أشهر خرافات الحضارة المصرية: الفراعنة بين الأكاذيب الشهيرة والحقائق المغلوطة
منذ آلاف السنين، أسرت الحضارة المصرية القديمة العالم بأسرارها وألغازها، بداية من الأهرامات المهيبة وصولاً إلى الحياة اليومية للمصريين القدماء.
ولكن مع مرور الزمن، تحول هذا الإعجاب إلى هوس، وارتبطت بعض تلك العجائب والخبايا بمجموعة من الخرافات التي حظيت بشعبية واسعة.
وبين تلك الأساطير التي توارثتها الأجيال والحكايات التي أصبحت جزءًا من الموروث الشعبي، هناك الكثير من المعتقدات التي قد تكون بعيدة عن الحقيقة.
وفي هذا التقرير، نكشف لكم عن أشهر الخرافات التي ارتبطت بأعظم حضارة مصرية فرعونية عرفها العالم.
خرافات الحضارة المصرية القديمة: لعنة مقبرة توت عنخ آمون
منذ اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون في عام 1922، انتشرت العديد من الشائعات التي تربط الموت باللعنة لكل من يقترب من هذه المقبرة الشهيرة.
وبدأت هذه الحكايات بعد وفاة اللورد كارنارفون، ممول عملية البحث عن المقبرة، وعدد من المشاركين في الاكتشاف بعد فترة قصيرة من العثور عليها.
ومع مرور الزمن، ارتبطت العديد من الحوادث التي تلت اكتشاف المقبرة بمفهوم “اللعنة”، خاصة عندما وقعت وفيات أو خسائر مباشرة بعد اكتشاف مقابر فرعونية أخرى.
وعزز هذه الأسطورة السير أرثر كونان دويل، مؤلف قصص شيرلوك هولمز، الذي كان يؤمن فعلاً بوجود تلك اللعنة.
ومع ذلك، ينفي خبير الآثار المصري زاهي حواس هذه الأسطورة تمامًا، مؤكداً أن الحوادث التي وقعت لمكتشفي المقبرة كانت مجرد مصادفات.
وأضاف أن الوفاة المفاجئة لبعض العلماء كانت ناتجة عن الجراثيم السامة التي كانت تتواجد في غرف المومياوات داخل المقابر الأثرية، والتي كانت تمثل بيئة غير صحية في الماضي.
خرافات الحضارة المصرية القديمة: الفضائيون بنوا الأهرامات
رغم انتشار نظرية أن الفضائيين هم من بنوا الأهرامات، إلا أنها تفتقر لأي أساس علمي.
الأدلة العلمية تشير بوضوح إلى أن المصريين القدماء هم من شيدوا هذه المعالم العظيمة.
كما أكد عالم الآثار الدكتور زاهي حواس، أنه جرى العثور على بردية قديمة من “وادي الجرف” في سيناء، والتي تحتوي على معلومات تفصيلية حول بناء هرم خوفو.
وتوضح هذه البردية كيف جرى نقل الحجارة لبناء الأهرامات باستخدام مراكب النيل.
لاتفوّت قراءة: 9 دراسات حديثة تزيد الغموض: أهرامات مصر تفاجئ العالم بأسرارها المذهلة
خرافات الحضارة المصرية القديمة: بناء الأهرامات بالسخرة
من أبرز الخرافات التي انتشرت حول الحضارة المصرية القديمة هو أن هرم خوفو بُني بواسطة العبيد والسخرة.
لكن خبير الآثار المصرية علي أبو دشيش نفى هذه الفكرة، مؤكدًا أن العبيد لا يمكنهم بناء عمل هندسي مثل الهرم الذي لا يزال يحير المتخصصين في علم الهندسة حتى اليوم.
وأشار أيضًا إلى أن العمال الذين بنوا الهرم كانوا يتمتعون برعاية صحية، مما يدل على اهتمام الفراعنة بهم.
كما أكدت الكتابات الهيروغليفية والحفريات وجود بقايا عظام الماشية والأسماك التي كانت تغذي العمال، والتي تم اكتشافها عام 1989.
خرافات الحضارة المصرية القديمة: قوم عاد
يعتقد بعض الأشخاص في الأوساط العربية أن قوم عاد وثمود هم من بنوا الأهرامات. وقد ذكر القرآن الكريم مدينة إرم موطن قوم عاد في عدة آيات.
في عام 1990، اكتشف عالم الآثار نيكولاس موقع مدينة إرم، وحددها جغرافيًا بين اليمن وعمان.
أما بالنسبة لادعاء أن طول قامة قوم عاد كان يتراوح بين 20 إلى 30 مترًا، فقد أشار خبير الآثار المصرية علي أبو دشيش إلى أن حجم هؤلاء الأشخاص لا يتناسب مع الممرات الداخلية للهرم، مما يبطل هذه النظرية.
