هل “الاستمطار” هيكون الحل لمواجهة تغير المناخ؟
محاولات كتير علشان نلاقي حلول للأزمة اللي بيواجهها العالم كله دلوقتي بسبب تغير المناخ، اللي وصل لدرجة ماحصلتش قبل كده.. ضمن الحلول دي قرأنا عن “الاستمطار” وإن كذا دولة بتستخدمه دلوقتي علشان تحل مشكلة الجفاف فيها، إيه هو الاستمطار وإيه الدول اللي استخدمته، وهل ممكن يبقى حل لأزمة المناخ؟
الدول اللي قلت فيها الأمطار لدرجة أشبه بالانعدام بتلجأ لعملية حقن السحب، والعملية دي بتتم باستخدام الطائرات والصواريخ في الجو، أو عن طريق مولدات خاصة ومضادات طيارات من الأرض.
امتى تم اكتشافها؟
العملية دي مش اكتشاف حديث، وتاريخها بيرجع لبعد الحرب العالمية التانية، لما اكتشف عالم الغلاف الجوي، بيرنارد فونيغت، تقنية الاستمطار الصناعي بمادة يوديد الفضة علشان يتمكن من تغيير كمية ونوع نزول الأمطار، من خلال حث السحب على إفراغ حمولتها من المياه لمحاولة زيادة الأمطار، واتسمت العملية دي بـ”الاستمطار”.
ودلوقتي وبعد عشرات السنين من الاكتشاف ده، تم تطوير التقنية باستخدام مواد تانية زيّ يوديد البوتاسيوم والبروبان الساخن في عملية الاستمطار، وبيتم حقن السحاب بالمواد الكيميائية عن طريق طائرات أو صواريخ أرضية أو مدافع مضادة للطائرات.
بداية التجربة وتطويرها في الشرق الأوسط
وفي 2021، حصلت طفرة في التقنية دي في الإمارات باستخدام التكنولوجيا الحديثة اللي بتوظف الشحنات الكهربائية بدل المواد الكيميائية، والطفرة دي حصلت من خلال تطوير التقنيات الجديدة في مجال علوم الاستمطار اللي وصلها برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار. والبرنامج تم تأسيسه في 2015، وهو تابع للمركز الوطني للأرصاد.
أول تجارب لعملية الاستمطار في العالم كانت في الأربعينات في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن الدول العربية كمان كان لها دور في التجربة دي وحصلت لأول مرة في الوطن العربي في 1952 في الجزائر، بتجربة استمطار تُعتبر الأولى من نوعها في أفريقيا، والتجربة نجحت.
والتجربة التانية في الوطن العربي كانت من نصيب ليبيا، اللي معروفة بطبيعتها الصحراوية وندرة الأمطار فيها، التجربة تمت في 1971 وشهدت نجاح كبير. وبعدها التجربة تمت في المغرب والأردن والعراق ودول الخليج؛ لتحسين الزراعة في الأماكن الصحراوية اللي بيندر فيها نزول الأمطار.
التجارب دي آخرها في العراق، والدولة بتخطط لعملية استمطار في الوقت الحالي بعد الأزمة اللي بتعيشها بسبب أزمة جفاف تعتبر الأقسى في تاريخها المعاصر، وبترجع لأسباب كتير أولها قلة سقوط الإمطار خلال آخر 3 مواسم، وتقلبات التغير المناخي العالمية.
أحدث التجارب
بيتم حاليًا تقييم تجارب حقن السحب بأشعة ليزر بدل المواد الكيميائية، وده لأسباب بترجع لخطورة بتشكلها المواد الكيميائية اللي بيتم بيها حقن السحب زي إن لها تأثير سلبي على الغلاف الجوي، ولإن استخدام أشعة الليزر أقل بكتير في التكلفة من استخدام المواد الكيميائية.
تجارب الاستمطار بالليزر لسة في مراحلها الأولى، لكن لحد دلوقتي التجارب بتشير لنجاح كبير ممكن يخلّيها البديل للاستمطار بالطرق القديمة، وده هيوفر تكلفة وهيكون آمن على البيئة والغلاف الجوي بشكل أكبر.