محبوبها الأول وأفضل من عبر عنها: المرأة في عيون إحسان عبد القدوس
قلمه كان بيشع أمل وفن لكبار الكتاب، ربى أجيال من الفن والكتاب وتتلمذ على إيده شباب الجامعات، جمع ما بين الفن والسياسة، وصاحب أكبر عدد من الأعمال اللي تم تحويلها لأفلام ومسلسلات تلفزيونية، 49 رواية اتحولوا لأفلام، و5 روايات لنصوص مسرحية، و9 روايات اتحولوا لمسلسلات إذاعية، 10روايات لمسلسلات تلفزيونية.
أدبه كان نقلة نوعية في الرواية العربية، نجح في الخروج من المحلية للعالمية، وتُرجمت معظم رواياته للغات أجنبية. وفي ذكرى وفاة الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس هنتكلم عن ازاي عبر عن المرأة من خلال أعماله وليه كان لها النصيب الأكبر من اهتمامه، لدرجة إنه لُقب بـ “قاسم أمين” عصره، وازاي كان مناصر لها وداعم لحقوقها وحريتها فى المجتمع، وقدر إنه يخرج مشاعرها، مشاعر حقيقية ماقدرش حد يوصل لها.
كاتب المرأة
3 نساء في حياة الكاتب بيرجحوا النقاد إنهم لعبوا دور مهم وأساسي في حياته، دور خلى يبقى تركيزه على إن المرأة تبقى هي المحور والجوهر لمعظم خطاباته الروائية؛ أولهم الوالدة الصحفية اللبنانية فاطمة اليوسف “روز اليوسف”، اللي شكلت جزء كبير من ملامح طفولته وكانت أول امرأة يتأثر بها في مشوار حياته الأدبي، والمرأة التانية هي عمته نعمات رضوان، قال عنها في واحد من اللقاءات: “إذا كانت والدتي أعطتني ووهبتني الحياة، فإن عمتي نعمات هانم رضوان أعطتنى الاستقرار فى الحياة بلا مقابل سوى الأمل في أن أنجح فى حياتي”، وزوجته وحبه الوحيد لواحظ المهيلمي، تلات نساء شكلوا وجدان إحسان عبد القدوس وثقافته ورؤيته.
قاسم أمين عصره
كتير من النقاد قالوا إن إحسان عبد القدوس اتأثر بأفكار قاسم أمين، وكتير قالوا إن لهم نفس المبادئ، وشوفنا ده في روايته “أنا حرة” اللي اتحولت لفيلم سينمائي من بطولة لبنى عبد العزيز وشكري سرحان، حكاية بنت “أمينة” خرجت عن المألوف، في وقت كان أقصى تعليم بتحصل عليه البنت في بيئتها وطبقتها هي الثانوية، وكانوا بيقولوا عليها محظوظة.
لو جينا لشخصية تانية من شخصيات عبد القدوس، هنلاقي “منى” في “إمبراطورية ميم” اللي قدملنا فيه نموذج للمرأة المصرية المثابرة اللي هتواجه مشاكل في رحلة حياتها وقت تربيتها لأولادها، وقدم لنا نموذج تاني مضحي ولكن في سبيل الحب المستحيل والوطن من خلال شخصية “نوال” في فيلم “في بيتنا رجل”، المرأة الوطنية اللي هيجمعها الحب مع الشاب الثائر “عمر الشريف”، قبل استشهاده في تفجير معسكرات الاستعمار الإنجليزي.
غير التضحية والتمرد، قدم لنا نموذج للبنت اللي اتسلب منها أجمل سنين عمرها، لما قررت “ماجدة” في “أين عمري” بدون وعي تتجوز شخص في عمر والدها، ظنًا منها إنها هتخرج من سجن والدتها ولكن هتلاقي نفسها جوا سجن تاني.
أما عن “لا أنام” فقدم لنا نوع تاني من الحب، حب بترفض فيه البنت “فاتن حمامة” إن حد يشاركها في حب والدها اللي عاشت معاه طوال حياتها، حتى لو كان الشخص ده زوجة تانية.
أفضل من تحدث عن المرأة بشهادة المثقفين
المخرج الكبير صلاح أبو سيف، اتكلم عن إن كل روايات إحسان عبد القدوس الشخصية المحورية فيها هى المرأة، فقال: “هو من أحسن الكتاب الذين استطاعوا تحليل نفسية المرأة، فإحسان عبد القدوس فاق كل النساء التى كتبت عن تحليل نفسية المرأة وقضيتها ومشاكلها، فكل أفلامه تحمل قضايا ومشكلات مهمة، واستطاع أن يتغلغل فيها بروح وبشكل مؤكد إنه وصل إلى الجميع، وهذا يعبر عن إنه إنسان رقيق المشاعر ويحمل المعاني الإنسانية ويقدر المرأة ودورها”.
أما الكاتب الكبير الدكتور يوسف إدريس، قال: “في قلب إحسان عبدى القدوس ظمأ شديد جدًا إلى المرأة، لأنه حرم في طفولته من الأمومة، لانشغال والدته بدورها الفنى والصحفي، فأحب النساء جميعًا فى صورة أمه، فلم أجد شخصًا غير إحسان يتحدث عن والدته باستمرار وبهذا الشكل الرائع، فكان يحب أمه في جميع النساء، ففضل دائمًا أن يكون البطل امرأة”.
د. فاتن حسين الناقدة الفنية، شايفة كمان إن عبد القدوس أكتر حد قدر يوصف أدق المشاعر اللي مايعرفهاش غير الست، فقالت: “كتبها أدبيًا كما عبر عنها نزار قباني شعريًا، وكان حريص على تقديم شخصيات مركبة لا يحكم عليها الآخرون بالخير أو الشر، تفاديًا للوقوع في فخ الصورة الأحادية”.
بشهادة الجمهور والنقاد، اتأكدنا من أسطورة إنه “محبوب المرأة الأول” ونقدر نقول بعدها إن إحسان كان لسان المرأة وعينيها، وقلمها اللي ثارت به على العادات والتقاليد.