إحياء لذكرى توم وجيري: أسباب خلتنا نحب نتفرج عليهم

فكرت قبل كده احنا ليه معظمنا بيحب توم وجيري ومتعلقين بيهم بالطريقة دي، مهما كان السن، يعني هتلاقي إن وأنت صغير كنت بتتفرج عليه أنت ومامتك مثلًا، والفكرة إنها بتقعد تضحك كإنها أول مرة تشوفه. ودلوقتي لما كبرنا، لسه بنحب نتفرج عليه، ولو صادفناه في التلفزيون بنفرح زيّ العيال ونقعد نتفرج ونضحك.. معاملتنا لتوم وجيري مختلفة عن أي كارتون تاني، مش مجرد حاجة بنشوفها علشان نتسلى واحنا أطفال.

بمناسبة إن آخر حلقة اتعرض في توم وجيري كانت في نفس اليوم ده، حبينا نشوف أسباب حبنا للشخصيات دي على مر الزمن.

بيعملوا حاجات كان نفسنا نعملها واحنا صغيرين

غالبًا ده سبب قوي يخلينا نتفاعل مع اللي بنشوفه، لما تشوف توم وجيري رايحين المصيف وبيحضروا له كده ولا قاعدين على البحر وفي إيدهم كوباية عصير وشكلها حلو وألوانها ماشية مع ألوان الشمسية كده، أو تلاقيهم جايبين أصحابهم وعاملين حفلة في البيت وكل واحد جايب حلة بيخبط عليها أو كاسات ومعالق وعاملهم آلات موسيقية. أكيد وأنت صغير عملت مصيبة من المصايب دي، أو كان نفسك تعملها مع أصحابك وأخواتك. وومانقدرش ننسى جولات فرنسا والمشي في شوارع باريس والفساتين والرقص على الأغاني الكلاسيكية في شوارع مدينة الأحلام.

اللي خلّانا نفتكر السبب ده، هو تحديدًا الحلقة اللي توم كان جايب فيها القطط أصحابه وعاملين حفلة في البيت وقاعدين مع بعض وهو بيعمل لهم سطر سندوتشات قد كده، أديوة بالمعنى الدارج يعني. الحلقة دي حسستنا إن دي كانت أحلام طفولتنا فعلًا.

ارتباط شعوري بيحسسنا إن احنا اللي كسبنا المعركة

بالتسلسل، لما حسيت إن الكارتون بيتعمل فيه حاجات أنت بتحبها ونفسك تعملها، بيحصل لك ارتباط شعوري بالشخصيات والأحداث؛ يعني لما توم يتبسط هو وأصحابه في القعدة دي، أنت كمان هتتبسط. ده غير إن لما مثلًا صاحبة البيت كانت هتقفشهم، بتلاقي نفسك بتشجعهم يجروا بسرعة ويخبوا آثار الحفلة، كإن أنت اللي هتخبي معاهم، ومندمج قوي مع الموضوع كإنك معاهم.

واخدين فريق توم أو فريق جيري

أكيد وأنت صغير -ويمكن لحد دلوقتي- واخد صف واحد فيهم، يا إما شايف توم مظلوم وجيري هو اللي مفتري وبيوقعه في مواقف توديه في داهية ويعمل فيه مقالب، يا إما شايف جيري هو اللي مظلوم والدنيا جاية عليه وتوم بيطارده طول الوقت. وطبعًا بتشجع واحد فيهم، ولما المقلب بتاعه ينجح تفرح وتتنطط كإنك أنت اللي عامله، وبرضه تزعل وتضايق لو المقلب بتاع العدو نفع فيه. وده بيرجع للارتباط الشعوري اللي اتكلمنا عنه في النقطة اللي فاتت، بتتفاعل مع الشخصية اللي حبيتها وتشجعها وتعتبر إن نجاحها من نجاحك وفشلها من فشلك.

بنحب الحيوانات اللي بتظهر معاهم وصحابهم وقرايبهم

الحلقات ماكانتش بتقتصر على توم وجيري بس، كنا بنشوف ضيوف أعزاء على قلبنا زيّ قرايبهم وأصحابهم، أكيد مش هننسى ابن عم جيري اللي لما جيه أخد بحقه من توم وعلّمه الأدب. ولا هننسى قريبه الفار الأبيض الصغير اللي كان بيغني بالفرنساوي، وكنا بنغني معاه حتى واحنا مش فاهمين ولا كلمة. كمان مش هننسى القطط اللي استعان بيهم توم علشان يطرد جيري وقريبه اللي كان بيضربه، الثلاثي المضحك اللي كانوا بيشموا بنفس الطريقة، وفي الآخر برضه اتضربوا علقة متينة من الفار البلطجي.

وطبعًا نخص بالذكر الكلب الجميل سبايك، وأولاده الحلوين، اللي كانوا توم وجيري بيلعبوهم على الشناكل وساعات يطلعوا عينهم مقالب، وساعات يعملوا معاهدات سلام ويبقوا أصحاب وبياكلوا ويشربوا مع بعض. سبايك بالنسبة لنا ماكانش ضيف شرف وبنعتبره بطل أصيل في الحلقات، وبنحب الحلقات اللي بيظهر فيها.

كل دي حاجات خلتنا نحب الحيوانات دي، أثرت فينا وانعكس تأثيرها على الواقع، فبدل ما نشوف كلب في الشارع نخاف منه، بقينا نفتكر الكلاب الجميلة اللي بتطلع في الحلقات دي وقد إيه هما غلابة، فنلعب معاهم بدل ما نخاف منهم.

الشد والجذب في الصداقة

المفاجأة بقى اللي بتكمن ورا كل ده، إن توم وجيري أصحاب ومايقدروش يستغنوا عن بعض، برغم كل اللي بيعملوه في بعض ده لكن من جواهم بيحبوا بعض، وده الشد والجذب في الصداقة اللي بنشوفه في علاقاتنا احنا كمان مع أصحابنا، عارف لما يتقال عليك أنت وصاحبك المقرب إنكم “ناقر ونقير” بس برضه ماتعرفوش تعيشوا من غير بعض؟

توم وجيري هما كمان كده، صحاب ومايقدروش يستغنوا عن بعض، بدليل إن المقالب لما كانت بتقلب بجد شوية كان قلبهم مش بيطاوعهم وبيروحوا يتصالحوا، زيّ لما توم طرد جيري في عز البرد والتلج، لكن ماقدرش يجيله نوم وهو راميه في الشارع كده، وقعد يفكر في سيناريوهات ممكن تحصل له في الجو ده، وخرج جري ينقذه ودخله البيت وقعد عمله شوربة تدفيه.

كمان لما جيري كان بيتقل العيار في المقالب والست صاحبة البيت تطرد توم برا، كان بيقف في الشباك الأول يغيظه شوية ويفرح بانتصاره عليه، لكن بعد شوية قعد زعلان وندمان.

ثقافة النكش

لحد دلوقتي الناس بتقول على الصحاب اللي دايمًا ينكشوا في بعض كده إنهم توم وجيري، علشان توم وجيري كان بداية تأسيس ثقافة النكش دي فينا من واحنا صغيرين، تحس إن علاقة الصداقة نفسها ماتحلاش من غير النكش ده، هتبقى مملة لإن النكش ده هو اللي بيعمل جو كده. فاحنا لحد دلوقتي ممتنين لتوم وجيري إنهم صدرولنا الثقافة دي واتعلمناها منهم.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: “قناة شباب المستقبل” خليتنا إيه في الحاضر؟

تعليقات
Loading...