على الشاشة الكبيرة: 10 مخرجات عربيات صنعوا التاريخ الحديث للسينما العربية
العمل السينمائي أو الدرامي هو جزء مهم جدًا من التركيبة الثقافية لأي شعب في العالم، لإن الدراما هي مراية بتعكس الواقع الاجتماعي وبتشتغل على نقده وإعادة توجيهه، ويُعتبر وجود مخرجات عربيات في صناعة الدراما والسينما العربية عامل حاسم ومهم في الأعمال دي، علشان نقدر نطلع صورة مشابهة للواقع من جميع وجهات النظر.
الإخراج السينمائي والتلفزيوني في الوطن العربي ولحد وقت قريب، كان بيسيطر عليه بدرجة كبيرة رجالة، وعلشان كده هنتكلم النهارده عن 10 مخرجات عربيات قدروا يغيروا وجه صناعة الدراما والسينما العربية، بالذات من خلال أعمالهم الإبداعية المميزة، ومن خلال رؤيتهم النسائية للواقع الاجتماعي.
1- إنعام محمد علي
اشتغلت في التلفزيون المصري كمساعد مخرج في 1960، وأخرجت أول مسلسل تلفزيوني سنة 1964، وكانت مديرة إدارة برامج المرأة في الفترة من سنة 1974 لحد سنة 1985، وأنتجت مسلسلات تلفزيونية كتير؛ زيّ ضمير أبلة حكمت، وأم كلثوم، وقاسم أمين. وأفلام زيّ الطريق إلى إيلات.
وأخرجت مسلسلات سيرة ذاتية لشخصيات مصرية مهمة، زيّ مسلسل “مشرفة: رجل لهذا الزمن” اللي بيحكي قصة حياة العالم المصري مصطفى مشرفة، ومسلسل قاسم أمين، اللي بيحكي عن حياة أول شخصية نسوية في الوطن العربي. ومسلسلات تانية كتير مشهورة ومحبوبة أوي؛ زيّ هي والمستحيل، سيداتي آنساتي، حصاد العمر، والحب وأشياء أخرى.
وصفت إنعام أسلوبها الفني في لقاء صحفي مع المصري اليوم، وقالت إن كل أعمالها فيها غالبًا درجة من المصداقية العالية والواقعية في الأداء، وده اللي بيخلي المُشاهد يشوف نفسه في العمل ده، لدرجة إنه يخلط ما بين الوهم والواقع، وبيلاقي نفسه قدام دراما مُعَايَشَة مش مجرد حاجة مصنوعة.
2 – دارين سلام
مخرجة أردنية، حاصلة على ماجيستير في الفنون السينمائية سنة 2012 من معهد البحر المتوسط للفنون السينمائية، وبكاليريوس في التصميم الجرافيكي سنة 2009 من جامعة العلوم التطبيقية، اشتغلت في مؤسسة “مسرح الرينبو” بين 2013 و2014، وكانت مسؤولة عن برنامج دعم صناع الأفلام في الهيئة الملكية الأردنية للأفلام بين 2012 و2013.
اشتغلت في البداية على أفلام قصيرة؛ منها “الظلام في الخارج” سنة 2012، و”فرحة” سنة 2016، و”أهلًا سمسم” سنة 2019. مثلت المملكة الأردنية الهاشمية في جوائز الأوسكار بفيلم “فرحة” سنة 2022 بعد عرضه لأول مرة في مهرجان “تورونتو” السينمائي.
فيلم “فرحة” بيتكلم عن أحداث النكبة سنة 1948، لما قامت دولة إسرائيل على دماء الفلسطينيين، وبتقول في الإطار ده: “حاولت أن أناقش القضية الفلسطينية بمنظور مختلف، خاصة أن القضية الفلسطينية تمت مناقشتها في كثير من الأفلام، لكن نادرًا، ما تُحكى القصة منذ بدايتها، منذ عام 1948، وهي التوقيت المهم في كل شيء وما حدث بعد ذلك في فلسطين والعالم، وهو تاريخ النكبة، والذي لم يناقش بالسينما بشكل كبير أو موسع، فشعرت أنه من الضروري أن نحكي للأجيال القادمة ماذا حدث، حتى يفهموا القصة من البداية”.
