أشارت وخاضت في المعاناة.. القضية الفلسطينية بعيون السينما العربية
من حرق العلم لرفض المصافحة لمشاهد ظلت حاضرة في ذاكرتنا تناولتها السينما العربية والسينما المصرية كانت الحاضر الأكبر بنصيب الأسد في عدد الأفلام .. بداية من الأربعينات والخمسينات والسينما تحاول حتى لا ننسى ولو بمشهد واحد خلال أفلامها … فماذا عن تلك الأفلام التي تناولت القضية الفلسطينية؟
فتاة من فلسطين
#الفيلم_النادر .جدا… ** فتاة من فلسطين ** لصانعة السينما * عزيزة أمير * محمود ذو الفقار & سعاد محمد & حسن فايق & زينب صدقي & صلاح نطمي … انتاج // 1 نوفمبر 1948 للمخرج الكبير
#محمود_ذو_الفقار#ابيض_واسود_جمال_ورقي
Posted by ابيض و اسود جمال و رقي – Black and White & Beauty and Elegance on Friday, July 3, 2020
كانت الممثلة والمنتجة المصرية عزيزة أمير صاحبة أول فيلم يتناول القضية الفلسطينية في 1948 بعد النكبة مباشرة، ويعتبر أول فيلم عربي يخرج للنور بعد الأحداث، من بطولة وإخراج محمود ذو الفقار، وشاركه في البطولة سعاد محمد وزينات صدقي وحسن فايق.
حيث تدور أحداث الفيلم حول ضابط طيار مصري يشارك في غارة جوية للدفاع عن الأراضي الفلسطينية ضد المحتل الإسرائيلي، وتسقط طائرته في قرية فلسطينية، فتستضيفه الفتاة الفلسطينية سلمى لتطييب جراحه، وخلال الأحداث يكتشف أن “سلمى” تساعد الفدائيين الفلسطينيين، ومنزلها مركز لتخزين السلاح للمقاومة الفلسطينية.
باب الشمس
من سلاح المقاومة للمعاناة، نقلها لنا المخرج يسرى نصر الله الذى قدم خلاله ملحمة فازت بجوائز عديدة بالمهرجانات الفنية، بعدما أظهر معاناة الشعب الفلسطيني داخل مخيمات، وكانت إعادة قراءة لمأساة اللجوء والشتات، مأخوذة عن رواية تحمل نفس العنوان لإلياس خوري، بالرغم أن إلياس خوري كان في رأسه أمر واحد وهو أن يكتب عن قصة حب فكان يتسأل دائمًا” لماذا قصص الحب عند العرب مخترعة وليست حقيقية؟”
فكات تروي حكاية يونس الأسدي المناضل الفلسطيني الذي ينسحب من بلاده ويدخل إلى لبنان، بينما تبقى زوجته في فلسطين، فكان يقطع الجبال والوديان، في رحلات متكررة إلى فلسطين، ليلتقي زوجته نهيلة، بعد أن فرقهما الاحتلال ومنعهما من الوجود معًا، ويتكرر اللقاء بين الزوجين، في مغارة أطلق عليها اسم “باب الشمس” حتى ينجبا معاً 7 أولاد.. في رحلة جسدها من الأربعينات للتسعينات.
ناجي العلي
ينتمي الفيلم الذي أنتج في 1992 إلى سينما السيرة الذاتية، حيث كشف عن جوانب حياة الفنان الفلسطيني ورسام الكاريكتير ناجي العلي، بداية من نزوحه مع أسرته إلى لبنان وعمله في الكويت وعودته مرة أخرى إلى لبنان أثناء فترة الحرب الأهلية هناك، قبل تعرضه للاغتيال في الحادثة الشهيرة، وهو من بطولة الفنان نور الشريف الذي شارك في إنتاجه ومن تأليف بشير الديك.
وكما كانت حياة ناجي ناجي العلي صعبة، كانت ظروف إنتاج فيلم حول سيرته الذاتية صعبة كذلك، حتى إن الفيلم تعرض للاغتيال مثل صاحبه، حيث منع من العرض في المهرجانات المحلية، وتعرض للانتقادات التي تصل إلى المطالبة بوقف عرضه، واتهم وقتها نور الشريف بالخيانة، وبعد الهجوم الشديد على الفيلم، تحدث نور الشريف في أكثر من لقاء إذاعى وتلفزيوني، أنه فكر في الهجرة من مصر إلى إنجلترا ليعمل في مجالى الإعلام والصحافة، بسبب شدة الحملات الصحفية عليه.
