قرار التعليم دمج مفاهيم التربية الجنسية وأهميتها في التعليم الأساسي
بدأت وزارة التربية والتعليم استراتيجية تعليمية جديدة في مناهج التعليم الأساسي المصرية، وده من خلال مجموعة من الخطابات تم إرسالها لكل المديريات التعليمية على مستوى الجمهورية بدمج مفاهيم التربية الجنسية والتحرش الجنسي والعنف الجسدي ضمن المناهج الدراسية.
ووضحت الوزارة في خطابها الرسمي إنها هتنفذ مجموعة من البرامج التوعوية اللي هتشمل كتيبات وملصقات، مع تنفيذ برامج توعوية في مدارس التعليم الأساسي والمدارس الثانوية (عام وفني) بمشاركة الزائرة الصحية والأخصائي النفسي والأخصائي الاجتماعي ومعلم التربية الدينية.
أهمية التربية الجنسية في مناهج التعليم الأساسي
بيعرف الدكتور عبد العزيز القوصي في بحث “أسس الصحة النفسية”، مکتبة النهضة المصرية، التربية الجنسية بإنها: “ذلك النوع من التربية التي تمد الفرد بالمعلومات العلمية، والخبرات الصالحة، والإتجاهات السليمة، إزاء المسائل الجنسية، بقدر ما يسمح به نموه الجسمي والفسيولوجي والعقلي والانفعالي والاجتماعي، مما يؤهله لحسن التوافق في المواقف الجنسية ومواجهة مشكلاته الجنسية في الحاضر والمستقبل، مواجهة واقعية تؤدي إلى الصحة النفسية”.
مفاهيم التربية الجنسية بتواجه الرفض داخل المجتمع المصري بشكل كبير، وفي السياق ده بتقول الباحثة هدير عبدالعليم في بحث “الوعي بالتربية الجنسية لدي عينة من التلاميذ في المرحلة العمرية (6-9) في ضوء بعض المتغيرات الديموجرافية”: “الإرث الثقافي الثقيل الذي يمنعنا من التحدث في مثل هذه الموضوعات مع ابناءنا أدى إلى جهلنا في هذه الأمور الجنسية وتكوين اتجاهات خاطئة تجاه التربية الجنسية، وهذا الجهل يهدد أبناءنا لإننا لا نشبع نهمهم في المعرفة الجنسية الصحيحة ولا نكسبهم المهارات اللازمة لزيادة وعيهم الذي يحميهم من مخاطر الإساءة الجنسية”.
وبتأكد عبدالعليم “التربية الجنسية ليست مسئولية جهة دون الأخرى بل هي مسئولية كافة المؤسسات، فالإعداد الكافي
يجب أن يقوم به الجميع في تعاون وتنسيق وتكامل”، وبتضيف: “ينبغي أولًا التدريب لمن يقوم بعملية التثقيف الجنسي حتى لا يتم الأمر بعشوائية أو تلقائية قد تتحقق الهدف المطلوب وتؤدي إلى نتائج غير مرغوبة”.
وبتأكد عبدالعليم إن الأسرة هي الدائرة الصغرى اللي بيتم فيها التكوين الأول لكل جانب من جوانب الشخصية، وعلشان كده لازم يتوافر التدريب الكافي علشان يتم تنمية الدافع عند الأسرة أولًا بالدور ده. وتضيف إنه لازم يتم تزويد الأسرة بالمعلومات والمهارات اللي تخليها تقدر تؤدي الدور المطلوب.
وبتتكلم عبدالعليم عن دور المدرسة في التربية الجنسية: “يأتي دور المدرسة التي تمثل الدائرة الثانية التي تشرف علي بناء شخصية الطفل، فالمعلم الذي يقوم بالتدريس يجب إعداده وتدريبه ليقوم بدور التثقيف الجنسي من خلال تدريسه للمقررات وإشرافه على الأنشطة حيث يقضي المعلم مع التلميذ وقت طويل، ويجب أن يتم ذلك بمشاركة الأخصائي النفسي والاجتماعي بالمدرسة”.
بيقول الدكتور محمد غانم، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، إننا لو ماديناش أولادنا معلومات صحيحة عن حياتهم الجنسية، هيدوروا عليها بطرقهم الخاصة اللي ممكن تجبلهم المشاكل بدل من حلها أو ممكن يصاب الطفل بمخاوف تفضل ملازماه طول حياته وممكن تفسد عليه حياته المستقبلية أو تمنع البعض من الاستمتاع بالزواج.
بيوضح الدكتور غانم إن كتير مننا بيمتنعوا عن طرح مشاكلهم الجنسية كنوع من الحرج الاجتماعي والخجل. وبيضيف إنه يفضل إنه تكون في مناهج في المرحلة الجامعية مرتبطة بالثقافه الجنسية، لإن الشباب بيكونوا ناضجين أكتر ومحتاجين المعلومات دي أكتر، بالذات إن في زواج بيحصل أثناء التعليم الجامعي.