في ألبوم الهضبة الجديد لعام 2025 “ابتدينا”، لا يكتفي عمرو دياب بالغناء عن الحب، بل يغني لك أنت تحديدًا، بكل ما تمرّ به من تقلبات ومشاعر. يغني حين تشتاق، حين تبتسم، حين تنهار، وحين تقرر أن تنهض وتكمل الطريق كأن شيئًا لم يكن.
هذا الألبوم ليس مجرد مجموعة أغانٍ، بل خريطة مشاعر دقيقة، تسير بك من نغمة إلى أخرى، كأنها تترجم ما لا يُقال. كل أغنية فيه مرآة لحالة شعورية محددة، تهمس لك: “أنا هنا لأجلك”.
ولهذا السبب، لا نقدّم لك الأغاني بترتيبها التقليدي، بل بحسب حالتك النفسية ومزاجك في هذه اللحظة. اختر الأغنية التي تشبهك الآن، أو التي تتوقع أن تحتاجها بعد حين.
لا تفوّت قراءة: قبل صدور ألبوم “ابتدينا”.. أشهر 7 أغاني صنعت أسطورة الهضبة عمرو دياب
لا تستطيع تجاوز العلاقة السابقة؟ استمع إلى أغنية “ارجعلها” هي مرآتك العاطفية
إذا كنت ما تزال أسير الذكريات، وغير قادر على “المضي قدمًا”، فستجد في أغنية”ارجعلها” صدى لمشاعرك العالقة.
تُجسّد الأغنية بصدق حالة التردد والحنين، حين يظن أحد الطرفين أنه الأقوى بعد الانفصال، ثم يكتشف هشاشته.
ومن هنا، تأتي كلمات الأغنية كتحذير ناعم، لا يخلو من الألم: لا تترك المسافة تكبر، فقد تعتاد هي على غيابك.
“ارجعلها بسرعة، ارجعلها دلوقت”، هذه الجملة تتكرر كنداءٍ داخلي، ينبض بالتوتر، ويعكس صراع القلب مع الكبرياء.
“إرجعلها بسرعه، إرجعلها دلوقت
مش ف صالحك بُعدك عنها ولا تأخيرك
إرجعلها بسرعه ومايخدعكش الوقت
قبل ماتعرف إنها قادره تعيش من غيرك
قبل ماتعرف إن حياتها ف بُعدك أجمل
قبل ما تعرف إنها قادره تعيش وتكمل
قبل ما تعرف إنها جامده وبتتحمل
قبل ماتعرف إنها ممكن تعجب غيرك”
وبمرور الوقت، يدرك العاشق أن الطرف الآخر قد يتجاوز، وقد تكون الحياة بدونه أجمل، بل وأكثر توازنًا.
وهنا تكمن براعة بهاء الدين محمد، إذ صاغ كلماتٍ تمزج بين التحذير والاعتراف، ليمنحها عمرو دياب عمقًا بأدائه.
ورغم استقبال الجمهور للأغنية بسخرية خفيفة، إلا أن رسائلها العاطفية أكثر عمقًا مما تبدو في ظاهرها.
لا تفوّت قراءة: من “شيرين” لـ”الشامي” … أشهر دويتوهات فنية في مسيرة نجم الجيل تامر حسني
هل تبحث عن أجواء شعبية راقصة؟ أغنية “بابا” هي خيارك المثالي
إذا كنت من عشّاق الأجواء التراثية والفرح الشعبي الأصيل، فاستمع إلى “بابا” من ألبوم “ابتدينا” لعمرو دياب.
تأتي الأغنية كمفاجأة داخل الألبوم، حيث تمزج بين الطابع الشعبي المصري والإنتاج الموسيقي العصري ببراعة لافتة.
ورغم اقتراب عمرو دياب سابقًا من الغناء الشعبي، إلا أن “بابا” تتميز بروحها الحيوية التي تعيدنا إلى أفراح الحارات.
المزمار الصعيدي يعلو في الخلفية، مضيفًا نكهة تراثية قوية تعزز من الهوية الموسيقية للأغنية بشكل واضح.
أما الكلمات، فتستحضر الغزل الشعبي بتعابير عفوية مثل: “خد وناس وضيه كالماس… سكر وعنقود عنب يا بابا”.
“خد وناس وضيُّه كالماس
عايزله حراس عليه يا بابا
العيون سود وقلبي معقود
سكر وعنقود عنب يا بابا”
وقد كتب الكلمات الشاعر ملاك عادل، بينما لحّنها محمد يحيى بروح صيفية تجعل منها “هيت” الأفراح لهذا العام.
لا تفوّت قراءة: جيل الطيبين يغني.. أغانٍ رسمت ملامح طفولتنا وتنبض برائحة الذكريات
تشتاق إلى عمرو دياب الكلاسيكي؟ “ماليش بديل” تعيدك إلى زمن الذكريات
إن كنت تفتقد أغاني عمرو دياب في بداياته، فاستمع إلى “ماليش بديل”، فهي نوستالجيا خالصة بروح الثمانينيات والتسعينيات.
كما تلامس الأغنية وجدان كل من تربى على صوته، كأنها رسالة شخصية موجهة لعشّاق ماضيه الغنائي.
صوت عمرو في هذه الأغنية هادئ، ناضج، ويوصل الإحساس بعمق دون مبالغة أو استعراض. أما اللحن، فقد صاغه إسلام زكي بأسلوب يذكرنا بالماضي، لكنه لا يكرر نفسه، بل يبتكر بتواضع فني.