3 – ساندرا نشأت
ساندرا هي واحدة من مخرجات مصريات اشتغلوا في أعمال مختلفة، ما بين التلفزيون والسينما والفيديو كليب، دخلت عالم الإخراج من خلال فيلم روائي قصير، هو فيلم آخر شتا، وأخرجت فيلم “مبروك وبلبل” سنة 1996 للممثل المصري الكبير يحيى الفخراني.
اتعرف اسم ساندرا نشأت كواحدة من مخرجات مصريات رائدات، بعد نجاح فيلم “ليه خلتني أحبك” سنة 1999، وهو من تأليف وليد يوسف وبطولة كريم عبد العزيز ومنى زكي.
فيلمها التالت “حرامية في كي جي تو” حقق نجاح كبير جدًا برضه، وجربت تشتغل في مجال الفيديو كليب وأخرجت أغنية “فاكرك يا ناسيني” للمغني محمد فؤاد، وكمان أغنية “لماذا” لغادة رجب، واللي برضه حققوا نجاح مش عادي في الوطن العربي.
قالت ساندرا نشأت خلال استضافتها في برنامج “It’s Show Time” مع المذيعة أميرة عدلي وآية غرياني، واللي كان بيتذاع على قناة الحياة، إن أي مخرج داخل على عمل من إخراجه لازم يشوف في البداية كل اللي عايز يعمله، فلو عرف هو عايز إيه بالظبط هيعرف يحققه. وأضافت إنه لما بيكون عندها فيلم، لازم تشوف كل تفاصيله حتى الأفيش، ومهما اتقال لها “مش هينفع” مش بتهتم، لإن حكمها الشخصي هو الأهم.
4 – مها الحاج
كاتبة ومخرجة فلسطينية اتولدت سنة 1970 في مدينة الناصرة، حصلت على جائزة الفيلم القصير المفضل لدى الجمهور في مهرجان “مونبلييه” في فرنسا سنة 2012، بعد عرض فيلم “أمور شخصية” في مهرجان “سينما فلسطين” في مدينة تولوز الفرنسية.
شاركت فلسطين في جوائز الأوسكار لسنة 2023 بفيلم مها الحاج “حمى البحر المتوسط”، واللي كان حصل على جائزة أحسن سيناريو عن الفيلم في قسم “نظرة ما” في الدورة الـ75 من مهرجان “كان” السينمائي سنة 2022.
بتقول مها الحاج عن فيلمها “أمور شخصية”: “الفيلم لا يعطي الأجوبة، لأني أنا أيضًا لا أملك الأجوبة على القضايا المطروحة بالفيلم، وحتى وإن كان لديّ جواب ما أو رأي، فإنّي لا أقدّمهما. الآراء والإجابات هي قضيّة خاصّة جدًا وتختلف من شخص إلى آخر، ومن قراءة إلى أخرى. أنا أومن بذكاء المشاهد واجتهاده بتحليل ما يرى، وهذه مسؤولية ملقاة على كتفه وحده وليس من حقّ أحد -المخرج أو الكاتب- أن يلقّنه ويطعمه فلسفته الخاصة ورؤيته وتحليله. هذه هي وظيفة الفن: أن يثير الأسئلة ويشير إلى الفوضى ويبرز جمالياتها، من دون محاولة ترتيبها”.
5 – كاملة أبو ذكري
بدأت مشوارها الفني من خلال العمل كمساعد مخرج تاني في فيلم “131 أشغال” مع المخرج نادر جلال سنة 1993، وبعدها أخرجت فيلم قصير هو “قطار الساعة السادسة”، لكن رجعت اشتغلت مساعد مخرج تاني في أفلام “هالو أمريكا”، “اتفرج يا سلام”، “اللمبي” بطولة محمد سعد، و”ازاي تخلي البنات تحبك”.
