تبني الأفكار على حساب الإنسانية: ممكن اتباعك لمعتقد يأثر على إنسانيتك؟

طبيعي يكون عندك فكر أو اتجاه في حياتك بتتبعه، طريقة تفكير، معتقد، الأسس اللي بتكون مؤمن بيها وعلى أساسها بتبني أفكارك وآراءك وتوجهاتك؛ سواء أفكار قومية، عقائدية، أو حتى إنك تكون متبني قضايا بعينها زي قضايا البيئة والمناخ، قضايا المرأة، وما إلى ذلك.

لكن في نقطة بنقف عندها، تفتكر لأي مدى ممكن تفضل مخلص للفكرة أو الاتجاه اللي أنت متبنيه؟ وتفتكر لو جت عليك لحظة اختبار للعقيدة الثابتة جواك تجاه القضية اللي متبنيها، هتختارها عن أي حاجة تانية؟ مهما كان الاختيار ده هييجي على حساب إيه؟

المعتقد بالنسبة لك أهم من أي شيء؟

بمعنى أصح خلينا نبسط الأمور أكتر.. لازم انجرافنا تجاه الأشياء يكون له حد، وفي تبني القضايا والأفكار، بنعتقد إن الحد اللي بيوقفنل في آخرها لازم يكون الإنسانية.

ومن وجهة نظرنا، ماينفعش نبني فكرة او اتجاه ييجي على إنسانيتنا، ولو اتحطينا في اختيار بين إننا ننصر الفكرة ولا ننصر الإنسانية، مفروض نختار إننا ننصر الإنسانية، لأن مع احترامنا لكل الأفكار والمعتقدات والاتجاهات والقضايا، الإنسان هو الأهم.

ممكن الكلام يبان شاعري، لكن لو فكرت فيه بأمثلة حقيقية ممكن تدرك الواقع اللي بقينا عايشينه وصل لإيه.

لما معتقدك يغلب إحساسك بالإنسانية تجاه طفل صغير بيتعرض في بلده لحرب وظروف مالوش يد فيها غير إنه اتولد في الزمان والمكان ده، وبمعتقدك تمنع عنه أبسط حقوقه في الحياة وهو الغذاء! تخيل إنسانيتك وصلت لفين؟

علشان مانبقاش بنتكلم بالألغاز، المثال السابق ده شوفناه بالفعل في ظروف حرب السودان، لما شوفنا ناس بتتبع فكر معين، بتحرض على منع وصول الغذاء لأطفال رضع، لأنهم -من وجهة نظرهم- مايستحقوش وإن في ناس تانية أولى.

امتى يكون في حد فاصل لاتباعك معتقد معين؟

تفتكر هل كل شيء لازم يكون له حد فاصل؟ بنعتقد إن الإجابة آه، يعني ماينفعش تمشي ورا حاجة وأنت مغمي عينيك تمامًا وتكون ماشي وراها بقلبك وبعقلك ودايس على أي حاجة تانية في سبيلها، لإن ده هيسبب أزمات كتير بنعاني من وجودها بالفعل في مجتمعنا زي الإرهاب. الإرهابي شايف إن عنده هدف سامي بيمشي وراه -حتى لو غلط- ومستعد يقتل ويدمر علشانه، مستعد يعمل أي حاجة لتحقيق أهدافه، كل ده ابتدى من مجرد اتباع شيء بدون حد.

هل الاتجاه أو المعتقد بيتعارض مع الإنسانية؟

في وجهة نظر بتقول إن لو المعتقد أو الاتجاه اللي بتتبعه تعارض مع الإنسانية يبقى من الأساس المعتقد ده غلط، علشان مفروض الآراء أو المعتقدات والاتجاهات تكون في صالح الإنسانية أولًا، ليه اتباعك لتفكير معين أو تبنيك لقضية هيكون بيتعارض مع الإنسانية أصلًا؟

دفاعك عن فكرة واتباعك لها، أساسه هو نصرة الإنسان بدون تمييز أو عنصرية، فتخيل لو ده اللي هيكون عائق بينك وبين الإنسانية؟ ساعتها هيكون في حاجة غلط.

طب ولو حصل وتعارضت أفكارك مع الإنسانية؟ في الحالة دي حابين نرجع لوجهة النظر اللي عايزين نوصلها من البداية، وهي إن الإنسان والإنسانية قبل أي اعتبار آخر، ولازم تحكّم إنسانيتك والنزعة الحقيقية اللي جواك وقتها.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: اعتزل ما يؤذيك: لأي مدى نقدر نطبق المقولة على بيئة العمل؟

تعليقات
Loading...