الباروكة في مصر القديمة: بين الموضة والمكانة الاجتماعية

في اليوم العالمي للشعر المستعار، بنرجع بالزمن آلاف السنين في عصر الحضارة المصرية القديمة، اللي استخدمت فيها الستات الباروكة لأغراض مختلفة، كانت الباروكة شكل من أشكال الموضة، ولكن كان لها أغراض عملية تتعلق بطبيعة المناخ والبيئة في مصر القديمة.

كمان ظهر للباروكة دلالات اجتماعية لها علاقة بالمكانة والثروة، والموقع الاجتماعي، وفي بعض الأحيان كان لها دلالات دينية تتعلق بالآلهة والكهنة والملوك.

الباروكة بين الموضة والأغراض العملية

كان المصريين القدماء بيهتموا بشعرهم، وصنعوا كريمات وزيوت وعلاجات علشان تحافظ عليه وتحميه، وظهروا في نقوشهم بتصفيفات شعر أنيقة ومختلفة، ظهرت فيها آثار الموضة من حقبة زمنية للتانية.

ولكن في الغالب كانوا بيحلقوا كل شعر جسمهم بسبب تفشي الحشرات، وقابلية الشعر لاحتواء الحشرات دي، وكمان ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة كان بيخلي الشعر مصدر إزعاج، وعلشان كده كان استخدام الباروكات حاجة عملية بالنسبة لهم.

ظهرت فكرة الباروكة في التاريخ حوالي 3000 قبل الميلاد، وعندنا قطع مختلفة من الباروكات تم اكتشافها في المقابر المصرية، وبيرجع تاريخها لفترات مختلفة من عمر الحضارة المصرية القديمة، أقدمها يرجع للألفية التالتة قبل الميلاد.

وظهرت الباروكة كجزء أساسي في دولاب المصري القديم، فكانت الستات بتستخدم الباروكات، وبالذات ستات الطبقات العليا في المجتمع، في الحفلات الاجتماعية والاحتفالات الدينية الكبيرة، ومنها الباروكات الضخمة اللي ظهرت فيها تسريحات شعر معقدة، ومنها البسيطة اللي بتتكون من ضفاير مثبتة بشمع العسل وأشرطة ربط الشعر.

عن: dostor

لقينا قطعة من الشعر تم اكتشافها في صندوق من البوص في واحدة من مقابر قرية العمال في دير المدينة، الباروكة بتتكون من شعر طبيعي بالكامل، وفيها ضفاير بنية حلزونية متركبة فوق مقاطع من مئات الضفاير البنية اللي لونها أغمق.

في الباروكات المكتشفة في المقابر المصرية القديمة، زيّ الباروكة اللي اكتشفناها في مقبرة الأميرة حنتمبت 1500 ق.م، بنلاحظ اختلاف تصفيفات الشعر، ما بين البساطة والتعقيد، وبنلاحظ جودة الصنعة واختلاف مواد الصنع.

فى سنة 2014، اكتشف علماء الآثار مجموعة من المومياوات فى تل العمارنة، ولقوها متزينة بتسريحات شعر متقنة ومحفوظة بشكل كويس، وواحدة من المومياوات دي كانت ست اتكون شعرها من أكتر من 70 وصلة شعر مستعارة، مصبوغة باللون الأحمر بالحنة، واتربط الوصلات برأسها فى طبقات وارتفاعات مختلفة حوالين راسها، وكانت تسريحة شعرها المعقدة نموذج مثالي عن الباروكات والشعر المستعار في مصر القديمة.

وجود الباروكة كقطعة أساسية من زينة الست في مصر القديمة خلقت صناعة مهمة متعلقة بالجمال والشعر، فكان المصريين القدماء بيوصوا فنيين مٌدربين على صناعة الباروكات.

أما الكهنة، فكان بيخدمهم أفراد معاهم ألقاب، زيّ المشرف على صناعة الباروكات، اللي ظهروا في نقوش المقابر وهما بيصففوا شعرهم وبيضفروه ويسرحوه، ويحطوا له وصلات الشعر المستعار.

صناعة الباروكة في مصر القديمة

عن: dostor

كانت صناعة الباروكات بتتم في ورش متخصصة، ومعاها دبابيس الشعر والأمشاط والأدوات اللي بتحتاجها الست علشان تاخد بالها من شعرها، وكانت الورش دي بتصنع الوصلات والضفاير المختلفة، وبتنسجها على قاعدة من الخيوط المضفورة، وبيحطوها على راس من الخشب.

بعد ما الباروكة بتكمل، كانوا بيغطوها بالشمع الدافي وصمغ الراتنج بعد ما يدوبوه عند درجة حرارة 60 ويبرد، وكانت المواد دي بتثبت الشعر على التسريحة، وبتساعد الباروكة تقاوم حرارة المناخ في مصر ورطوبته.

في العصر البطلمي، انتشر تصنيع الباروكات من ألياف النخيل والعشب، أو وبر وشعر ديول الحيوانات المختلفة، ولكن فضل الشعر الطبيعي بيستخدم برضه في الصناعة دي.

وظهرت الإكسسوارات المختلفة اللي بتزين الشعر والباروكات، من التيجان ودبابيس الشعر الخشبية والمعدنية، واللي اتصنعت من الذهب والفضة، وشكلت جزء أساسي من زينة الستات وقتها.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: مكانة المرأة في مصر القديمة: من أم وزوجة لسيدة أعمال وملكة

تعليقات
Loading...