السجائر الإلكترونية: ما النكهات الأكثر خطورة التوت أم النعناع؟

أصبحت السجائر الإلكترونية ظاهرة شائعة بشكل متزايد في العديد من الدول العربية، خاصة بين فئة الشباب.

من الأسباب التي ساهمت في انتشارها هي النكهات المتنوعة التي تُضاف إلى السوائل الإلكترونية، مما يجعلها أكثر جذبًا لأولئك الذين يفضلون تجربة هذا النوع من التدخين.

ومع ذلك، يجهل الكثيرون أن بعض هذه النكهات قد تحمل مخاطر صحية أكبر من غيرها، وقد تصل إلى ضعف العظام وزيادة احتمالية الكسور.

وإذا قمنا بمقارنة السجائر الإلكترونية بالسجائر التقليدية، ستصبح الإلكترونية أكثر ضررا على قلب المدخن من التقليدية، بحسب معهد “سميدت سينايد لسيدرز” الأمريكي.

النكهات تستهوي المراهقين

هناك حالياً 88 بلداً لا يوجد فيها حد أدنى للسن المسموح به بشراء السجائر الإلكترونية، و74 بلداً لا يوجد فيها لوائح معمول بها بشأن هذه المنتجات الضارة، بحسب منظمة الصحة العالمية.

كيف تعمل السجائر الإلكترونية؟

تتعدد أنواع السجائر الإلكترونية وتختلف بشكل كبير، حيث تُعتبر واحدة من أبرز أنظمة إيصال النيكوتين إلكترونيًا وكذلك المواد غير النيكوتينية. هذه الأجهزة تسخن سائلًا داخلها، مما ينتج عنه تكوين هباء جوي يستنشقه المستخدم.

السائل الإلكتروني: تحتوي السوائل المستخدمة في السجائر الإلكترونية على مجموعة متنوعة من المكونات، بما في ذلك النيكوتين في بعض الأنواع، بينما تحتوي بعض الأنواع الأخرى على سوائل خالية من النيكوتين.

رغم ذلك، تحتوي هذه السوائل عادة على مواد إضافية ومنكهات، بالإضافة إلى مواد كيميائية قد تؤثر سلبًا على صحة المستخدم.

أنواع السجائر الإلكترونية: تشمل هذه الفئة مجموعة واسعة من المنتجات، مثل السيجار الإلكتروني والغليون الإلكتروني، وتعتبر السجائر الإلكترونية جزءًا من فئة أكبر تعرف بنظم إيصال النيكوتين إلكترونيًا، إضافة إلى نظم إيصال مواد أخرى غير النيكوتين.

وتعمل السجائر الإلكترونية عن طريق سخان حراري لتسخين سائل يحتوي على النيكوتين الموجود داخلها، ليتحول السائل إلى بخار النيكوتين الذي يستنشقه المدخنون عوضا عن حرقه كما يتم في السجائر المعتادة.

ما النكهات الأكثر خطورة؟

تشير الدراسات إلى أن بعض المواد الكيميائية المستخدمة في تحضير هذه النكهات قد تضر بالجهاز التنفسي بشكل أكبر من التدخين التقليدي.

على سبيل المثال، نكهات الفاكهة والنعناع قد تحتوي على مواد قد تسبب تهيجًا للرئة، بينما قد تحتوي بعض النكهات الحلوة على مركبات قد تؤدي إلى مشاكل في القلب والأوعية الدموية.

كما أن من المعروف أن السجائر الإلكترونية قد تحتوي على مواد أخرى ضارة مثل الغليسرين النباتي، الذي إذا جرى استنشاقه بشكل مفرط قد يتسبب في تلف الرئتين.

هذا يبرز ضرورة توخي الحذر عند استخدام السجائر الإلكترونية، وخاصة بين الشباب الذين قد لا يدركون تمامًا المخاطر الصحية الطويلة الأجل.

النكهات المحلاة أكثر جذبا للمراهقين ولكن!

تعتبر النكهات المحلاة مثل الفواكه كالمانجو، والتفاح والشوكولاتة والكولا من أبرز النكهات الشائعة في السجائر الإلكترونية، حيث يفضلها الكثير من المستخدمين لتجربة تدخين أكثر متعة.

ومع ذلك، تشير الدراسات الحديثة إلى أن هذه النكهات قد تكون خطرة على الصحة.

على الرغم من أنها قد تجعل السجائر الإلكترونية أكثر جذبًا للمراهقين، إلا أن الأبحاث أظهرت أن بعض المواد الكيميائية المستخدمة في صناعة هذه النكهات قد تؤدي إلى تلف الرئتين وتزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والجهاز التنفسي.

ومن بين هذه المواد، المركبات مثل “أسيتات فينيل” و”كيتونات” قد تكون سامة عند استنشاقها لفترات طويلة.

التوت أم النعناع.. من الأكثر خطورة؟

أظهرت دراسة أجرتها جامعة ماكجيل في كندا أن السجائر الإلكترونية بنكهة التوت قد تضر بشكل أكبر الخلايا المناعية في الرئة مقارنة بأنواع السجائر الإلكترونية الأخرى.

