بعد تحذيرات هيئة الدواء المصرية: عادات خاطئة شائعة في التعامل مع العلاج
الدواء المفروض بيقوم بدوره في علاج مرض أو أعراض ما بيحس بها الإنسان، دي بديهيات، لكن أوقات كتير واحنا بناخد الأدوية دي بنقف في طريقها ونعطلها عن أداء مهمتها في العلاج، بأخطاء بسيطة وغير ملحوظة بنعملها عن جهل مننا ويمكن لإن ماحدش قالها لنا قبل كده، علشان كده جت تحذيرات هيئة الدواء المصرية من أخطاء شائعة بتضعف من مفعول الأدوية.
تكسير الأقراص
ناس كتير بتستسهل إنها تكسر أقراص الدواء علشان تسهل بلعه، أو تخلّي حجمه أصغر وماتحسش به أثناء البلع، أو حتى تدوبه في شوية مياه أو تهرسه وتخليه بودرة، والموضوع ده مش شرط يكون منتشر بين صغار السن اللي بيواجهوا صعوبة في البلع، لأ كمان في ناس كبيرة بتكسر أقراص الأدوية قبل تناولها.
اتضح إن الفعل البسيط ده ممكن يفقد العلاج مفعوله تمامًا، وقالت هيئة الدواء ببساطة إن لو لقيت القرص فيه علامة في النص، ممكن تكسره، لكن غير كده هتبقى بتعرض نفسك لمشاكل ممكن يسببها القرص في معدتك في حالة تكسيره قبل تناوله، وممكن يفقد فاعليته المطلوبة وتبقى كأنك ماتعالجتش، وتبقى أنت مستغرب ليه العلاج مش بيعمل مفعول ومش بتخف؟
الصيدلانية منال صبرى وضحت في تصريحات صحفية، إن في بعض الأدوية القابلة للكسر بتناول ربع أو نصف قرص، والنوع ده بيكون مدوّن عليه التعليمات دي ومعروف قابليته للتكسير، لكن الأدوية غير القابلة للكسر بتكون المادة الفعالة فيها متوزعة على نطاق القرص بطريقة عشوائية، فبكسره ممكن يتناول المريض الجزء الخالى من المادة الفعالة أصلًا، أو الموجود بها النسبة الأقل، والتصرف ده بيسبب اضطراب في تحليل الدواء داخل الجسم وتراكم الدواء في الدم.
وغير تكسير الأقراص، أشارت لعدد من العادات الشائعة والخاطئة الأخرى، اللي بيتبعها المرضى في تعاملهم مع الدواء، هنذكرها لكم في المقال ده.
تناول الدواء بدون روشتة طبية
دكتور إياد السعدي، استشاري أمراض الغدد والدم والأورام، بيقول إن في الأساس تناول الأدوية بيكون لعلاج حالة مرضية اضطرارية، لكن تناولها بصورة عشوائية بدون الرجوع لطبيب مختص وبدون مراعاة التعليمات بيسبب مضاعفات خطيرة على الصحة، ممكن تكون أخطر من المرض اللي استدعى تناول الدواء من الأساس.
ناس كتير بتكسل تروح لدكتور أو مستشفى، وتقول عادي مش مستاهلة ده دور برد أو دي أعراض خفيفة، وتقرر وتشخص مع نفسها وتاخد العلاج كمان، علشان بيبقوا فاكرين إن الموضوع بسيط ومش محتاج تهويل الدكاترة اللي هيطلبوا أشعة أو تحاليل لتشخيص الحالة بشكل كامل، فبيقرروا يختصروا الطريق كله، بس هل العلاج اللي أنت وصفته لنفسك هيكون أصح من اللي الدكتور المختص هيحدده بناء على علمه ودراسته وخبرته والأشعة والتحاليل اللي هتعملها؟
علشان صحتنا مش لعبة، ماينفعش نوصف لنفسنا أدوية من غير ما نرجع لدكتور، علشان زي ما دكتور إياد قال، ممكن ده يسبب مضاعفات أخطر بكتير من المرض اللي كنت بتعاني منه وأخدت الدواء علشانه، بمعنى أصح ادي العيش لخبازه.
