بصرخات الأطفال واستغاثات النساء.. هكذا تستدرج إسرائيل المدنيين
تخيل نفسك وأنت تجلس داخل خيمة تحتمي بها من أصوات المدافع والرشاشات، تحاول أن تحافظ على ما تبقى من أهلك وأسرتك ونفسك، وفجأة في ساعات متأخرة من الليل وسط انقطاع الاتصال عن العالم، تسمع صوت قريب منك لصراخات أطفال تستغيث حولك، وأصوات نساء تبكي بصوت عالي وتقول “ساعدوني” ولفطرتك الإنسانية تخرج لتكتشف ما الأمر لتحاول تقديم المساعدة، ولكن بمجرد خروجك من خيمتك تكون القناصة الإسرائيلية في انتظارك لقتلك.
هذا ما فعلته إسرائيل مع الفلسطينين كحيلة لاستدراج مدنيين أكثر من خلال طائرة مسيرة تم إنتاجها للاستخدام في أغراض التصوير، إلا أنها باتت سلاحًا جويًا استخباريًا إسرائيليًا، إذ تستطيع الوصول إلى أماكن قريبة جدًا من البشر نظرًا لصغر حجمها ومرونتها، وهي تقترب من خيام النازحين وتصدر أصواتًا عالية من الاستغاثات، وقد تم رصدها في مخيم النصيرات في قطاع غزة.
وهي نفس نوع الطائرات المسيرة نفسها التي تبث أصوات اشتباكات بالرصاص الحي من أجل استدراج المقاومين إلى الخارج ثم استهدافهم.
منذ بداية الحرب وإسرائيل تستخدم كافة أدواتها لتحقيق أهدافها الإجرامية، ولكن يبدو وأنها أصبحت مفلسة عندما استخدمت أساليب أمنية وعسكرية لاستهداف المدنيين، يستعملون بها ما بقي من إنسانية وعاطفة غريزية ليخدعوا الناس، لتقول لنا دائمًا إسرائيل أنها قادرة على تخطي الحدود الإنسانية.