أكلات شعبية مصرية أصلها مش مصري
موجودة في عقلنا كإنها بديهيات، أكل شعبي متأصل في الشارع المصري من زمان، ومن كتر ارتباطه بطبيعتها كشعب فيه طبع عشوائي من جوا كده، شبه طبق الكشري؛ مكرونة على عدس على رز على حمص على صلصة على بصل مقرمش.. طبقات كده عاملة تركيبة جميلة مش مفهومة، علشان كده عمرك ما تشك إن أصل الأكل ده مش مصري وإنه اندمج مع طبيعتنا ومجتمعنا مع الوقت لكن مش احنا اللي مخترعينه، وكل أكلة ليها قصة وهي بتندمج مع مطبخنا المصري.
الكشري
زيّ ما قولنا في البداية، فكرة الكشري لايقة أوي معانا كمصريين، لكن الكشري أصله مش مصري، وهو في الأصل أكلة هندية، وكانوا بينطقوها في الهند “كوتشري” لكن دخل مصر مع فرض الحماية البريطانية على مصر، ووصول قوات الكومنولث من إنجلترا وأستراليا والهند. مع اختلاط المصريين بيهم لاحظوا إن الهنود بيطبخوا أكلة سريعة التحضير بتكاليف قليلة، والأكلة دي بيخلطوا فيها الرز مع العدس، واتعلموها المصريين وحطوا لمستهم وأضافوا الصلصة والدقة والبصل المحمر. وطبعًا اللمسة المصرية دي خلّت الطبق ده جميل أكتر، ومن وقتها الطبق ده بيغزو الشوارع المصرية.
ورق العنب
واحد من أشهر الأكلات على السفرة المصرية، وملك العزومات، ولما تحب تروّق على نفسك كده أو تكافئ نفسك بتاكله. ورغم إن المحشي بشكل عام شيء مقدس عند المصريين وماسابوش حاجة إلا لما حشوها، حتى ورق الخس والبصل.. بس بيفضل ورق العنب هو ملك المحشي. تتخيل إن بكل المكانة والأهمية دي أصله مش مصري؟ أصله أكلة تركية، واسمه “يبرق” لكن المصريين عرفوها في عصر الدولة العثمانية، وأصل الوصفة كان حشو ورق العنب بالرز المخلوط باللحمة المفرومة، لكن دلوقتي بنعمله بخلطة الرز مع الخضرة والتوابل والصلصة. وموجود كمان نوع تاني في المطبخ الشامي لكن بلمسة شامية زيادة، بيحطوا عليه دبس رمان وبيتاكل بارد واسمه “يلانجي”، لكن في مصر لازم ناكله وهو خارج من على النار وعلى وشه عصرة ليمون كده وشرايح ليمون.
المسقعة
مع إن فكرة إن حد ييجي في باله يقلي بتنجان وبعدين يحطه في صلصة وعليهم لحمة مفرومة ويحطهم بعد كده في الفرن، وفي كمان اللي يجوّد ويحط معاهم شرايح بطاطس وفلفل، كل الفكرة دي ماتطلعش غير من مصري أصيل.. بس لأ، مفاجأة كمان، المسقعة أصلها مش مصري، وفي اختلاف في تأريخ أصلها إذا كانت يونانية ولا إيطالية، لكن كده كده المصريين عرفوها من واحدة من الجاليتين دول أثناء فترة وجودهم في مصر، لإننا بطبعنا عِشريين وبنتعرف على ثقافة مطابخ الجيران.
مكرونة بالبشاميل
ملكة السفرة المصرية طلعت مش مصرية، الأكلة اللي بنحس إن الدنيا بتكافئنا بيها، وممكن تنسى تعب اليوم كله لو بس عرفت خبر إن مامتك عاملاها على الغداء. المكرونة بالبشاميل أصلها فرنسي “الماركيز دي باشاميل”، لكن مفيش معلومات دقيقة عن رحلة انتقالها للمطبخ المصري، لكن تحس إنها لايقة على المطبخ المصري جدًا وعلشان كده خدت المكانة الكبيرة دي في قلوبنا.
الزبادي
اللي بيتعمل من زمان في سلطانية فخار ومعروف إنه بيتعمل في البيت، والستات المصرية كان معاها سر الصنعة بتاعته وبتعمله أحسن من المصانع دلوقتي.. ده يدي إيحاء إن سر الخلطة ده مصري، لكن للأسف لأ، لكن له قصة تاريخية كمان، لما تعب ملك فرنسا فرانسيس الأول، والخليفة العثماني بعت له طبيب خاص، ونجح في علاجه من مرض في الجهاز الهضمي عن طريق الزبادي.
بابا غنوج
البابا غنوج أصله يوناني، وخلطته الأساسية بتنجان مشوي ومهروس، مخلوط في توم مفروم وطحينة سايلة، المصريين عرفوه أيام الدولة العثمانية عن طريق اختلاطهم بأهل الشام، اللي نقلوه لمطبخهم هما كمان، وانتقلت للمطبخ المصري وبقت عضو مميز فيه ومن ألذ الأطباق الجانبية على السفرة المصرية. وفي ناس بيزودوا ويحطوا اللمسة بتاعتهم، منهم اللي بيحط عليه زبادي، ومنهم اللي بيزود في التوابل، واللي يزود قطع فلفل أخضر ورشة بقدونس.