيز أباظة باشا مدير مديرية أسيوط “قولي يا عزيز باشا هو الحظ بنقطة فوق الخاء ولا نقطة فوق الطاء؟”

ريا وسكينة

شهرتهم مساوية لشهرة الخط بسبب الأعمال السينمائية المتعددة اللي تناولت سيرتهم الذاتية، كان ليهم نصيب مهم من كتابات صلاح عيسى في عمل أدبي بعنوان “رجال ريا وسكينة سيرة سياسية واجتماعية“، وتم تحويله لمسلسل “ريا وسكينة” الشهير اللي عملت بطولته الفنانة الكبيرة عبلة كامل والفنانة سمية الخشاب.

عيسى شاف إن الأعمال السينمائية همشت دور الشخصيات الحقيقية لصالح الشخصيات المتخيلة، وأظهرت ريا وسكينة وعبد العال وحسب الله على إنهم كانوا فريق للقتل وكان يقصد فيلم “ريا وسكينة” للكاتب الكبير نجيب محفوظ، وشاف إن ده انعدام لمحاولة فهم الدوافع الحقيقية والسياق الاجتماعي للجريمة، ودخلت الشخصيتين للتاريخ والفن باعتبارهم رمز للشر المجرد، ومجرمتين بالفطرة من غير حكم على تكوينهم الاجتماعي.

ريا وسكينة كان معروف عنهم قتل الستات بعد ما بيستدرجوهم لبيتهم ويسرقوا صيغتهم وبيدفنوهم في نفس البيت، ونتيجة لتصرفاتهم المريبة وحياتهم الغريبة وقعوا في الأخر بعد رصدهم من رجال الأمن وتم إعدامهم.

السفاح وعبدالناصر ونجيب محفوظ

واحد من أخطر السفاحين في تاريخ مصر، وبيتقال إنه السبب في تأميم الصحافة بعد واقعة غريبة وغلطة مطبعية من الأخبار ربطته بالرئيس جمال عبدالناصر.

كان معروف بالمجرم المثقف لإنه كان صاحب دار نشر، وقام بجرايم سرقة شقق وفيلات الأغنياء. وكان ليه صلات بمشاهير زي عبدالحليم حافظ والشاعر كمال الشناوي والكاتب الكبير مصطفى أمين واتعود يسهر معاهم، وحتى لما اتحبس كان معاه الشاعر أحمد فؤاد نجم، وكان بيخفي جرايمه بكل ده.

بدأ محمود أمين سليمان حياته كموظف في الحكومة واترفد بعد شغله بفترة قصيرة واتجه للسرقة وسرق شقق وفيلات في الأحياء الراقية في إسكندرية والقاهرة وكان بيساعده في السرقة أخو مراته، وعلشان ماكانش مسجل وكان شاطر في السرقة، الشرطة ماعرفتش تحدد مين اللي بيسرق، وهو اللي حوله لأسطورة، خصوصًا لما الصحافة بدأت تكتب عنه.

وبعد خلاف مع أخو مراته وشريكه في السرقة، بلغ عنه أخو مراته واتقبض عليه واتحبس، التجربة دي اتسبب في تحوله لمجرم متسلسل serial killer، ولما خرج حاول يقتل محاميه ومراته علشان كان فاكر إن بينهم علاقة.

وقتل موظف عشان كان شاكك إنه على علاقة بأخته جميلة، وبدأ يقتل للسرقة وكان أشهر اللي قتلهم تاجر كبير اسمه خليل خضر بيومي وسرق منه فلوس. 

محمود أمين ارتكب ١٤ جريمة قتل، وكان القبض عليه درامي جدًا بعد ما حاصروه في مغارة واتبادل إطلاق النار مع البوليس لمدة ٧٥ دقيقة، البوليس كان وصله بعد ما لقى هدومه وشمتها الكلاب البوليسية اللي وصلتهم لمكانه، واتقتل في الأخر ب١٧ رصاصة، وبيتقال إنه انتحر بعد ما عرف إنها النهاية.

أسطورته امتدت بعد كده للسينما في واحدة من أشهر أعمالها وهي “اللص والكلاب” للكاتب الكبير نجيب محفوظ، وهي الرواية اللي اتنشرت في الأهرام علي حلقات وسببت جدل كبير، إلا إن اللي خلد سيرة محمود هو فيلم “اللص والكلاب” للمخرج كمال الشيخ وبطولة شكري سرحان وشادية.

أخر كلمة: ماتوفتوش قراءة: إحياء روايات نجيب محفوظ وتحويلهم لسلسلة من الأعمال الفنية

تعليقات
Loading...