بعيون نادين لبكي: ازاي بتقدر تقدم موضوع عميق بقصة سلسة
حتى لو كان الحل من وجهة نظرنا إننا نخلط حشيش في المخبوزات علشان نمنع حرب أهلية، وحيلتنا تنجح فعلًا بسهرة على فيلم تتجمع فيها القرية كلها وتنأنأ في المخبوزات والفطاير مع الشاي. نادين لبكي شايفة خلايا مخنا كستات ممكن توصلنا لإيه -بس لهدف مهم- وبتعرض ده على الشاشة للعالم، مش بس للمجتمع العربي. لو اتفرجت على أفلام نادين لبكي هتحس إن في وجهة نظر هي بتوصلها بطريقة السهل الممتنع، بتعرض قضايا مهمة وكبيرة بس بتناقشها بأسلوب سهل ومفهوم يوصل للناس، من غير ما تحس إنها بتكلمك في قضايا إنسانية ودولية كبيرة، وده اللي بيميز أسلوب نادين عن كل المخرجين، ده غير الأفلام اللي بتشارك فيها كمان بالتمثيل مش بس الإخراج.
سكر بنات أو كراميل
البداية كانت في 2007 بفيلم “سكر بنات” أو “كراميل” زيّ ما معروف في المهرجانات الدولية. الفيلم ببساطة بيناقش قضايا كبيرة ومهمة بس من خلال قعدة البنات والستات في الكوافير، عالمنا الصغير اللي بيتمثل في الكوافير اللي بنعتبره جزء مهم ومريح في حياتنا، بنقعد فيه على راحتنا ونتكلم في كل حاجة وأي حاجة، مع ناس حتى مانعرفهمش، وممكن مانشوفهمش تاني في حياتنا، بنعتبره جلسة علاج نفسي، ونخرج من الكوافير حلوين وشايلين من على قلبنا هم الدنيا وخارجين نواجه العالم بطاقة أكبر.
ومن خلال العالم الصغير ده، بتوصل لنا نادين مشاكل بتقع فيها ستات كتير، وده من خلال الشخصيات في الفيلم، من مشاكل في حرية المرأة وإنها بتضطر تخبي حاجات علشان تحافظ على الصورة اللي المجتمع راسمها لها، والبطلة نفسها اللي الناس بتتهمها بالعنوسة كإنها حاجة يعني نجلد بيها الشخص.. مشاكل كبيرة بتتجسد في قصص تبان بسيطة وبتتقدم بإيقاع لذيذ. نادين مش بتهتم بس بالتمثيل والحكاية العميقة اللي بتبينها من مراية الشخصيات، هي كمان لها اختيار مميز في موسيقى وأغاني الفيلم، اللي ممكن تديلك لوحدها فكرة مبسطة عن الفيلم من غير ما تشوفه، فتتحمس تعرف الفيلم اللي ورا الأغنية أو الموسيقى دي.
هلّأ لوين
ولو حكينا عن قصة لذيذة ممكن الستات تنفذها علشان تنقذ بلد بحالها، بإنهم يعملوا سهرة لأهل البلدة الصغيرة كلهم، وطبعًا القعدة دي ماتحلاش من غير حاجة ننأنأ فيها، وياسلام لو مخبوزات وكيك ريحتهم جايبة أخر القرية من وهما بيتخبزوا، ونستغل المخبوزات دي ونحط فيها حشيش علشان نهدي الدنيا بين رجالة البلدة اللي بينهم مشاحنات ممكن توصل لفتنة طائفية، والحيلة تنجح.
كفرناحوم
وفي “كفرناحوم” عرضت نادين فكرة مثيرة للجدل، ومثيرة للتفكير في نفس الوقت؛ ولد بيرفع قضية على والده ووالدته علشان خلّفوه.. وبتعرض المشاكل اللي بيواجهها المجتمع اللبناني وبتتمثل قدام عيون الطفل اللي وصل لفكرة إنه ماكانش عايز يبقى موجود في كل ده.
المشاكل بتبدأ مع الطفل البطل لما بيطعن راجل كان عايز يتجوز أخته اللي ماكملتش 11 سنة، علشان ينقذها من الزواج المبكر، وبيهرب بعد ما طعنه. ولما بيتقبض عليه، بيقول في المحاكمة إنه عايز يرفع قضية على والده ووالدته اللي خلّوه يوصل للموقف ده.
1982
وفي فيلم “1982”، نادين شاركت بالتمثيل في الفيلم، اللي أخدنا في رحلة خفيفة في قصة حب ولد وبنت، والولد بيحاول يعترف لها بحبه، ومن خلال القصة بينهم بتعرض مشاكل بيتعرض لها المجتمع اللبناني وأهمها والانفجارات اللي بيعاني منها المجتمع اللبناني، لكن من غير ما ييجي يحط المعلومة التقيلة للمشاهد كده في وشه. تم صياغة الوضع اللبناني في حدوتة تقدر تشوفها وتفهم وتحس كل المشاعر والمعاني اللي عايزين يوصلوها لك، بمنتهى السلاسة. والفيلم إخراج وتأليف وليد مؤنس.