الفجوة تتسع: ماذا بعد اغتيال حسن نصر الله؟
في ضربة إسرائيلية استهدفت قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، قتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الشخصية التي غيرت لعقود المشهد السياسي في لبنان والمنطقة كلها، عملية الاغتيال لم توقف عمليات القصف في لبنان، لكن السؤال الذي أصبح يفرض نفسه الآن ومنذ بداية الحرب “ماذا بعد؟”.
من سيسد الفجوة؟
الاستهدافات لم تطل فقط حسن نصر الله بل طالت عددًا من القادة البارزين في الحزب، بمن فيهم فؤاد شكر وإبراهيم عقيل ومحمد سرور وعلي كركي، المسؤول الأول عن جبهة جنوب لبنان، الذي أعلنت إسرائيل مقتله مع نصر الله .
ولذلك فيما يتعلق بالمرشحين المحتملين لخلافة نصر الله، الاحتمالات الأرجح ذهبت في أروقة الحزب عن أن رئيس المجلس التنفيذي، هاشم صفي الدين، هو الأوفر حظًا للوصول إلى موقع الأمانة العامة.
فهاشم صفي الدين يشغل منصب رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، وتربطه صلة قرابة عائلية مع حسن نصر الله، إضافة إلى التشابه الكبير في الشكل وطريقة الكلام، وهو ليس قيادي عادي فهو يشرف بحكم منصبه كرئيس للمجلس التنفيذي على نشاطات حزب الله الاقتصادية والاجتماعية.
وإضافة إلى علاقته الوثيقة مع نصر الله، فتربط صفي الدين علاقة خاصة مع إيران والتي تمنحه نفوذًا بالهرم القيادي للحزب، فشقيقه عبد الله ممثل الحزب في إيران.
ولكن الأكيد هو ضرورة إلمام خليفة نصر الله بالملفات الداخلية والإقليمية المعقدة، فقد كان نصر الله يقود أطرافًا متعددة ضمن محور المقاومة، مما يشكل تحديًا كبيرًا لمن سيخلفه في منصب الأمين العام.
أطلق أنصار نصر عليه لقب “سيد المقاومة” نظرًا للدور الكبير الذي لعبه الحزب تحت قيادته في مواجهة الاحتلال على مدى 22 عامًا في جنوب لبنان، وعلى الرغم من أن مقتل حسن نصر الله حدثًا استثنائيًا لكنه “لن يغير من التزام حزب الله بالمواجهة ضد إسرائيل، خاصة مع استمرار الحرب على غزة” كما قالت بعض الصحف والمصادر.