الأجزاء الجديدة من الأعمال الفنية.. قلة إبداع أم استغلال نجاح؟

الجزء السابع من “الكبير أوي”، حديث عن الجزء الثاني لـ “صعيدي في الجامعة الأمريكية”، وجزء ثاني من مسلسل “أرض النفاق”، التحضير لفيلم “شمس الزناتي” بثوب جديد، عرض الجزء التاني لفيلم “حريم كريم”، وحديث عن جزء جديد لفيلم ثقافي .. ماذا بعد؟

ظاهرة ليست بجديدة

ظاهرة إنتاج أجزاء جديدة من نفس العمل، ليست بالظاهرة الجديدة أو وليدة صراع المنصات الإلكترونية، فهي موجودة منذ أيام مسلسل “ليالي الحلمية” الذي رصد مراحل تطور تاريخ مصر السياسي والاجتماعي خلال أكثر من 7 أجزاء وكانت عبارة عن ملحمة في تاريخ الدراما المصرية، والمسلسل الشهير “يوميات ونيس” الذي تربى أجيال عليه، كبروا مع جهاد عناد أو “صاحبة مدرسة القرع المباشر” و”هدى السوسة النوسة كونوسة”، و”شرف الدين شرفطنح” و”عز الدين أيبك”، فهكذا كان يناديهم ونيس وهكذا تعلقنا بهم.

ولكن من الواضح أنها كانت مقتصرة أو متزايدة أكثر على المسلسلات لا الأفلام، فكانت الظاهرة موجودة والحالات التي ذكرناها أثبتت نجاحها لأنها كانت تمتلك المقومات لفرشها أكثر من مرة، فكانت هناك دائمًا حكاية لم تكتمل أو قصة لم تروى، ولا نخفي سرًا أن هناك أعمال أخرى بإجرائها لم تحقق النجاح المرجو وقتها.

ولكن ما أعاد لنا الحديث هو تزايدها في الوقت الحالي، من إعادة إحياء أعمال مر عليها سنوات، أو من أعمال حديثة نسبيًا يبقى السؤال، هل هذا استثمار نجاح أم فقر فني أم لعب على منطقة مضمونة؟

تسأؤلات بلا إجابة

بعض النقاد رجحوا أن السبب الأهم هو محاولة استغلال نجاح عمل فني قديم ربما يحاول به النجم العودة لاستعادة بريق النجاح بعد غيابه عن الأضواء لفترة، أو كان حاضرًا غائبًا يصنع أعمال لم ترق للمستوى الذي أعتاد عليه فقرر أن يفتش في دفاتره ويعيد إحياء شيء قديم لاستعادة بريقه، أو يكون استثمار لنجاح عمل هو في الأساس جديد ويسارعون في استثماره والجمهور مازال في مرحلة ارتباطه بالعمل، أو لم يستطع عرض الفكرة كاملة خلال الجزء الأول مما استوجب عرض فكرته على أجزاء.

أو الجانب الثاني الذي يرقى لمستوى الفقر الفني أحيانًا وهو اللعب دائمًا على المضمون أو في المنطقة الآمنة وبحثًا عن أي نجاح، مثلما قال الناقد الفني مازن فوزي كالذي يعيد تقديم شخصيات متكررة كالتي وقع فيها نجوم كبار، وأحيانًا اللعبة فقط تقتصر على الجانب التجاري ومجرد لعبة من شركات التسويق لشباك التذاكر أو عرض دفعة من الحلقات لجس نبض الجمهور لتقديم جزء آخر أم لا.

ولكن في النهاية الموضوع يخضع للعرض والطلب في السوق الدرامي، ولاتوجد قواعد ثابتة ومحددة للعمل الفني تضمن نجاحه واستمراريته، ولكن على الأقل أن يتوفر فيه العناصر التي ضمنت نجاح الجزء الأول، فإذا كانت القصة هي البطل فلابد أن نلتزم بكاتب السيناريو وإذا المشاهدون تعلقوا بالأبطال فمن البديهي عدم تغييرهم حتى لا تحدث عملية انفصال للمشاهد.

كلها تساؤلات وتخمينات يجب أن تدخل في نية صناع العمل حتى تعرفها، ولكن ما يهم المشاهد في النهاية بعد كل هذا هو أن يخرج مستمتعًا من العمل ووقتها سيكون الشفيع على تكرار الأجزاء ولو لم تقدم شيئًا جديدًا.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: أدب الجريمة: لماذا نحب متابعتها إلى هذا الحد؟ 

تعليقات
Loading...