من “ست أبوها” لـ”تمارا”: ازاي المصريين اختاروا أسماء أولادهم بمرور الزمن؟

بوست وقع تحت إيدي بالصدفة ناس بتتخيل فيه أحفادهم وهما بينادوا عليهم بألقاب لما يكبروا، المشكلة ماكنتش في أنهم بصوا لبعيد لدرجة وصولهم لسن المعاش وسن الجدات والأحفاد وأحنا أصلًا مش قادرين نبص لبكره بأعراض الشيخوشة المبكرة اللي عندنا، المشكلة أنهم ماكنوش متقبلين ازاي أحفادهم هينادوهم في المستقبل مثلًا “تيتة هايدي” حاجة ريماس” أو “تيتة جاسمن” أو جدو “يزن” أو “تيم” وكل الآسماء القصيرة اللي سهل نطقها وصعب فهمها، فتسألوا فين الوقار والشموخ في الموضوع والأسماء اللي كانت تخض زمان أول ما تسمعها؟

رحلة تطور “من ست أبوها” لـ”جاسمن”

لو بدأنا من أيام أجدادنا المصريين القدماء هنلاقي أن الأسماء اللي كانوا بيختاروها في العموم كانت فيها عمق ومعنى ودلالة وبتدل على صفة من صفات الملوك، حورس مثلًا كان بيرمز للـ”خير والعدل”، أوزوريس بما إنه كان إله الخصوبة والنماء والزراعة والبعث، كانوا بيعتبروه رمز الأمل والحياة من جديد، فكانت الأسماء تيمنًا بالآلهة.

وتمر السنين ويآمن المصريين في قوة الأسماء وقدرتها علي منع الحسد والعين ودي كانت فترة معينة مرت بها مصر انتشرت خلالها الأمراض اللي أدت لارتفاع معدلات الوفاة بين الأطفال، والفترة دي انعكست على أسماء المواليد ولجأوا لاختيار أسماء غريبة لأبنائهم لأن في اعتقادهم هتصرف عن الوليد الجديد عين الحسد، أسماء زي “ست أبوها” ” “خيشة”، “مدمس”، “بليه”، “بخاطرها”وغيرها من الأسماء اللي كنا بنسمع عنها أكثر في أفلام الأبيض والأسود.

بس ماكنوش يعرفوا أن الأسماء دي سببت لبعضهم عقد نفسية خلت منهم لما يكبر يغيرها خصوصًا لو في منهم اللي مسك مناصب مرموقة زي دكتور في الجامعة أو معيد أو ممثل وهكذا.

وفترة تانية الناس تأثرت بشخصيات تاريخية زي “السيرة الهلالية” في مجتمع الصعيد بالذات أو أعمال درامية بعينها بدأت تسمي أولادها على أسمهم، فسموا يونس ويحيى ومرعي زي الشخصيات الموجودة في الرواية، أو على أسماء ملاحم وبطولات شعبية زي أبو زيد

وفترة تانية كانت الأسماء مرتبطة بأحداث سياسية زي تسمية “جمال عبد الناصر” فترة تاريخية وسياسية مهمة في مصر، واسم اتسمى مش بس للمصريين لأ العرب كمان، وده راجع لارتباطهم بالشخصية على مختلف جوانب حياتهم سواء على الجانب الاجتماعي أو السياسي، وفي فترة اتعرف عن المجتمع المصري بـ”شدة التدين” فبقى يسمي الناس أولادهم إما “محمد” أو محمود” أو أحمد” وبقى عندنا ملايين منهم، وفي فترة ما كانوا بيسموا “اعتماد” و”حشمت” بس دي ماكنتش ضمن تيمة معينة.

ودلوقتي ومع عصر مجاراة كل ما هو جديد ومحاولة تجريبه أو حتى تغريبه، الأسماء بقت ماشية تبع الموضة وبتنتشر بين كل الطبقات، شوية تلاقي موضة الأسماء القديمة رجعت زي “فريدة” و”ليلى” أو “فوزية” واللي كان بيتقال عليها أسماء ملوكي، وشوية تلاقي الأسماء اللي اتكلمنا عنها أول ما بدأنا تيتة تمارا وغيرها، واللي عاملة عقدة برضه للجيل الحالي.

بس لو دققت في كل الأسماء دي وتطورها هتلاقي رابط واحد بينهم وهي إنها كانت مجرد دلالات على تغير اجتماعي وتاريخي بيحصل في البلد، سواء سياسي أو ديني أو ثقافي أو اجتماعي، فكل اسم كان بيمثل صورة مختزلة عن المجتمع في الفترة دي والقيم اللي هو تشبع بيها.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: قسم للمرح ومكان للانهيارات النفسية: حاجات محتاجينها في الشغل

تعليقات
Loading...