“وحدة الظل” في كتائب القسام.. ماذا نعرف عن القوة المسؤولة عن تأمين الرهائن الإسرائيليين؟

في ظهور نادر لفت الأنظار، برزت “وحدة الظل” في كتائب القسام، القوة المجهولة التي تتحمل مسؤولية تأمين الرهائن الإسرائيليين.

وفي قلب الظلام وتحت الأرض، حيث تنسج حماس شبكتها السرية، تتحرك “وحدة الظل” بصمت قاتل وفعالية مذهلة خاصة بعد طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 حيث كانت مسؤولة عن تأمين نحو 250 رهينة.

ظهورهم العلني النادر خلال عمليات تبادل الرهائن كشف عن جانب من قوة ظلّت طي الكتمان لسنوات.

ولكن، ما هي هذه الوحدة وما سرّ قدرتها على تنفيذ مهامها بكفاءة عالية رغم السرية التي تحيط بها؟ وما الذي نعرفه عنهم من خلال ظهورهم المفاجئ أثناء تسليم الرهائن الإسرائيليين؟

خلف الوجوه المقنّعة تكمن الأسرار، والأسئلة تزداد والأنظار تتوجه نحو هذه القوة الغامضة، فهل تكشف الأيام المزيد من تفاصيلها؟

متى تأسست وحدة الظل في كتائب القسام؟

تأسست “وحدة الظل” في كتائب القسام عام 2006، كرد فعل مباشر على عملية اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. كان الهدف الأساسي حينها هو ضمان الحفاظ على حياة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

ومنذ ذلك الحين، تحولت إلى أكثر الفرق سرية ضمن الجناح العسكري لحركة حماس.

وتتميز هذه الوحدة بإدارتها المباشرة من قبل قائد أركان القسام الراحل محمد الضيف، التي أعلنت حماس استشهاده منذ فترة قليلة.

وتضم الوحدة نخبة من العناصر الذين جرى اختيارهم بعناية فائقة بعد اجتيازهم تدريبات صارمة تشمل الحروب النفسية وتعزيز الاستقرار العاطفي.

مع مرور الوقت، توسعت الوحدة لتشمل أعضاءً جدد تم اختيارهم بعناية فائقة. بعضهم جاء من جهاز “استخبارات القسام”، وآخرون من “وحدة النخبة” وتشكيلات قتالية أخرى.

هؤلاء العناصر خضعوا لتدريبات مكثفة تشمل الجوانب الأمنية والاستخباراتية والتكنولوجية المتقدمة، إلى جانب التدريب العسكري التقليدي الذي تلقوه منذ انضمامهم إلى كتائب القسام.

وكانت النواة الأولى لعناصر الوحدة من سكان معسكر خان يونس، مسقط رأس الضيف والسنوار. لعب هذا العامل الجغرافي دورًا مهمًا في اختيار العناصر

ما هي مهمتها العسكرية؟

وفيما يتعلق بمهمتها العسكرية، تتولى “وحدة الظل” الإشراف الكامل على احتجاز الرهائن الإسرائيليين، سواء كانوا من المدنيين أو العسكريين، خاصة أولئك الذين أُسروا خلال هجوم 7 أكتوبر.

وتعتمد في تنفيذ مهامها على إجراءات أمنية دقيقة لضمان بقاء الرهائن تحت سيطرة محكمة.

لا تفوت قراءة: خطة ماسبيرو 2030: لماذا اختار أحمد المسلماني “موليوود” بدلًا من “النيل”؟

متى ظهرت للعلن لأول مرة؟

تمكنت “وحدة الظل” من الحفاظ على سرية نشاطها بعيداً عن الأضواء طوال 18 عاماً، إلا أن ظهورها البارز جاء خلال صفقة تبادل الأسرى التاريخية عام 2011.

وفي العام 2011، أُفرج عن 1027 أسيراً فلسطينياً مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. وهذا الحدث سلط الضوء على الدور المحوري الذي لعبته الوحدة في إدارة ملف الأسرى.

ولكن كُشف النقاب عنها في 2016، لأول مرة في مقاطع فيديو نشرته حماس.

وعاد اسم “وحدة الظل” إلى الواجهة مجدداً عام 2022 بعد مقتل أحد عناصرها في غارة جوية إسرائيلية، مما أكد استمرار نشاطها في إدارة عمليات احتجاز الرهائن وتأمينهم في ظل التصعيد العسكري.

وظهر أفرادها أثناء عملية التسليم الأخيرة للأسرى الإسرائيليين وعلى صدورهم بطاقات تحمل اسم الوحدة، ولكن لماذا ظهرت مؤخرا أثناء مراسم تسليم رهائن إسرائيلية في غزة؟

الحرب النفسية: أداة استراتيجية بيد الوحدة

وتُعتبر الحرب النفسية إحدى الأدوات الاستراتيجية التي تتقنها “وحدة الظل”.