وفقًا للبحث، فقد تبين أن النكهات الحلوة في السجائر الإلكترونية تؤثر سلبًا على الخلايا البلعمية السنخية، وهي الخلايا المسؤولة عن التخلص من البكتيريا في الرئة، مما يعيق قدرتها على أداء وظائفها الطبيعية.

في المقابل، تبين أن الفئران التي تعرضت للسجائر الإلكترونية عديمة النكهة أو التي تحتوي على نكهة النعناع لم تظهر عليها نفس التأثيرات السلبية.

تشير هذه النتائج إلى أن بعض المواد الكيميائية المستخدمة في نكهات السجائر الإلكترونية، مثل نكهة التوت، قد تكون أكثر ضررًا لصحة الرئة من غيرها.

 وخلّص العلماء إلى أنّ سوائل السجائر الإلكترونية التي تحتوي على المنثول (زيت النعناع) تنتج عدداً أكبر من الجسيمات الدقيقة السامة مقارنة بالسوائل الخالية منه. لكن تظل نكهة التوت هي الأكثر ضرار.

متلازمة الرئة التسممية

وفقًا لتقرير صادر عن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) في الولايات المتحدة، تحتوي بعض نكهات السجائر الإلكترونية المحلاة على مواد كيميائية قد تكون ضارة جدًا للرئتين.

من أبرز هذه المواد مادة “Diacetyl”، التي ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بمتلازمة الرئة التسممية، وهو مرض رئوي مميت ناتج عن استنشاق هذه المادة.

انتشرت هذه النكهات الجذابة بشكل خاص بين الشباب في العالم العربي، الذين قد لا يكونون على دراية بالمخاطر الصحية الجسيمة التي قد تنتج عنها.

في السعودية، أظهرت دراسة قامت بها الهيئة العامة للغذاء والدواء أن بعض العلامات التجارية المحلية للسجائر الإلكترونية تحتوي على نكهات سامة بدرجة عالية، مما يعرّض مستخدميها لمخاطر صحية كبيرة قد تؤثر على وظائف الرئة.

يؤكد الخبراء على ضرورة زيادة الوعي بمخاطر هذه المواد الكيميائية في النكهات المحلاة، خاصة في ظل الاستخدام الواسع للسجائر الإلكترونية في أوساط الشباب.

نكهة التبغ أم الفواكه؟

رغم أن نكهة التبغ تُعتبر من أكثر النكهات التقليدية في السجائر الإلكترونية، إلا أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن هذه النكهات قد تحتوي على مركبات كيميائية ضارة.

بعض هذه المركبات قد تكون مسرطنة، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السرطان وأمراض القلب والرئة.

بحسب تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية (WHO)، يمكن أن تحتوي بعض نكهات التبغ على مركبات سامة تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة على المدى الطويل.

عند إضافة النكهات الحلوة مثل التوت أو الفواكه الأخرى، تصبح المخاطر أكبر؛ حيث أظهرت دراسات أن السجائر الإلكترونية بنكهة الفواكه قد تسبب ضررًا أكبر للخلايا المناعية في الرئة مقارنة بالأنواع الأخرى.

وعلى الرغم من أنه قد يجرى تفضيل السجائر بنكهة التبغ أو الفواكه، فإن هذه الدراسات تحذر من تأثيراتها السلبية على الصحة على المدى الطويل.

الفانيليا والقهوة: تصيبك بسرطان الرئة

نكهات مثل الفانيليا والقهوة والقرفة تظل خيارًا شائعًا بين مستخدمي السجائر الإلكترونية، حيث تجذب المدخنين بفضل طعمها المميز.

ومع ذلك، تحذر الدراسات من أن هذه النكهات قد تحمل أضرارًا صحية لا يستهان بها، حيث تعتبر سامة لخلايا الدم البيضاء.

وفقًا لدراسة أجراها المعهد الوطني للسرطان (NCI) في الولايات المتحدة، فإن النكهات مثل الفانيليا تحتوي على مركبات كيميائية قد تهيج الجهاز التنفسي، مما يفاقم المشاكل التنفسية.

كما تشير الأبحاث إلى أن التعرض المستمر لهذه المركبات قد يكون مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة على المدى البعيد.

سياسات صحية صارمة

مع تزايد شعبية السجائر الإلكترونية في العالم العربي، من المهم أن يكون المستخدمون أكثر حذرًا عند اختيار النكهات.

وقد تحمل بعض النكهات مخاطر صحية كبيرة تؤثر على الرئتين والجهاز التنفسي على المدى الطويل، خصوصًا تلك المحلاة أو المعطرة التي تحتوي على مواد كيميائية ضارة مثل “diacetyl”، التي قد تؤدي إلى متلازمة الرئة التسممية.

ومن الضروري تعزيز التوعية بمخاطر هذه النكهات، خاصة بين الفئات الشابة، التي قد تكون أكثر عرضة لهذه التأثيرات السلبية.

كما يجب تبني سياسات صحية صارمة، تضمن سلامة استخدام السجائر الإلكترونية وتنظيم تداول هذه المنتجات في السوق لضمان حماية صحة المراهقين، والحد من انتشار الاستخدام غير الآمن لهذه المنتجات.

آخر كلمة ماتفوتوش قراءة: حقنة البرد: هل تنقذنا من عدوى البرد أم من الممكن أن تتسبب في قتلنا؟

تعليقات
Loading...