قال “سأشعل الشرق الأوسط” فاشتعلت لوس أنجلوس: كيف ربطت الشعوب بين تصريحات ترامب وغزة؟
قال “سأشعل الشرق الأوسط”، فاشتعلت أمريكا! بعد تصريحات دونالد ترامب المثيرة في مؤتمره الأخير، اندلع “جحيم” لم يكن في الشرق الأوسط كما توقّع، بل في قلب الولايات المتحدة.
حرائق غير مسبوقة تتحوّل لوس أنجلوس إلى رماد، وتحمل معها خسائر فادحة قد تكون الأضخم في تاريخ البلاد. كيف تحوّلت الكلمات إلى واقع مرعب عليه قبل الرئاسة بأيام معدودات؟
وتشير تقديرات إلى أن حرائق الغابات في لوس أنجلوس قد تصبح واحدة من أكثر الكوارث تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة.
خسائر الحرائق في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا وصلت لـ 150مليار دولار، الكل يكافح من أجل السيطرة على حرائق الغابات ولكن بلا جدوى.
لاتفوّت قراءة: لبنان بلا رئيس منذ 27 شهرا: كيف ينتخب الرئيس في الجمهورية اللبنانية؟
ماذا جاء في تصريح ترامب؟
في تصريح مثير خلال مؤتمره الأخير في منتجع مار إيه لاجو، حذر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب من “اندلاع الجحيم” في الشرق الأوسط إذا لم يجرى إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية في غزة قبل يوم التنصيب.
وأكد ترامب مكرراً تهديده أربع مرات قائلاً: “إذا لم يعودوا بحلول الوقت الذي أتولى فيه منصبي، فسيحدث جحيم في الشرق الأوسط، ولن يكون ذلك جيدًا لأي طرف، خاصة حماس”.
وأضاف أن الشرق الأوسط سيدفع ثمنًا باهظًا إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن قبل 20 يناير 2025، مع الإشارة إلى المسؤولين الذين ارتكبوا “جرائم ضد الإنسانية”.
كيف ربط نشطاء مواقع التواصل بين تصريحات ترامب بشأن غزة والحرائق المدمرة في لوس أنجلس؟
هذا التصريح انقلب على ترامب بشكل غير متوقع بين ليلة وضحاها، حيث تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تعليقًا مثيرًا، قائلين: “ترامب توعد أهل غزة بالجحيم إذا لم يجرى إطلاق سراح المحتجزين فأتاه الجحيم”.
هذه الكلمات جاءت بعدما شهدت ولاية كاليفورنيا في نفس الفترة حرائق غابات مدمرة، تحولت فيها العديد من المناطق إلى رماد، مما جعل البعض يربط بين التهديد الذي أطلقه ترامب وما حدث في أمريكا.
This is Los Angeles USA , not Gaza.
More than 15,000 homes were burned in a fire 🔥
The US should focus on solving its own crises instead of funding genocide in Palestine Gaza, Yemen, Syria, Lebanon.#LosAngelesFire #California #Gaza #LosAngeles #Israel #ElonMusk #USA #Fire pic.twitter.com/Ui6woybdTs
— Md. Arman (@MdArmanINC) January 9, 2025
احتراق منزل جيمس وودز: دعا إلى إبادة الشعب الفلسطيني
من بين أبرز التفاعلات التي شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي، كان احتراق منزل الممثل الأمريكي جيمس وودز في حرائق كاليفورنيا.
هذا الحادث أثار موجة من الجدل بين رواد المنصات، حيث اعتبر الكثيرون أن ما حدث يمثل “عقابًا مستحقًا” له.
تعود جذور هذا الجدل إلى التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها وودز في السابق، عندما دعا إلى “إبادة الشعب الفلسطيني” في غزة.
هذه التصريحات أثارت استياء واسعًا على مستوى عالمي، خاصة في الأوساط التي تتعاطف مع حقوق الفلسطينيين.
انتشار منشورات آيات قرآنية على منصة “إكس”
على منصة “إكس”، شهدت بعض المنشورات انتشارًا واسعًا، حيث تضمنت آيات قرآنية كان أصحابها يعتبرونها تحمل وعودًا إلهية بالعقاب لأولئك الذين يظلمون الآخرين.
عقاب الظالمين وفقًا للنصوص الدينية
في سياق هذه المنشورات، ربط مستخدمو “إكس” بين تصريحات جيمس وودز ودعواته المثيرة للجدل ضد الفلسطينيين، وبين العقاب الإلهي الذي ورد في بعض الآيات القرآنية.
استخدموا هذه الآيات لتأكيد موقفهم بأن الظلم لن يمر دون عواقب.
