ازاي التسويق والضغط تحت مفهوم “معايير الجمال” يدفعك لشراء حاجات مش محتاجها؟

في يوم من الأيام وأنا بتمشى في مول مافيش داعي ذكر اسمه، سألت على مستحضرات تجميل وعلى ماركة معينة مافيش داعي برضه لذكر اسمها، المهم إني سألت على سعر منتج معين لقيت ناقص له 100 جنيه ويبقى نفس المرتب اللي بقبضه كل شهر، هو إيه اللي حاطط مرتبي سعر على الحاجات دي؟ وبدأت أسأل أسئلة وجودية “مالها الصابونة أم ريحة اللي كنا بنستعملها واحنا صغيرين؟” المهم بعد ما خلصت الأسئلة وأنا بتفرج على المنتج اللي مش هشتريه، لقيت ناس بتشتريه عادي بدون تفكير فسألت نفسي تاني ازاي ممكن التسويق يبقى عامل أساسي إن الناس تشتري منتجات من وجهة نطري مبالغ فيها في السعر أو يمكن حتى يخلي ناس تشتري حاجات هي مش محتاجاها في الوقت الحالي بس تحس إنها لو ماجبتهاش ممكن يفوتها حاجة.

الفكرة هنا إنه في أغلب الأحيان ممكن استراتيجيات التسويق تلعب على حتة خلق “الحاجة” عندك، فاكر لما كنت بتروح انترفيو وبدون سببب يقولك “بيع لي القلم ده” أو “بيع لي العربية دي”؟ ، الفكرة كلها ازاي تقنع شخص أنت وهو في أوضة إنه ياخد قلم يعني، إيه اللي ممكن يكون مهم في القلم ده؟ بس لو قولتله مثلًا إن في شيك ليك أو جايزة هتاخدها بس لازم تمضي عليها في الأول وتحسبًا إن مافيش معاه قلم في جيبه، ساعتها هيبقى في دافع ورا شرا القلم، قيس ده بقى على أي منتج، زيها زيّ الصبارة الراقصة اللي ظهرت مرة واحدة وقلبت الدنيا وزيّها زيّ العروض والخصومات اللي بنشوفها، أنت ممكن ماتكونش محتاج تشتري 10 علب كورن فليكس في الوقت الحالي بس العرض اللي معمول عليه يغرييك، وزيّ البلوجرز اللي بقوا يجيبوهم علشان يسوقوا للمنتجات.

عن: حواء

ومن ضمن المنتجات اللي التسويق بيلعب عليها هي مساحيق ومستحضرات التجميل. وتحت مسميات كتير هتلاقي مفهوم “معايير الجمال” بيتحكم بشكل ما في قرارات الناس الشرائية، وللسوشيال ميديا دور في الموضوع إنها تصدر لنا الفئة اللي المفروض نبقى شبهها، واللي ساعدت إن سلوك الناس يبقى استهلاكي شوية، وبقت تصدر للناس معايير معينة للجمال و لازم نبقى كلنا عليها، ومن ناحية تانية بقى في ضغط على البنات والولاد كمان إنهم يجاروا الدنيا ويشتروا، وبالتالي المنتجات اللي أنا اتكلمت عنها فوق واللي تمنها قد مرتبي بقت شيء عادي لإن التسويق لقى الحاجة اللي عند المستهلك والمتمثلة في “معايير الجمال” وضغط عليها، وأنا هنا مش بتكلم عن الحاجات اللي بنحتاجها وفعلًا بنبقى عايزينها، أنا بتكلم عن الحاجات اللي أغرتك بمجرد الإعلان عنها أو بمجرد إن مفهوم “معايير الجمال” حط الناس دي تخت ضغط بأي شكل من الأشكال، بيخليك تجري ورا المنتجات اللي بيتم الإعلان عنها علشان هتلاقي نفسك زيّ الشخصية اللي في الصورة دي، مع إن المنتج ممكن ييقى عادي جدًا ومش بيعمل النتيجة اللي أنت متخيلها أو قالولك عنها، بس مجرد ما تجيبه وتعرف إن فلان من المشاهيير كان جايبه هتحس بأمان وإنك ماشي على الطريق الصح.

مع إن لو بصينا شوية هنلاقي فكرة إن كل كام سنة يطلع لنا يقول إن ده معايير الجمال اللي هنمشي به السنتين دول أو هو ده الموضة، هتعرف إن مافيش قاعدة وتعرف إن مفهوم معايير الجمال إن مافيش معايير للجمال لإنك نفسك مش عارف تحددها ولا تحط إيدك ليها لقرون وقرون.

أخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: مشاريع حلمنا بيها في مراحل حياتنا المختلفة

تعليقات
Loading...