الكلمات التي كتبها تامر حسين تنساب بسلاسة، وتتكامل مع أداء عمرو دياب المحبّب لجمهوره القديم.
ماليش بديل تاني ف حياتك، أنا ذكرياتك كلها أنا كل غنوة وكل فرحه وكل حاجه عشِقتها ماليش بديل.. تاني ف حياتك، أنا ذكرياتك كلها أنا كل غنوة وكل فرحه وكل حاجه عشِقتها
تميل إلى الرومانسية الهادئة؟ “حبيبتي ملاك” هي أغنيتك المنشودة
إذا كنت تبحث عن لحظة هادئة تغلفها الرومانسية، فاستمع إلى “حبيبتي ملاك” من ألبوم “ابتدينا” لعمرو دياب.
يقدّم عمرو في هذه الأغنية واحدة من أكثر أعماله شاعرية، دون استعراض، فقط بصوتٍ ناعم يحاكي صفاء الإحساس.
تبدأ الكلمات بعذوبة صافية: “أنا وهي وزيها مين، دي أجمل حاجة في الدنيا تشوفها العين”.
أنا وهي وزيها مين دي أجمل حاجة في الدنيا تشوفها العين
أنا وهي وزيها مين حبيبتي اللحظة في وجودها تساوي سنين
أغنية “حبيتي ملاك” من ألبوم ابتدينا لعمرو دياب
الأغنية تتسلل إليك كأنها مشهد سينمائي شاعري، مليء بالدفء والسكينة والمشاعر الصادقة. ورغم أن الموضوع ليس جديدًا، إلا أن الأداء يقدّمه وكأنه يُغنّى للمرة الأولى.
كتب الكلمات أمير طعيمة، فيما لحنها عمرو دياب مع أحمد إبراهيم، الذي قام أيضًا بالتوزيع الموسيقي. والنتيجة؟ عمل موسيقي رومانسي متكامل، يرتقي بالإحساس ويمنحك لحظة صفاء نادرة في زحام اليوم.
لا تفوّت قراءة: فريسكا في إيدك وسماعة في ودنك؟ 7 أغاني تسمعها على شاطئ البحر!
تحتاج إلى جرعة من الطاقة والمرح؟ “يلا” هي الخيار الأمثل
إذا كنت تبحث عن أغنية تبثّ فيك الفرح، فاستمع إلى “يلا” من ألبوم “ابتدينا” لعمرو دياب. “يلا” هي انفجار من الحيوية، مصممة لتشعل اللحظات المبهجة وتدفعك تلقائيًا إلى الرقص والنشاط.
في هذه الأغنية، يتعاون عمرو دياب مع ابنه عبد الله، ليقدّما معًا تجربة موسيقية عابرة للجيل. وتجمع الأغنية بين النكهة الشرقية التقليدية، وأداء عبد الله باللغة الإنجليزية، في توليفة عالمية النكهة.
كتب الكلمات تامر حسين، وأسهم عبد الله في كتابة الجزء الإنجليزي، بينما تولّى عزيز الشافعي التلحين.
لا تفوّت قراءة: افتكاسات الآيس كريم .. حلوى الصيف في ثوبها الجديد!
تشعر أنك محور الكون؟ “يا بخته” تعبّر عن لحظة نرجسيتك
إذا كنت تعيش حالة من الثقة المفرطة بالنفس، فستجد في “يا بخته” تجسيدًا مثاليًا لهذا الإحساس المتخم بالتميز.
وتحتفل الأغنية بشخصية ترى نفسها محورًا لحياة الآخرين، لكنها تتخفّى خلف قناع الطيبة والبراءة. وكتبت منة القيعي كلمات الأغنية بلغة غير مألوفة على عمرو دياب، باستخدام مفردات مثل “يأدمننا” و”يا بخته”.
“مين في الدنيا دي أطيب منا
ده اللي بيعرفنا بيدمنا
قولولي مين عاقل في الدنيا
يستحمل على خدنا دمعه”
هذا المزج بين الدفء والغرور يمنح الأغنية طابعًا استثنائيًا، يجعلها مرآة لمن يعيش لحظة نرجسية خفية. ولحن عزيز الشافعي، مع توزيع توما القائم على الإيقاع البلدي، يعزّز من طاقة التفاخر المحببة في الأغنية.
“يا بخته” ليست فقط أغنية، بل احتفال بالشعور الطاغي بالتميز، في قالب موسيقي مرح وجذّاب.
تمر بلحظة انتقام أو صحوة ضمير؟ “هلونهم” تترجم مشاعرك بدقّة
إذا اجتمع في داخلك الغضب وجلد الذات، فاستمع إلى “هلونهم” من ألبوم “ابتدينا” لعمرو دياب. وتأتي الأغنية كخاتمة مثالية للألبوم، تواسي من خذلهم الآخرون وتدفعهم للمواجهة دون تردد.
تعكس كلمات أيمن بهجت قمر مرارة الخذلان، وتدعوك لتصفية الحسابات مع من كانوا عبئًا على قلبك.
“هكتب ليسته بأسامي الناس اللي أذوني
ولقوني وقت أما عازوني
هبتدي باللي جرحه معلم
وهسيبهم كده مش هاشطبهم”
أما اللحن، فصاغه وليد سعد بطابع درامي متماسك، يمزج بين الحزن وقوة القرار. ورغم الأجواء المؤلمة، لا تغرق الأغنية في الضعف، بل تنهض بك نحو التحرّر من الماضي.