الليرة اللبنانية بتنهار والشعب ساخط على البنوك.. عن لبنان وأزمتها الاقتصادية
دلوقتي في لبنان تمن دولار واحد رسميًا بيعادل حوالي 1512 ليرة لبنانية، إنما في السوق السوداء السعر ده ممكن يوصل لـ 4000 ليرة، رقم صعب عين تصدقه، لكنه حقيقي، وللأسف ملايين من أهل لبنان بيدفعوا تمن سياسات اقتصادية متهورة اتطبقت على مر السنين.
من ساعت ما وباء فيروس الكورونا المستجد انتشر في العالم كله ووصل للبنان، والحالة الاقتصادية بقت أسوء بسبب تطبيق إجرائات العزل العام اللي أثرت على حركة السوق ونتج عنها حالة شلل كاملة للاقتصاد، وده دفع البرلمان اللبناني الأسبوع اللي فات إنه يلجأ لعدد من الإجرائات الطارئة اللي كان منها تقنين الحشيش.
أكتر من تلت سكان لبنان بيعيشوا بأقل من 7000 ليرة في اليوم، وده طبقًا للمعايير العالمية بيصنفهم تحت خط الفقر المقدع. تدههور العملة أدى لوجود أسر كتير مش لاقية أكل، الشيء اللي دفع ألاف من المتظاهرين للشوارع بالرغم من وجود حظر على التجمعات لمنع انتشار عدوى “كوفيد-19”.
المدن اللبنانية المختلفة شهدت مظاهرات في أماكن متفرقة اعتراضًا على زيادة أسعار السلع الغذائية، وطالب المواطنين الحكومة بالتدخل السريع عشان يلحقوا الليرة اللبنانية قبل فوات الأوان.
الاحتجاجات اللي بدأت بشكل سلمي إلى حدٍ ما، تحولت لمظاهرات عنيفة، وبدأ مواطنين لبنانيين يحرقوا عجل عربيات ويهاجموا البنوك اللي بيعتبروها مصدر وسبب للأزمة اللي بلدهم بتمر بيها. كرد فعل انتشر الجيش اللبناني وقوات الأمن عشان يطبقوا قرارات مجلس الوزراء بالعزل والتباعد الاجتماعي.
في فيديو مؤثر جدًا لمواطن لبناني بيزعق في شرطي بإنه جعان ومش لاقي حاجة ياكلها، عشان يرد الشرطي بإنه هو كمان جعان، وإن ممكن حالته تكون أصعب من المتظاهر.
اللي أدى لتدهور حال لبنان الاقتصادي هو سياسة الاقتراض الغير سليمة اللي كانت بتحصل في السنين الأخيرة، واللي خلى لبنان تالت أكتر دولة مديونة في العالم. في أكتوبر اللي فات، بعد ما الحكومة طبقت ضريبة على الواتس أب في محاولة لتجميع أي فلوس بأي شكل، الشعب نزل في مظاهرات ساخطة على الحكومة وعلى الوضع القائم اللي خلى لبنان متقسمة طائفيًا. أهل لبنان كانوا عايزين تغيير شامل وتوحيد للصف بغض النظر عن الدين أو العرق. الاحتجاجات دي أدت لاستقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، وقبل أي تغيير جذري، انتشر وباء كورونا وهديت المظاهرات، بس مع انتشار الجوع بين أهل لبنان، من الواضح إن الثورة لسه مخلصتش.
رئيس الوزراء الحالي حسن دياب طلع في كذا تصريح ناري ولام حاكم مصرف لبنان رياض سلامة واتهمه بالفساد وإنه مسئول عن اختفاء 5.7 مليار دولار في الربع الأول من 2020، ده اللي دفع دياب إنه يرُد في يوم الإتنين في تصريحات تنفي اللي قال عليه إنه “افتراء” و”حملة مبرمجة على البنك المركزي”.
قال سلامة في تصريحه: “هناك من يحاول تضليل الرأي العام عبر معلومات خاطئة”، ووضح إن إجراءات البنك المركزي تؤخذ بعلم وزارة المالية. وكمل كلامه وقال: “سلمت رئيس الحكومة في مارس التدقيق المالي، كما أن وزير المالية تسلم أيضا تقرير حسابات البنك المركزي”.
وضح سلامة إن 3.7 مليار دولار غطت القروض، وإن في 2.2 مليار دولار سحبهم اللبنانيين من البنوك، وإن البنك مول الحكومة، لكن الحكومة هي اللي صرفت الفلوس. لحد دلوقتي دياب مردش في تصريح، لكن الصورة اللي سلامة رسمها للبنك المركزي خوفت لبنانيين كتير، لإنه وضح إن البنك خسر 7 مليار دولار من ساعت ما 2020 إبتدت، ثلاثة مليار منهم كانوا في الأربع أسابيع الأخيرة دي بس.