أخرجت أول أفلامها السينمائية “سنة أولى نصب” سنة 2004، وبعده أخرجت أفلام تانية كتير لها حضور قوي في تاريخ السينما المصرية؛ زي “ملك وكتابة” و”عن العشق والهوى” و”واحد صفر”.
الإخراج السينمائي ماكانش كفاية لكاملة أبو ذكري، ودخلت عالم الدراما التلفزيونية وأخرجت مسلسلات عظيمة، لها دور كبير في وعي الشعب المصري النهارده، زيّ مسلسل “ذات” سنة 2013، ومسلسل “سجن النسا” سنة 2014، ومسلسل “بـ100 وش” سنة 2020.
ظهرت كاملة في واحد من اللقاءات التلفزيونية، واتكلمت عن ذكرياتها مع دخول المجال الفني، وقالت إن الإخراج واللوكيشن هما حياتها، وإنها بتحس بالاكتئاب لما بتبعد عنهم.
6 – مريم التوزاني
ممثلة ومخرجة مغربية، اتولدت سنة 1982 في مدينة طنجة، وبدأت حياتها العملية كصحفية، وبعدين دخلت عالم السينما من خلال دورها كممثلة في فيلم زوجها المخرج نبيل عيوش “غزية”. بتشارك بفيلم “القفطان الأزرق” في القائمة المبدأية لجوائز الأوسكار لسنة 2023، واللي بيمثل دولة المغرب في جوائز الأكاديمية.
بتقول مريم عن فيلمها “القفطان الأزرق” اللي بطله صانع قفاطين مغربية: “هو تكريم للصناعة التقليدية المغربية والحرفيين الذين يوجدون خلفها، حيث يقضون الساعات والأيام لصنع فستان معين. يعطون من وقتهم ودمهم وإحساسهم الشيء الكثير لنرى في الأخير تحفًا من الفساتين”.
أخرجت مريم قبل كده أفلام قصيرة متميزة؛ زيّ فيلم “عندما ينامون”، وفيلم “آية والبحر”، بالإضافة لفيلم وثائقي بعنوان “Much Loved” (الزين اللي فيك).
7 – نادين خان
بدأت نادين الدخول في المشهد الفني كمساعدة مخرج مع والدها المخرج الكبير محمد خان، وشاركت في مونتاج أعمال فنية كتير، باﻹضافة إلى إنها أخرجت أفلام قصيرة كتير منها فيلم “رؤية”، وأول فيلم طويل من إخراجها هو “هرج ومرج” وشاركت في أعمال المونتاج والمكساج (دمج الصوت) الخاصة بالفيلم.
من آخر أعمالها المهمة هو الفيلم الطويل “أبو صدام” اللي بتناقش فيه قضية الذكورة السامة (toxic masculinity) من غير ما تاخد موقف الهجوم أو الدفاع، وبتطرح فيه القضية من خلال يوم كامل على الطريق السريع مع سائق ترلة، اللي بيلعب دوره محمد ممدوح، وبنشوف في الفيلم المواقف اللي بتحصله وردود أفعاله الذكورية وأسبابها ومنابعها.
دخلت مجال الإخراج في الدراما التلفزيونية من خلال مسلسلات كتير، من أهمها مسلسل “ليه لأ” الجزء الأول والتاني، ومسلسل “سابع جار”.
8 – ريم البيات
بدأت حياتها العملية كمصورة فوتوغرافية سنة 1992، ودرست التصوير والإخراج السينمائي، وحصلت على دبلوم من معهد الفنون في “بورموث” جنوب بريطانيا في 2008. حصلت على جائزة أفضل إخراج في مهرجان “ميلان” السينمائي عن فيلمها “أيقظني” سنة 2017، وفي مهرجان “مدريد” السينمائي حصل الفيلم على جائزة المهرجان عن فئة الأفلام القصيرة.
بتقول ريم إن الفرصة متاحة حاليًا أمام السينمائيين والسينمائيات في السعودية للتعبير عن أنفسهم، وعن ثقافتهم، وحياتهم، وقضاياهم. وأشارت إلى إن أغلب المخرجين وصانعي الأفلام السعوديين كانوا قبل كده بيلتزموا بكل حاجة في صناعة أفلامهم بما فيها تكلفة الإنتاج.
