هل الصيد الجائر السبب الحقيقي لهجوم قرش الغردقة؟ ناشط بيئي يوضح
حادثة مقتل سائح روسي في مدينة الغردقة، بعد تعرضه لهجوم من سمكة قرش من نوع النمر، سلطت الضوء على الأسباب التي تدفع أسماك القرش للهجوم على الإنسان، والتي أرجعها البعض، وفقًا لعدد من التقارير، إلى الصيد الجائر، والذي يؤدى إلى نقص المخزون السمكى فى البحر والذى تعتمد عليه أسماك القروش فى التغذية.
في البداية، لابد من توضيح بعض النقاط المهمة فى موضوع هجوم أسماك القرش على الإنسان، فوفقًا لعدد من أساتذة علوم البيئة، أكدوا إن حوادث افتراس القرش للإنسان نادرة للغاية، وأن سمكة القرش “النمر” التي هاجمت السائح الروسي بالغردقة، هي إحدى الأسماك المقيمة في البحر الأحمر، وهي لا تأتي من مكان لتهاجم في مكان آخر. إنها سمكة تستوطن مختلف مناطق البحر الأحمر.
احتمالات حول أسباب مهاجمة سمكة النمر للسائح الروسي
ولفت الخبراء إلى أن إناث القرش تعيش مع الذكور حتى موعد اقتراب الولادة، ثم تبتعد وتبحث في المياه الضحلة عن أماكن آمنة لعملية الولادة. لذلك تعاين الإناث تلك الأماكن قبل عملية الولادة بيوم، لتنظيف المكان من الأعداء الطبيعيين. ومن المرجح أن يكون ذلك هو سبب الهجوم على الشاب الروسي.
وهناك احتمال آخر لتفسير هجوم سمكة القرش النمر على السائح الروسي، فوفقًا للتقرير البيئي حول ملابسات حادث عملية الهجوم، أنها تمت بغرض التغذية المباشرة على الضحية، مؤكدًا على أنها من الحوادث المتوقع حدوثها بالبحر الأحمر، والتي زادت في الأونة الأخيرة؛ نتيجة تعرض المخزون السمكي بالبحر الأحمر للنقص الحاد بسبب أعمال الصيد الجائر وغير المنظم.
السبب الحقيقي مازال غامضًا
يقول هاني صادق، ناشط في مجال رصد المخالفات البيئية في البحر الأحمر: “إن حتى الآن لم يتضح السبب الحقيقي وراء هجوم سمكة القرش على السائح الروسي، إلا أنه أكد على أن الصيد الجائر يؤدى إلى قلة الأسماك، وبالتالي لم تجد أسماك القرش الطعام الكافي لها، لكن هذا ليس معناه أن القروش تستبدل طعامها من الأسمال بافتراس البشر، وإن حدث حادث عارض في هذا الأمر لا يعتبر مقياس”.
وأوضح صادق في تصريحات لسكوب إمباير، إن في حالة نقص الأسماك في البحر، تهاجر القروش للبحث عن طعامها فى مكان أخر، ولذلك يتم تحديد كثرة أو قلة الأسماك فى البحار من عدد القروش المتواجدة، بمعنى إن لو القروش متواجدة بكثرة فهذا يعنى أن الأسماك وفيرة بالبحر، والعكس صحيح.
ولفت صادق إلى أن الصيد ممنوع فى البحر الأحمر منذ شهر ونصف تقريبًا، موضحًا أن احتمالية أن الصيد الجائر هو السبب فى حادث الغردقة ليس دقيق، لافتًا إلى أن قرار منع الصيد فى البحر الأحمر حدث له استثناء وسمح لممارسة الصيد التجاري ومنع الصيد الرياضى أو صيد الهواة، ثم جاء تجديد لاستثناء الصيد التجارى لشهر اضافى.
وشدد صادق على أن مياه البحر الأحمر يتم انتهاكها للأسف من قبل الصياديين التجاريين، لأنهم بيستخدموا شبك حديد فى الصيد بأسلوب “الجر” في قاع البحر، وبالتالى يتم تدمير الشعب المرجانية.
وأضاف صادق: “هناك قانون في مصر يمنع صيد القروش وتداولها منذ عام 2005، ومع ذلك يعتبر القانون غير مفعل ويتم اصطياد القروش ويتم بيعها في المحلات علنًا، وهناك العديد من مقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لبيع هذه القروش”.
وأكد صادق إن لا يمكن تحديد السبب الحقيقي لهجوم سمكة القرش على السائح الأجنبي، بدون دراسات وبيانات تجمعها عن طريق برنامج للصيد وتتبع القروش، بمعنى أنه يتم تحديد عدد من القروش ويتم متابعتهم لمدة عام، وقتها سيتضح للمختصين دورة حياة القروش وأماكن تجمعها وتكاثرها، وأوقات هجرتها ووجهتها، وأماكن تواجدها فى البحر الأحمر خلال العام.
جدير بالذكر أن التقرير البيئي حول ملابسات حادث قرش الغردقة، والذي أعدته لجنة ضمت فريق علمي من خبراء معهد علوم البحار ومحميات البحر الأحمر، كشفت أن حادث هجوم سمكة القرش على أحد رواد شاطئ الغردقة أثناء قيامه بالسباحة، كان على مسافة 50 مترا من خط الساحل في منطقة مياه ضحلة ولا يتعدى عمقها 3 أمتار.