ردود فعل متباينة بين المتفاعلين
تباينت ردود الفعل بين المتابعين، حيث تعاطف البعض مع ما اعتبروه “رسالة إلهية” ضد الظالمين، في حين أشار آخرون إلى أن ربط الحوادث الطبيعية بمواقف سياسية قد يكون مبالغًا فيه.
وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا النوع من التفاعل قد ساهم في استمرار الجدل حول تصريحات وودز ومواقفه تجاه القضية الفلسطينية.
الربط بين معاناة أهل غزة وسكان لوس أنجلوس
🇺🇸 الرئيس ترامب بمؤتمر صحفي بمقر اقامته : ان لم يتم اعادة الرهائن بحلول الوقت الذي سأتولى فيه منصبي..فإن الجحيم سوف يندلع في الشرق الأوسط..
ولن يكون ذلك جيدا لحماس ولن يكون جيدا لأي احد (!!!)#ترامب #الرهائن_لدى_حماس #حماس #ايران #الشرق_الأوسط pic.twitter.com/FofDa70cDE— Dr.Gada Ennab (@gadaennab) January 8, 2025
على الرغم من الفارق الزمني والمكاني بين الأزمة في غزة والحرائق المدمرة في لوس أنجلوس، إلا أن العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ربطوا بين معاناة السكان في المدينتين.
فقد قارنوا بين معاناة سكان لوس أنجلوس الذين تعرضوا للتهجير جراء الحرائق المدمرة في كاليفورنيا، ومعاناة الفلسطينيين في غزة الذين يواجهون القصف المستمر والتهجير بسبب العدوان الإسرائيلي منذ أكثر من عام.
كما أشاروا إلى ما وصفوه بالازدواجية في ردود الفعل العالمية، حيث لاقت الحرائق في لوس أنجلوس تعاطفًا واسعًا، بينما كانت الردود على تدمير غزة باهتة.
في غضون ثلاثة أيام فقط، دمرت الحرائق أكثر من 117 كيلومترا مربعا من الأراضي، وأسفرت عن مقتل العشرات.
وأشار العديد من الناشطين إلى أن الحرب في غزة أسفرت عن تهجير ما لا يقل عن 1.9 مليون فلسطيني، مقارنة بـ 180 ألف شخص في أمريكا بسبب الحرائق، مما يعكس التفاوت في الاهتمام الإعلامي والإنساني بين الأزمات.
وقارن آخرون بين مشهد إخلاء مستشفى في لوس أنجلوس بسبب الحرائق، ومشاهد إخلاء المستشفيات في غزة تحت القصف، معتبرين أن ما يحدث هو عقاب إلهي على السياسات والمواقف التي ساهمت في استمرار المآسي في غزة.
تقليص ميزانية الحرائق وزيادة تمويل إسرائيل بالمليارات
في نفس السياق، عبر رواد منصات التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة عن استيائهم من تقليص ميزانية إدارة الإطفاء في مقاطعة لوس أنجلوس بنحو 18 مليون دولار، بينما جرى في الوقت نفسه زيادة الدعم المالي الأمريكي لإسرائيل.
وأشار العديد منهم إلى التناقض بين الاهتمام بتمويل إسرائيل وافتقار الدعم للجهود المحلية في مكافحة حرائق الغابات.
وفي الأسبوع الماضي، أعلنت إدارة بايدن عن صفقة أسلحة مع إسرائيل تصل قيمتها إلى 8 مليارات دولار، مما أثار انتقادات واسعة حول أولويات الإنفاق الحكومي، في وقت تعاني فيه الولايات المتحدة من كوارث طبيعية.
خسائر حرائق لوس أنجلوس تجاوزت 150 مليار دولار
الخسائر الناجمة عن الحرائق في ولاية كاليفورنيا قد تجاوزت 150 مليار دولار، مما يجعلها واحدة من أكبر الكوارث الطبيعية تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة.
ووفقًا لصحيفة “واشنطن بوست”، رفع بنك “جيه بي مورغان” تقديراته للخسائر المؤمنة لتصل إلى أكثر من 20 مليار دولار.
بينما حذر بنك “ويلز فارغو” من أن الضرر الاقتصادي الإجمالي قد يتجاوز 60 مليار دولار. هذا بالإضافة إلى انخفاض أسهم شركات التأمين الأمريكية في 10 يناير، بعد أن قدر المحللون أن الخسائر المؤمن عليها قد تتجاوز 20 مليار دولار، مما يعزز احتمالية أن تصبح هذه الحرائق الكارثة الأعلى تكلفة في تاريخ كاليفورنيا.