لبنان واللبنانيين أتعودوا على مقاومة الظروف الصعبة وحب الحياة رغم كل الظروف اللي مروا وبيمروا بيها من عقود، واللي زادت قسوة في الكام سنة الأخيرة بالذات اقتصاديًا.. ودلوقتي في سلاح جديد من المقاومة الثقافية هيحارب بيه اللبنانيين الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة؛ مهرجانات بعلبك في شرق لبنان، اللي هترجع بعد تلات سنين وقفت فيها بسبب كوفيد 19 والظروف في البلد الجميل ده.
رئيسة المهرجانات، نايلة دو فريج، قالت في بيان إن إقامة الحدث ده من تاني بيمثل تحدي في وقت بيعيش فيه لبنان أزمات متتالية، إلا إن لبنان كبلد هو مصمم على ممارسة دوره الفني والثقافي اللي أتعرف بيه في العالم كله. والحدث السنة دي هيبقى عبارة عن أربع حفلات في الفترة من ٨ يوليو ولحد ١٧ من الشهر نفسه.
دور بعلبك الثقافي للبنان والعرب
مهرجانات بعلبك الدولية وعلى مدى سنين طويلة حافظت على دورها كمنارة ثقافية، وشدت اهتمام كبير بيها في المنطقة والعالم، بالذات لما بثت حفلاتها في دورتين وهما ٢٠٢٠ و٢٠٢١ على الإنترنت والتلفزيونات بسبب كوفيد ١٩ واللي شافها أكتر من ١٧ مليون شخص.
الدور ده أكد عليه محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر اللي قال إن الحياة هترجع تاني السنة دي لبعلبك بمهرجانات الناس كلها في المحافظة ولبنان اشتاقوا ليها.
تاريخ عريق بين كوكب الشرق وأم كلثوم
مهرجانات بعلبك انطلقت لأول مرة في ١٩٥٥، وكان دايمًا المكان اللي بيقدم الموسيقى التراثية اللبنانية وبيُعتبر مؤرخ ليها عبر السنين.
كوكب الشرق، أم كلثوم، أحيت حفلات تاريخية في بعلبك في 1966 و1968 و1970، وطلبت في مرة يتحط مكبّرات للصوت في كل المدينة علشان يسمعها كل أهل بعلبك من غير مقابل وحصل فعلًا.
وطبعًا فيروز، اللي فضلت رمز للحدث ده، عملت فيه أحلى حفلاتها وقدمت أروع أغنياتها، ومنها اللي أتكتبت مخصوص “لأم المهرجانات” في لبنان زيّ ما بيسموه.. مهرجانات بعلبك.
مش بس كده، الحدث اللي بيحضره محبين الفن والحياة من كل مكان في العالم في مدينة بعلبك الجميلة الموجودة في سهل البقاع اللبناني، بيكون مليان بألوان تانية من الموسيقى والفن زيّ الموسيقى الكلاسيكية والرقص والمسرح والأوبرا والجاز وكمان الموسيقى العالمية الحديثة، وده في كل سنة من شهر يوليو وأغسطس في الأكروبول الروماني القديم.
رؤساء المهرجان من أول انطلاقه هما إيمي كتانة من 1956 ل1969، سلوى سعيد من 1970 ل1974، مي عريضة من 1975 ل2010، نايلة دي فريج من 2011 لحد النهارده.
لبنان كبلد عريق وليه دور كبير في الفن عمومًا بيشهد عادة في الصيف من حفلات ومهرجانات موسيقية في كل مكان في البلد، بس النوع ده من الأحداث الفنية غابت بصورة شبه كاملة عن البلاد في السنتين اللي فاتوا بسبب كورونا والظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة اللي بيعشها البلد، واللي صنفها البنك الدولي من بين أسوأ تلالت أزمات في العالم من سنة 1850.