في سنوات الجامعة، انضميت لنادي الخطابة والمناظرة مع أسرة العمل الطلابي (صوت الشباب العربي)، وهو مشروع اقليمي بتمويل من مبادرة الشراكة اللي أطلقتها الحكومة البريطانية، في دول عربية زيّ الأردن ومصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب.
كان المشروع بيركز على تدريب الشباب على مهارات الخطابة العامة، وفن المناظرة، عن طريق تعليم الطلبة أساسيات طرح الأفكار وترتيبها وإيصالها من خلال الكلام بشكل واضح ومباشر.
وفي المقال ده، هنقدم مجموعة من النصائح من للخطابة أو الكلام أمام جمهور بشكل عام، من منطلق تجربة تلات سنين في نادي الخطابة العامة والمناظرة.
اعرف جمهورك
لو فكرت فيها، هتلاقي نفسك بتعرف تتكلم كويس جدًا قدام صحابك ومعارفك، ده لإنك حاسس براحة وسطهم. الراحة دي جاية من معرفتك بالأشخاص دول، وعلشان كده لازم تعرف الجمهور اللي هتتكلم قصاده.
اعمل بحث صغير عن الجمهور، واعرف هما يعرفوا قد إيه عن الموضوع اللي هتتكلم عنه، علشان تفهم محتاج تغطي قد إيه عن خلفية الموضوع قبل ما تدخل في المهم، وعلشان تعرف خلفيتهم الثقافية وبالتالي تقدر تعرف إيه الألفاظ والمفاهيم اللي هتستخدمها في كلامك.
لو كنت مثلًا هتتكلم في ندوة عن تكنولوجيا الفضاء مع طلبة كلية هندسة، قسم ميكانيكا، جامعة القاهرة، فغالبًا مش هتحتاج وقت طويل علشان تديهم خلفية كافية عن الموضوع، في حين لو كنت هتكلمهم عن فلسفة بن رشد، فغالبًا هتحتاج مقدمة طويلة شوية علشان يفهموا أنت بتتكلم عن إيه.
وممكن تسأل حد اتكلم مع الجمهور ده أو جمهور شبيه وتاخد منه نصيحة، فمثلًا ممكن جمهور يكون محتاج كلام مباشر وأكاديمي علشان يتفاعل معاك، وجمهور تاني هتجذبه أكتر بكلام أبسط وأقرب لكلام الشارع.
اتدرب كتير على الكلام اللي هتقوله
جهز الكلام اللي عايز تقوله، واتدرب كتير عليه. ممكن تتكلم قدام مراية في البيت وتتابع كلامك ولغة جسمك وحركاتك، ده هيساعدك جدًا تتعود على الكلام اللي هتقوله وتحس براحة أكتر وأنت بتقوله.
والتدريب مهم لكل الناس، حتى أكبر الناس اللي بتقول خطب أو بتتكلم في ندوات بيحتاجوا يتدربوا على الكلام قبل ما يطلعوا قدام الجمهور، ده بيساعدهم يسمعوا نفسهم بيتكلموا ويقرروا إيه هي نقاط القوة والضعف في الكلام.
خليك على طبيعتك
في ناس ممكن تقولك اتخيل نفسك شخص تاني بيتكلم علشان ماتتوترش وماتحسش إن الموضوع شخصي، ولكن دي نصيحة مش كويسة، لإن ده ممكن يخليك تتوتر أكتر، لإنك هتلاقي نفسك بتبذل مجهود في تلبس الشخصية ومجهود تاني في ترتيب الكلام ومحاولة توصيله للجمهور.
وعلشان كده خليك على طبيعتك واتكلم بصوتك وبلغة جسدك، ده هيخلي المجهود المبذول متركز في منطقة واحدة بس، وهيخلي كلامك أكتر سلاسة والناس هتتقبله أكتر، لإن الجمهور هيحس إذا كنت على طبيعتك ولا متلبس شخصية مش حقيقية.
لغة الجسد: اتحرك وبص على جمهورك والأهم ماتقراش من نص
اتجنب تمامًا إنك تقرا نص قدام الجمهور، ده ممل جدًا، وهيخلي الناس منفصلة عنك وبالتالي عن اللي أنت بتقوله. ولو لازم تقرأ من حاجة، زي عرض (باوربوينت – PowerPoint) مثلًا، فمن الأفضل إنك تقلل ده على قد ما تقدر.
في المقابل، خلي الكلام مباشر بينك وبين الجمهور، وخليك على طبيعتك، اتحرك في المساحة اللي متوفرة، واستخدم إيديك علشان تعبر عن أفكارك، وبص في عين الجمهور، لإن الجمهور بيتفاعل مع لغة الجسد، ولما بتبص في عينيهم ده بيحسسهم إنك قريب منهم.
لما تتوتر خدها ببساطة
مهما كنت متحدث بارع وعندك خبرة سنين، ممكن في لحظة تتوتر، وأعصابك تتلج وأنت واقف على المسرح، ساعتها معظم الناس بتحاول تبقى جادة جدًا علشان تتخطى التوتر ده، لكن الأفضل إنك تهزر، لإن التوتر مايهزموش غير الهزار.
قول للجمهور إنك اتوترت هنا واضحك، أو قول نكتة حتى لو الجمهور ماضحكش، أهم حاجة إنك تاخد الأمور ببساطة، قول لنفسك، إيه المشكلة لما أتوتر؟ أجدع ناس بتتوتر قدام الجمهور، عادي!
نهاية الكلام: انطباع وخاتمة قوية
آخر كلامك هو أهم جزئية في الكلام، أنت هنا قدرت تشرح الموضوع اللي جاي تتكلم فيه ووصلت المعلومات اللي عايز توصلها للجمهور، مش فاضل غير إنك تديهم خاتمة قوية تختصر كل الكلام اللي قلته، وفي أقل من دقيقتين تديهم انطباع مركز عن الموضوع، بحيث يخرجوا وهما فاكرين انت قلت إيه.
الانطباعات القوية بتشتغل كمحفز للذاكرة، واللي من خلالها بتقدر الذاكرة تستعيد كميات كبيرة من المعلومات اللي ارتبطت فيها بالانطباع الواحد البسيط ده.
أخيرًا: لو عندك نصايح تانية للكلام قصاد جمهور كبير، قل لنا عليها في التعليقات، وأهو خلينا نستفيد ونفيد بعض!