ازاي اتطور شكل احتفالنا بليلة الحنة لحد ما ظهرت تقاليعها الجديدة؟

في عادات وتقاليد مهما عدى الوقت بينا وشكلها اتغير بنفضل متمسكين بها، خصوصًا في الأفراح وليالي الملاح وعند الشعب المصري بالذات، كل مناسبة لها طقس واحتفال لوحدها.. وعند ليلة الحنة نقف شوية.

لأنه برغم تغيير شكلها وظهور تقاليع جديدة، لسه احتفال مقدس قبل ليلة الفرح، احتفال مليان أسرار وكواليس وتفاصيل وتحضيرات تفوق تحضيرات الفرح نفسه، بتودع به البنت حياة السنجلة وبتسقبل حياة جديدة بالليلة دي.

لها أصل عند أجدادنا

الحنة في الأساس نبات مصري قديم كان بيستخدم في الرسم وطلاء الأظافر وقت الفراعنة، لأن كان عنده قدرة عالية على الثبات، هتلاقيه في كتابات المصريين القدماء، وبقى حاليًا مادة أساسية من مواد التجميل، وبسبب رائحته العطرية، كانوا بيعتبروه مثال للتفاؤل وراحة البال.

لكن فكرة ربط الحنة بالأفراح أو الجواز كانت بناءً على أسطورة (إيزيس وأوزوريس) لما قتل ست أخوه أوزوريس، وجمعت زوجته إيزيس أشلاءه، وغرقت إيدها بدمائه وصبغته باللون الأحمر، فاعتبروا المصريين إن ده لون ورمز وفاء كل زوجة لزوجها، وبدل الدم بقوا يصبغوا إيدهم بالحنة الحمرا، وبمرور الوقت بقى رمز شعبي واتسمت الليلة اللي بتسبق الفرح أو الليلة الكبيرة بليلة الحنة.

من أبو شمعة للتاتو: تطور الحنة وتقاليعها

ليلة الحنة تقليد فرعونى قديم، بدأ فى بلاد النوبة، وعلشان كده نلاحظ إن دايمًا عندهم الاحتفال مميز، بيبدأ اليوم بذبيحة، وبيحضرها كل أهل القرية، والثقافة دي انتقلت لقرى الريف والصعيد.

بعد كده بيبدأ العروسين بطلاء إيديهم ورجليهم بمعجون الحنة، وبيتلف بقطعة قماش لتاني يوم علشان تثبت، وطبعًا المعجون ده بيتعمل بزيادة علشان يكفي صحاب وأهل العروسة، والباقي كان بيتوزع في صواني عليها شمع بيمشوا يلفوا بها من بيت العريس لبيت العروسة.

الحنانة هي المسؤولة عن الليلة، كانت بتقوم بها بدون مقابل مادي كخدمة ومجاملة لأهل العروسة، وكان عندها مخزون من الأغاني دايمًا حاضر بتغنيه ويغنوا وراها، والأغاني بتبقى مختارة بعناية محتواها عن الوصايا العشر للحياة الزوجية؛ زي “يا اللي ع الترعة حود ع المالح” و”وتعالى قل لي عشان أسوي فرشتي وأرش الفلي” و”ولا يا ولا يا عرباوي” مع أصوات الطبلة، وأحيانًا بتبقى الآلة الموسيقية حلل المطبخ، وأوقات كان بيتجاب المزمار والتنورة والرقص بالعصا في الشارع، ويعملوا قعدة لرجالة العيلة مع تبخير العروسة كنوع من أنواع التحصين من الحسد والسحر.

الطقوس دي فضلت تتنقل بمرور السنين ببساطتها، ومع دخول المناطق الشعبية على الخط ماكانش فيها اختلاف كبير غير فقرة الأكل اللي كانت أساسية، ودي كانت بتتعمل مخصوص للناس اللي مش هتحضر الفرح، وبيبقى أكل بيتي تقليدي جدًا، مع دخول أغاني الشعبي زيّ عدوية وحسن الأسمر والأغاني النوبية اللي ظهرت قبل كده، زي الأغنية الشهيرة (الليلة الحنة) مع فرش نشارة ملونة في الشارع، بيرسموا بها قلوب وأول حرف من اسم العريس والعروسة.

ليلة الحنة في آخر صيحاتها.. فراشة الحاج محمد ترحب بكم

من سنين مش بعيدة، بدل ما كانت ليلة الحنة مقتصرة على طبقات المناطق الشعبية والقرى، بدأ يظهر طبقات اجتماعية جديدة وظهرت معاها تقاليع جديدة، زي ظهور مصممين لليلة الحنة زي متعهد الحفلات، ومابقاش فيه استخدام للحنة التقليدية اللي بتطبع على الإيد وبتفضل فترة بلونها الأحمر أو البني الفاتح، وبقت أكتر رسومات بسيطة بنقوشات مختلفة؛ زي الفراشة والأسورة والدانتيل، بتاخد 15 دقيقة وتنشف، على عكس الحنة التقليدية، وبقى في كمان رسم الوش بالجليتر.

بجانب العروض والفقرات اللي بتتقدم، وكل فقرة بلبس مختلف بتلبسه العروسة؛ أطقم صعيدي وفلاحي ونوبي وإسكندراني، وحتى الديكورات بقت مستوحاة من الأفراح القديمة على نمط “فراشة الحاج أحمد ترحب بكم” ويفط مكتوب عليها “هنا كباريه النجوم”.

أما عن البوفيه، فبيبقى منيو بيختلف من عائلة للتانية، وفي الغالب بتبقى أكلات سريعة وجاهزة زي المعجنات، بس دخل عليها برضه تقاليع زي الـ (كب كيك) اللي بيبقى عليها صورة العروسة والعريس، وبيبقى معاه هدايا بتتقدم لأصحاب العروسة كتذكار مكتوب عليه اسم العرسان.

سواء اختفلت طريقة الاحتفال وطلع تقاليع جديدة ولا لأ، تفضل ليلة الحنة من الليالي المميزة عند العروسة وأهميتها زي ليلة الفرح بالظبط.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: حاجات واحشانا في أفراح زمان

تعليقات
Loading...