خرافات الحضارة المصرية القديمة: هل وصل المصري القديم للمريخ؟
انتشر سابقًا تقرير يدعي أن الفراعنة وصلوا إلى المريخ. وذكر التقرير العثور على قطع صخرية تشبه وجه إنسان أو أداة أو هرمًا وتماثيل فرعونية.
ومع ذلك، نفى خبير الآثار المصري زاهي حواس هذه الادعاءات.
وأكد أن ما يجري تداوله حول وصول المصريين القدماء إلى المريخ غير صحيح.
وفي رد على السؤال المتكرر لبعض الخبراء: “لماذا لا نجد معابد، مقابر، أو نقوش هيروغليفية على سطح المريخ؟” أشار حواس إلى أن تلك المزاعم لا تمت للواقع بصلة.
لاتفوّت قراءة: أطفال قرية عراقية يولدون بلا شعر: دفع شبابها للعزوف عن الزواج
خرافات الحضارة المصرية القديمة: عروس النيل
نهر النيل كان له مكانة خاصة في حياة المصريين القدماء، حيث كان يعتبر مصدر الحياة.
وقد نشأت العديد من الأساطير حوله، إذ كان يقال إنه في كل عام، أثناء الاحتفال بفيضان النيل، تختار فتاة جميلة لتقديمها قربانًا للنيل.
وكان يقال إن الفتاة كانت تُزين وتُرضى أسرتها بالمال، ثم تلقى في النيل لضمان وفائه بالفيضان.
لكن الباحث الأثري أحمد عامر أكد أنه لا يوجد أي دليل نصي أو أثري يدعم هذه الفكرة.
وأضاف أن أسطورة “عروس النيل” قد تكون مستوحاة من تقاليد تقديم تماثيل ذهبية كقرابين، وليس بشر.
خرافات الحضارة المصرية القديمة: الزئبق الأحمر
بدأت خرافة الزئبق الأحمر عندما جرى العثور على سائل بني يميل إلى الاحمرار أسفل مومياء “آمون تف نخت”.
وفي هذا السياق، قال عالم الآثار المصري الدكتور محمد يحيى عويضة إنه عثر على السائل بجوار المومياء، وكان يحتوي على مواد تحنيط.
منذ ذلك الحين، بدأ البعض في الحلم باقتناء هذا السائل، معتقدين أنه يثبت الخلايا في الجسد ويحافظ على الشباب الدائم.
كما جرى الادعاء بأن السائل قادر على تحويل المعادن الرخيصة إلى معادن نفيسة.
لكن الدكتور عويضة أكد أن الزئبق الأحمر المصري لا وجود له.
وأشار إلى أنه لا يوجد أي دليل تاريخي يثبت استخدامه في التحنيط.
وأيضًا، لم يجرى تسجيل أي اكتشاف علمي أو أثري للزئبق الأحمر من قبل الحفّارين والباحثين في هذا المجال.
قتلوا الخدم من أجل مرافقة الملوك في الحياة الأخرى
يشاع أن قدماء المصريين كانوا يقتلون خدمهم وأسرتهم عند وفاتهم ليدفنوا معهم، ظنًا منهم أنهم سيتنقلون إلى عالم الحياة الأبدية برفقة المتوفى.
يعتقد البعض أن هذا النوع من “التضحية البشرية” كان شائعًا في مصر القديمة لضمان رفقة الخدم للملوك في الحياة بعد الموت.
لكن الواقع التاريخي يشير إلى أن هذه الممارسة لم تكن دائمة أو سائدة طوال التاريخ المصري الممتد لآلاف السنين.
في بعض الحالات، استخدم التضحية البشرية كعقوبة إعدام أو كجزء من طقوس دينية خاصة، لكنه ليس سلوكًا متبعًا في جميع العصور.
ورغم انتشار هذه الشائعة، لا توجد دلائل قاطعة تؤكد صحتها أو تنفيها، مما يجعلها من أكبر ألغاز الحضارة المصرية القديمة.
خرافات حول الحضارة المصرية القديمة: أبو الهول عمره عشرة آلاف عام
تعددت الخرافات حول تمثال أبو الهول، مع ربطه بحضارة أطلانتس المفقودة، رغم عدم وجود دلائل تاريخية على ذلك.
بسبب المهارة الفائقة والإعجاز الكبير في نحت التمثال، نشأت فرضيات تقول إن عمر تمثال أبي الهول يمتد لعشرة آلاف عام بناءً على عمر الكتلة الحجرية التي نُحت منها، وبالتالي ليس من عمل المصريين القدماء.
ويزعم العالم الألماني هينريش بروجش أن تمثال أبي الهول قد أُقيم في عهد ما قبل الأسرات.
وهي الفترة التي سبقت الفراعنة، مما يضيف بُعدًا إضافيًا للخرافات حول تمثال أبي الهول ويثير تساؤلات عن أصوله.