أيوب العصر.. الفلسطيني وائل الدحدوح يضرب أروع الأمثلة في الصبر

“إنك الصابر المحتسب يا أبي، فلا تيأس من الشفاء ولا تقنط من رحمة الله، وكن على يقين أن الله سيجزيك خيرًا لما صبرت” آخر رسالة كتبها حمزة الدحدوح نجل الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح بعد استهداف سيارته أمس رفقة عدد من زملاءه، وكإنه بتلك الرسالة الأخيرة يؤكد على معلومة أصبحت واضحة وضوح الشمس ولمسها العالم أجمع، وهي صمود وائل.

بعد استشهاد عائلته كاملة -زوجته وابنته وحفيدته وابنه- في 25 أكتوبر وبعد استشهاد ابنه الصحفي حمزة، وإصابة وائل الدحدوح نفسه وقتها خلال قصف واستكمال تغطيته رغم الإصابة، وطريقة استقباله لخبر استشهاد أيًا من أفراد أسرته، بصمود كالجبال ورباطة جأش وقوة يقين، بقلب أسد، جعل العالم يقف عاجزًا أمام اختيار الكلمات التي تعبر عنه، وكيف حول باستقباله لمآسيه صبر النبي أيوب لواقع نعيشه يوميًا وأصبح هناك “يا صبر أيوب ويا صبر دحدوح” ويتسألون “هل بعد صبر وائل صبر؟”

فهذا هو خياره وقدره كما قال بعباراته الثابتة التي ألقاها أمام القنوات والصحف العالمية “نحن في نهاية المطاف في هذه الأرض هذا هو قدرنا، وهذا هو خيارنا، وهذا هو صبرنا، ولن نحيد عن هذه الطريق”.

وائل الدحدوح الذي لم يهتز يومًا في تغطياته إبان الحرب على غزة، ثابت على الشدائد وحرصه على استكماله العمل الصحفي الذي وصفه بالعمل الانساني، الحائز على جائزة “حرية الصحافة”، التى تقدمها الصحافة المصرية هذا العام كرمز لصمود الصحفيين الفلسطينيين، ولكن أكثر ما يوجع عندما يصبح هو الخبر.

وها هو وائل الدحدوح يصبر رغم معاركه مع الزمن، أردنا أن نواسيه بكلمته الشهيرة “معلش” التي أصبحت فيما بعد رمز الصمود العزة والحسرة ولكن وجدنا إننا لا نستطيع أن نعبر عنها كما هو وصلها وعبر عنها للعالم كله.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: منديل الست وصاحب العكاز: مقتنيات رافقت درب الفنانين والأدباء

تعليقات
Loading...