ازاي التفرقة في المعاملة بين الأخوات بتسبب مشاكل تفضل طول العمر؟
من إعلان لشركة بمناسبة عيد الأم، اتفتحت مناقشة عن مشكلة موجودة بيننا بشكل واسع لكن ماكانش حد بيتكلم عنها. تفضيل الأب أو الأم لابن عن باقي الأبناء، والتفرقة في المعاملة بين الأخوات، ازاي بتسبب آثار نفسية سيئة بتلازم الشخص طول عمره، مش مجرد خناقة أطفال، مش مجرد كلمة وراحت لحالها من سنين، بتفضل سايبة أثر سيئ جوا الشخص مهما كبر، يبقى راجل كبير داخل على الخمسين وبيحكي للمعالج النفسي عن موقف وهو عمره يتعد على صوابع الإيد الواحدة، وفاكر تفاصيل الموقف كإنه امبارح، وسايب فيه أثر ماقدرش الزمن يمحيه.
إنكار المشكلة من باب “ندفن راسنا زي النعام”
لما المشكلة ابتدت تتقال وتتناقش بصوت عالي، بعد ما كان كل واحد بيعاني منها لوحده من غير ما يعبر، انتشرت أقوال كتير عن ناس بتنكر وجود المشكلة من الأساس وشايفاها بتسيء للوالدين، وإننا بنلقي الضوء على مشكلة مش موجودة من الأساس وقاصدين نهدم الثوابت ونشوه صورة الأبهات والأمهات.
لكن لو طرحت بس الفكرة بصوت عالي، صدقنا هتلاقي ناس بتقولك أيوة ده حقيقي وشوفته بعيني، حتى لو الشخص ماكانش بيمر بالتجربة بنفسه، لكن هيبقى شافها على حد تاني.
أكيد الحل مش هيكون إننا ننكر وجود المشكلة من الأساس، ولا إننا ندفن راسنا في الرمل زي النعام.
بأسباب أو من غير، ليه التفرقة؟


في أبهات وأمهات بيوجدوا لنفسهم أسباب علشان يفرقوا بين أولادهم، زي:
الجنس
في أبهات وأمهات مثلًا بتفرق بين أولادها على أساس الجنس، سواء بيفضّلوا الولاد عن البنات أو العكس، وممكن في النقطة دي يكونوا الأبهات بيفضلوا البنت على الولد لإنها بتكون رقيقة وحنينة بطبيعتها، ويعامل الولد بقسوة بحجة إن ده اللي هيطلعه راجل وشديد مش “مايع” حسب وجهة نظرهم.
وأحيانًا الأمهات يفضلوا الابن عن البنت، لإنها بتحس إن هو سندها في الحياة، وتيجي على بنتها وتخليها تخدم أخوها ويبقى الولد مايعرفش يجيب لنفسه كوباية مياه، ويفضل متدلع وأخته بتجيبله كل حاجة لحد عنده.
العمر
وممكن التفرقة تكون على أساس ترتيب الابن وعمره، يعني بيعاملوا الابن الأكبر أحسن من الباقي علشان هو أول فرحتهم، وممكن الدلع يبقى لآخر العنقود.
الصفات
في ناس بقى بتفرق بين أولادها على أساس صفات مالهمش دخل فيها، زي نسبة الذكاء، أو القوة الجسدية، أو التفوق الدراسي، أو حتى الجمال الشكلي بمقاييس تقليدية، من غير أدنى علم ودراية ووعي بالاختلافات والفروق الفردية بين الإنسان والتاني، وبدل ما يكون عندهم احتواء لأولادهم ويطلعوا أحسن ما عندهم.
بس حتى كل الأسباب اللي قولناها دي مش دايمًا بتكون هي العامل الرئيسي، وممكن التفرقة تبقى من غير الأسباب دي ومالهاش قاعدة.
من الناحية الدينية
دار الإفتاء المصرية نشرت فيديو بتناقش فيه قضية التفرقة بين الأبناء، وأجاب عن السؤال خلال الفيديو الشيخ محمد عبد السميع، مدير إدارة الفروع الفقهية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قال:”الله سبحانه وتعالى أمر بالعدل بين الأبناء، وقد ورد في الحديث المشهور عن سيدنا النعمان بن بشير، أن والده أراد أن يمنحه عطية فذهب به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشهده على ذلك، فقال له الرسول أكل ولدك أعطيت مثله، فقال لا، فقال النبي أشهد على هذا غيري”.
وقال كمان: “جمهور الفقهاء اجتمعوا على أن هذه العبارة تدل على استحباب المساواة وليس على وجوب المساواة، وبالتالي لو قلنا إن الرجل فرق بين أبنائه دون معنى لهذه التفرقة فهذا لا يجوز شرعًا، ولكن الفقهاء أجازوا التفرقة في عطية الأبناء لسبب، كأن يكون منهم مريض أو ضعيف أو ملكاته ضعيفة، فأجاز الفقهاء أن يعطى هذا الابن أكثر”.
وكمل: “أما المعاملة فإنه يستحب أن يكون هناك عدل ومساواة بين الأبناء في المعاملة، فلا نجور على أحد ولا نحابي أحدًا منهم، حتى لا تحدث فجوة بينهما، وسورة يوسف التى روت قصة نبي الله يوسف يظهر فيها هذا المعنى، وأنه ربما فهم أخوة يوسف من تقريب سيدنا يعقوب ليوسف أن يوسف أفضل عند سيدنا يعقوب منهم”.
أيًا كانت الأسباب، التفرقة بين الأولاد بتأثر عليهم طول حياتهم.. بمشاكل نفسية هما أولى يتكلموا عنها، لكن بتفضل معاهم طول العمر، لو بس الأبهات والأمهات يفكروا في الموضوع شوية قبل ما يفرقوا بين أولادهم، الأجيال الجاية هتكون سوية أكتر.