إذ يعتقد أن مقاطع الفيديو التي سُرّبت خلال فترة احتجاز شاليط كانت جزءاً من خطة مدروسة للضغط على القيادة الإسرائيلية.

وقد تكررت هذه الاستراتيجية خلال الحرب على غزة، حيث نُشرت مقاطع لأسرى إسرائيليين داخل القطاع يوجهون رسائل مباشرة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والقيادة السياسية الإسرائيلية، في محاولة للضغط نحو وقف الحرب والدخول في مفاوضات لتبادل الأسرى مع حركة حماس.

كيف تعاملت وحدة الظل مع الأسرى الإسرائيليين؟

أما عن كيفية تعاملها مع الأسرى الإسرائيليين، فتؤكد حركة حماس أن “وحدة الظل” تتعامل معهم وفقاً لما تصفه بـ”القيم الإسلامية”، دون الكشف عن تفاصيل محددة حول ظروف احتجازهم.

وفي المقابل، تشير تقارير استخباراتية إسرائيلية إلى أن الوحدة تعتمد أساليب معقدة لتضليل أي محاولات تعقب، من بينها نقل الأسرى بشكل مستمر بين شبكة الأنفاق لتجنب اكتشاف أماكنهم.

وقد أكدت الأسيرة الإسرائيلية يوخباد ليفشيتس، التي أفرج عنها لأسباب إنسانية، أنها تلقت معاملة جيدة خلال فترة أسرها، مع وجود ممرض وطبيب لرعاية الأسرى.

لا تفوّت قراءة: ما مصير طلاب المنح بالجامعات الأمريكية في مصر؟ أزمة التمويل بين قرار ترامب والاستجابة المصرية

كيف تخفّت وحدة الظل طيلة 18 عاما عن الأعين؟

رغم الغموض الذي يحيط بـ”وحدة الظل”، تؤكد حركة حماس أن هذه الوحدة تعمل تحت إجراءات أمنية صارمة لضمان الحفاظ على سريتها.

وتجرى عمليات تفتيش مفاجئة على عناصرها للتأكد من التزامهم بالضوابط الأمنية.

كما يحظر عليهم استخدام الهواتف المتصلة بالشبكات العادية، مما يقلل من احتمالات تعقبهم.

وتصل السرية إلى مستويات غير مسبوقة داخل الوحدة، حيث لا يعرف بعض أفرادها هويات زملائهم بشكل كامل.

وهذا العزل المتعمد يهدف لتقليل المخاطر الأمنية في حال تعرض أي عضو للاعتقال أو الاختراق، مما يعزز قدرة الوحدة على مواصلة عملياتها دون انكشاف أسرارها.

لا تفوّت قراءة: مَن هو أحمد الشرع؟: من العدو الأول لنظام الأسد إلى رئيس سوريا

أبرز مهمات وحدة الظل: صفقة شاليط

نجحت وحدة الظل في إخفاء الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عن أعين الموساد والعملاء الإسرائيليين لمدة 5 سنوات، وهو ما أجبر إسرائيل في النهاية على القبول بصفقة تبادل أسرى كبيرة عرفت بـ”وفاء الأحرار”.

وفي هذه الصفقة، جرى الإفراج عن 1050 أسيرًا فلسطينيًا مقابل شاليط، مما مثل انتصارًا كبيرًا لحركة حماس وكتائب القسام.

أبرز مهمات وحدة الظل: أسرى معركة العصف المأكول

بعد حرب 2014 على غزة، كانت وحدة الظل مسؤولة عن احتجاز 4 أسرى إسرائيليين، بينهم الجنديين هدار جولدن وأرون  شاؤول. كما جرى أسر شخصين آخرين في ظروف غامضة.

وكانت مهمة الوحدة في هذه الفترة حاسمة في الضغط على إسرائيل واستخدام الأسرى كأداة تفاوضية في معركة المقاومة.

أبرز مهمات وحدة الظل: طوفان الأقصى

خلال الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، لعبت وحدة الظل دورًا محوريًا في حراسة وتأمين 200 إلى 250 أسيرًا إسرائيليًا.

وبالإضافة إلى ذلك، قدمت الوحدة الرعاية الصحية والنفسية للأسرى، مؤكدة على قدرتها على التعامل مع الأوضاع الصعبة وإدارة الأسرى بكفاءة ضمن استراتيجيات الحرب النفسية.

لا تفوّت قراءة: من هو العراقي سلوان موميكا؟ نهاية مأساوية لحارق القرآن عدة مرات في السويد

تعليقات
Loading...