التوقف عن تناول العلاج فور التحسن وبدون إشراف طبى
طبعًا مافيش حد فينا مافكرش أو ماعملش الحركة دي، أول ما ناخد الدواء ونبتدي نحس بتحسن ولو بسيط ونبتدي نشم نَفَسنا كده زي ما بيقولوا، تجيلنا الشجاعة ونقول خلاص خفينا وبقينا زي الفل مش محتاجين نكمل الدواء، ومانعرفش إن اللي بنعمله ده يعتبر كارثة على صحتنا، علشان لو الموضوع سهل كده، شركات الأدوية هتخترع الجرعة زيادة ليه؟ علشان تكسب أكتر مثلًا؟
تناول الأدوية والتوقف عن تناولها لازم يكون بالرجوع لطبيب مختص، جرعات الأدوية بيحددها الدكتور حسب الحالة وحسب نوع العلاج وحسب حاجات تانية كتير هو أدرى بها، التوقف عن تناول العلاج فجأة بدون استشارة الطبيب هيعرض حالتك لمضافعات ولخطر أنت في غنى عنه، ويمكن المرض اللي بتعاني منه يرجع لك بصورة أقوى كمان.
الإفراط في تناول المضادات الحيوية
تناول المضادات الحيوية بكثرة وبدون داعي وبدون إشراف طبى يعتبر كارثة، ودي فرصة إننا نناقش الموضوع ده وخطورته اللي اتضحت للناس في الفترة الأخيرة.
غير الأعراض الجانبية اللي بتظهر في الجسم، تعتبر من أخطر مضاعفات المضادات الحيوية هي “مقاومة المضادات الحيوية” وده بشهادة الدراسات والدكاترة، إن يحصل لك مقاومة للعلاج.
في فريق من الباحثين في بريطانيا وأوروبا عملوا دراسة على طريقة تفاعل تركيزات مختلفة من تلات مضادات حيوية شائعة الاستخدام، ولقوا إن الجرعات الكبيرة اللي الناس بتاخدها اتسببت في ظهور بكتيريا لها قوة أكبر وأكتر مقاومة، ودي في حد ذاتها معضلة، وخطورتها بتكمن إن لما تستخدم المضاد لفترة أطول كده البكتيريا هتقدر تتكيف بشكل أسرع، لإنها عملت غلاف واقي، بيمنع تغلغل المضاد داخلها، وبالتالي هيبقى صعب علاجها، يعني بالبلدي كده جسمك هيبقى عنده مناعة ضد المضاد الحيوي، فلو جالك أي مرض من اللي بيحتاج في علاجه مضاد حيوي مش هيأثر فيك ولا هتستجيب له، وهتسأل نفسك أنا مش بخف ليه.
في الفترة الأخيرة، سمعنا عن حالات كتير كانت بتعاني من أمراض خفيفة مش خطيرة، لكن لما الدكاترة حاولوا يعالجوها بالمضاد الحيوي اكتشفوا إن جسم المرضى عملوا مناعة ضد أغلب المضادات الحيوية، وللأسف الحالات دي توفت، وعلى أهون سبب، مرض بسيط جدًا ممكن يتعالج بجرعة مضاد حيوي في وقت قليل، لكن المريض أفرط في تناول المضادات الحيوية على أمراض لا تستدعيها، فوصل به الحال للنهاية المأساوية دي.
الالتزام بتعليمات العلاج اللي بيقولوها لنا الدكاترة مش اختياري، ماحدش ممكن يتخيل تأثير الأخطاء دي على جسمه إيه، حتى لو كنا بنعمل ده طول عمرنا ومابيحصلش حاجة، فمع التراكم ممكن تحصل مشاكل كتير، ومافيش أغلى وأهم من صحتنا!