وبتقول ريم عن السينما: “السينما هي الرابط الأساسي للمشاركة الإنسانية في الحياة، ومن خلالها فـُتحت لنا آفاق لنعرف العالم ونسمع الكثير عما يحدث به”.
9 – شيرين عادل
هي مخرجة مصرية مختلفة ومتميزة، وقدرت تحقق نجاح كبير في وقت قصير، وأثبتت اسمها في الساحة الفنية بقوة، من خلال إخراج أعمال فنية مهمة لها صدى جماهيري كبير في مصر والوطن العربي.
كان من أشهر المسلسلات التلفزيونية اللي اشتغلت عليها هو مسلسل “سارة” من بطولة حنان ترك وأحمد رزق وسوسن بدر، ومسلسل “العار”، اللي كان نسخة جديدة (reboot) من الفيلم المشهور اللي بنفس الاسم وحقق نجاح مبهر، ومسلسل “سلطان الغرام”، و”دلع بنات”، و”هوجان”.
اتجوزت شيرين عادل المؤلف المصري محمد أشرف، اللي شارك معاها في عمل مسلسل “سلطان الغرام”، ومسلسل “بعد الفراق والوالدة باشا”.
في لقاء صحفي مع الوطن، قالت شيرين عادل: “أنا بحب الأعمال الاجتماعية وبلاقي نفسي فيها، وبشوف إن الأعمال الاجتماعية النسائية والرومانسية محبوبة جدًا من الجماهير، ومُؤخرًا الأعمال الوطنية بقت بتُؤثر في الناس”.
وكشفت إنها اتعلمت الإخراج على إيد والدتها، وورثت عنها حب القراءة والانضباط، وكانت بتروح معاها مبنى الإذاعة والتليفزيون “ماسبيرو”، ووضحت شيرين إن وظيفة الإخراج صعبة على الستات وتقيلة.
10 – نادين لبكي
درست المخرجة اللبنانية الإعلام في جامعة “سانت جوزيف” في بيروت، وحصل مشروع التخرج بتاعها على جائزة في باريس عام 1998.
بدأت بإخراج الإعلانات والفيديو كليبات، وبقت من أشهر مخرجات الفيديو كليب العربيات، بالذات بعد ما قدمت أول أغاني نانسي عجرم “أخاصمك آه” واللي نجح بشكل كبير، وعملت بعدها مجموعة كليبات لأغاني نانسي عجرم، بالإضافة لعدد كبير من الكليبات لمجموعة كبيرة من النجوم.
بعد عملها في إخراج الكليبات، دخلت عالم الإخراج السينمائي من خلال فيلمها الروائي الطويل “سكر بنات” أو “كاراميل”، وفي سنة 2018، حصل فيلمها “كفر ناحوم” على جائزة لجنة التحكيم من مهرجان “كان” في الدورة الـ71، ووصل الفيلم إلى القائمة القصيرة لترشيحات أوسكار عن فئة أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية سنة 2019.
وبتقول نادين لبكي عن عملها في الإخراج، وعن فيلم “كفر ناحوم” إن الإخراج مسؤولية كبيرة وبيحتاج شغل كتير بالذات بعد النجاح اللي حققه فيلم “كفر ناحوم” عالميًا، وأضافت إن جزء من صعوبة العمل الإخراجي بالنسبة لها في الوقت الحالي، هو الظروف اللي بتعاني منها لبنان في الوقت الراهن، ووضحت: “أنا ما زلت ناشطة تمثيليًا، مما يشجعني للعودة إلى الإخراج قريبًا”.
قولوا لنا في الكومنتات مين أكتر مخرجات عربيات بتحبوهم، وليه بتحبوهم، وإيه اللي بيميز كل مخرجة وبيميز أعمالها، وقولوا لنا إيه أكتر أعمال فنية بتحبوها للمخرجات اللي اتكلمنا عنهم هنا في المقال ده.