فرحة
فيلم أردنى للمخرجة دارين سلام، أحد الأفلام العربية البارزة مؤخرًا حول القضية الفلسطينية، مع كثرة المهرجانات التي شارك فيها وتعدد الجوائز التي حازها من إقليمية وعالمية، وموضوعه الذي يحكى عن مشهد يختصر مؤامرة احتلال فلسطين في إحدى القرى عام 1948، مستلهم من قصة حقيقية لفتاة تحمل الاسم ذاته (فرحة)، عاشت خلال أربعينيات القرن العشرين قبل النكبة في إحدى قرى فلسطين، وكانت تحلم بالانتقال إلى المدينة ودخول المدرسة، ولكن تلك السعادة لم تستمر سوى يوم واحد، وبعدها مباشرة بدأت أحداث النكبة الفلسطينية.. قصة النكبة الفلسطينية تحمل فظائع مثل تلك التي حدثت في فيلم “فرحة” بل وبعضها أسوأ.
فيحاول الأب تهريب ابنته إلى المدينة، ولكنها ترفض، فيكون الحل حبسها في غرفة تخزين الطعام في باحة منزلهم لحمايتها من الجنود الإسرائيليين الذين يقومون بعملية “تطهير عرقي”، تبقى “فرحة” في الغرفة المظلمة وحيدة لساعات لا تعرف عددها، لا يربطها بالعالم سوى الجدار، وباب أخفاه والدها قبل ذهابه للنضال في سبيل حرية قريته..
الترحال
للمخرج السوري ريمون بطرس الذي قدم واحدًا من أضخم الأعمال التي عرضت تاريخ القضية سنة 1979، وتجري الفترة في أواخر الأربيعينات وبداية الخمسينات وتلك الفترة التي شهدت فيها سوريا مثل باقي الدول العربية مجموعة من التغييرات والتحولات والعواصف التي تسببت في الكثير من القصص المأساوية، حيث تلعب نكبة فلسطين دورًا محوريًا فيه، وتضمن فصوله العديد من المشاهد المؤلمة وقت النزوح عن تشريد الأهالي من خلال توصيل رحلتهم حتى وصول بعضهم لمدينة حماة السورية، وركزت أيضًا على الجانب الإنساني الذي قدمه سكان حماة البسطاء مسقط رأس المخرج للتضامن مع اللاجئين الفلسطيينين.
هو أشبه بالسيرة الذاتية ولكن ليست السيرة الذاتية لفرد بل لأمة بأكملها من خلال الطفل البطل. الفيلم من بطولة مجموعة كبيرة من السوريين منهم جمال سليمان وسولاف فواخرجي وسلوم حداد.
أصحاب ولا بيزنس
مع بداية الألفينيات ومولد جيل جديد من نجوم السينما المصرية، جاء فيلم “أصحاب ولا بيزنس” تزامنًا مع الانتفاضة الفلسطينية الثانية ضد الاحتلال الإسرائيلي في سنة 2000، اختلاف هذا الفيلم يكمن في كونه في بدايته جاء من وجهه نظر العرب الذي كان معظهم مغيب عما يحدث في الأراضي المحتلة أو لم يلمس حجم المعاناة، ومنها انتقل لما يحدث هناك وما كان غائبًا عن معظمنا ولم نتجرأ على التفكير فيها، من خلال مذيع برامج مسابقات وترفيه يذهب رغما عنه إلى فلسطين لتغطية الأحداث، ليتعرف هناك إلى شاب فلسطيني مقبل على عملية انتحارية، وفجأة بعد ما يعشيه ويراه يتغير كل شيء.. الفيلم من بطولة هاني سلامة ومصطفى قمر ونور وعمرو واكد، ومن تأليف مدحت العدل وإخراج علي إدريس.
هناك أفلام عديده تناولت القضية ربما تناولت القشور أو من على السطح بدون الدخول في تفاصيل المعاناة، من خلال مشهد أو أغنية مثل صعيدي في الجامعة الأمريكية أو عندليب الدقي أو السفارة في العمار بدون التعبير عن المعاناة أو الدخول في تفاصيلها، وربما بعضها كانت من الباب التجاري ولكن يكفي أن من خلالها كانت تذكير بأن هناك قضية ولم تمت.