يوسف شاهين وبعض البهارات: السينما المصرية وبصمتها على جدران كان

“رفعت عيني للسماء” فيلم لقى استقبالًا حافلًا في عرضه العالمي الأول بمسابقة أسبوع النقاد بمهرجان كان، وحصل على إشادات محلية وعربية وعالمية، إذ كتبت عن الفيلم أكبر الصحف العالمية، ليحصد على جائزة العين الذهبية لأفضل فيلم تسجيلي بمهرجان كان السينمائي الدولي بدورته الـ77.

الفيلم بقصته وأحلامه عن مجموعة من الفتيات اللاتي يقررن تأسيس فرقة مسرحية بشوارع قريتهن الصغيرة لتسليط الضوء علي القضايا التي تؤرقهن كالزواج المبكر والعنف الأسري وتعليم الفتيات، لم يكن الفيلم الوحيد الذي عاش مع أضواء مهرجان كان، فمنهم من نال الإشادات بمجرد وصوله على السجادة الحمراء حتى ولو لم يحصد على جوائز ومنهم من اقتنص الاثنان معًا.

فبداية مع الأقدم كان صديقه المخرج العالمي يوسف شاهين الذي قيل عنه صانع أفلام المهرجانات واقترن اسمه بهذا المهرجان بالتحديد سواء بحضوره أو بالأفلام التي كان ولابد أن تأخذ نصيبها من أضواءه.

ففي عام 1952، لفت المخرج الشاب وقتها، الأنظار بأول مشاركة مصرية رسمية بالمهرجان عبر فيلمه “ابن النيل” الذي عرض في المهرجان الفرنسي تحت اسم “نداء النيل”، بوجود منتجته ماري كويني، وقوبل الفيلم بحفاوة بالغة بعد انتهاء عرضه، رغم أنه لم يفز بأية جائزة، وفيلم صراع في الوادي الذي أبدى رئيس المهرجان وقتها إعجابه بالفيلم الذي يدور في مدينة الأقصر.

وفيلم “الأرض” عام 1970 الذي حصد إشادات عديدة من النقاد العالميين، وكتب عنه الناقد الفرنسي، جان لويس بوري، قائلًأ: “اليد التي تموت وهي لا تزال تمسك جذور الأرض مقاومة السوط والقوة الغاشمة التي تجرها كي تدفعها للتخلي عن التراب الذي احتوته، هذه اليد يمكن أن تكون يد أي فلاح في العالم الأرض بالنسبة له هي الحب والحياة.” بجانب حصول فيلم الآخر على جائزة النقاد في 1999 ولمشاركاته المتعددة حصل على اليوبيل الذهبية من المهرجان عام 1997 تكريمًا عن مجمل مسيرته.

وخلال هذه الفترة من الخمسينيات للتسعينيات تخللها بعض الأعمال جذبت الأضواء لها من ضمنهم فيلم شباب امرأة الذي شهد مشاركة تحية كاريوكا بالملاية اللف.

وبعد غياب بدأت السينما المصرية تعود شيئًا فشيئًا من 2020، عندما فاز الفيلم المصري القصير “ستاشر” للمخرج سامح علاء بالسعفة الذهبية لأفضل فيلم قصير، ليصبح أول فيلم مصري يحقق هذا الإنجاز، وبعدها في 2021 يفوز فيلم “ريش” للمخرج كامل زهيري بالجائزة الكبرى لأسبوع النقاد، وهي أول جائزة يحصل عليها فيلم مصري طويل في تاريخ المهرجان، بجانب الفيلم المصري “يوم الدين”، للمخرج أبوبكر شوقي، والذي حصد على جائزة أفضل فيلم روائي طويل، من جوائز النقاد السنوية، ضمن فعاليات الدورة الـ72 من مهرجان كان السينمائي، ومع هذه المسيرة تضيف السينما المصرية مسيرة جديدة مع جائزة فيلم “رفعت عيني للسماء”.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: اختلاف الأبطال والحبكة الدرامية: أفلام تم إعادة إنتاجها بنفس القصة

تعليقات
Loading...