من المدفع للمسحراتي: أصل الحكاية لأشهر الطقوس الرمضانية
رمضان مليان تفاصيل كتير أوي ماتنفعش تبقى موجودة غير فيه، وده اللي بيميزه كشهر عن باقي شهور السنة، له روح وعادات وطقوس معينة بتحسها أول لما يهل عليك، حبينا نفتكر الطقوس دي ونقولك على أصل الحكاية وفصلها.
المسحراتي.. اصحى يا نايم
“اصحى يا نايم وحد الدايم .. رمضان كريم”، عرفته وكنت بتستناه على الشباك بالساعات من وأنت في الحضانة من قبل حتى ما تتعلم تصوم ازاي، كنا بنفرح لما بينادي على أسامينا ويقول يا دكتورة “فلان” أو يا بشمهندش “علان”، وكإن كلمة المسحراتي في حد ذاتها شهادة مختومة إننا لما نكبر هنطلع زيّ ما كان بينادينا بظبط.
أصل حكايته كانت أيام العصر النبوي الشريف، وأول مسحراتي في التاريخ كان مؤذن الرسول بلال ابن رباح، كان عنده خامة صوت أهلته لكده، وبدأت تتطور شكل المهنة لحد ما أصدر الحاكم بأمر الله فرمان وأمر إن الناس لازم تنام بدري بعد صلاة التراويح، وجنوده كانوا بيلفوا على البيوت وقت السحور.
بس أول مسحراتي فعلي كان والي مصر وكان بيخرج بنفسه يصحي الناس، وبالتدريج وبعد ما عدى عصور كتيرة بدأ المصريين يخلوا لها طابع خاص، بقى في طبلة وصاجات وفرقة بتمشي مع المسحراتي تقول أناشيد كان بيألفها شعراء الشارع.
المسحراتي هيفضل شخص بيوزع بهجة على الكبير قبل الصغير.. مهنة مش حابين إنها تختفي.
مدفع الإفطار .. اضرب!
مدفع الإفطار .. اضرب!! المصريين هما أول ناس عرفوه، عن طريق الصدفة البحتة. في عهد الخديوي إسماعيل، الجنود كانوا بينضفوا المدافع وفي الوقت ده انطلقت منه قذيفة كل القاهرة سمعتها، وصادفت إنها كانت وقت آذان المغرب في شهر رمضان.
المصريين وقتها افتكروا إن ده تقليد جديد بيعلنوا به عن ميعاد الفطار، ولما سمعت عنها فاطمة بنت الخديوي وعجبتها الفكرة، أصدرت فرمان إن المدفع ده هيبقى طقس هيستخدموه وقت الفطار والإمساك وفي الأعياد الرسمية.
السنة اللي فاتت، وبعد 30 سنة ماسمعناش فيها صوت المدفع، نقدر نقول إنه رجع تاني، فلو حابب تشوفه روح قلعة صلاح الدين، ولو أنت من بورسعيد، هتلاقيه ورا سينما الأهلي، ولو أنت إسكندراني، هتلاقيه في سيدي بشر ولو أنت في الأقصر، هتلاقيه عند الحماية المدنية جنب قسم الأقصر.
أصل مشروبات بنكسر بها صيامنا .. اروي عطشك يا صايم
على مدار السنة كلها في مجموعة من المشروبات مش بتظهر ولا بنيجي جنبها غير في الشهر الكريم، كإنها اتسمت على الشهر ده.. تعالوا نعرف أصل أشهرهم:
قمر الدين
اتقال في بعض الروايات إن الخليفة الأموي، الوليد بن عبد الملك، كان بيوزع مشروب المشمش وقت ثبوت رؤية هلال رمضان وعلشان كده اتسمى “قمر الدين”، وبقى مشروب رسمي على الفطار.
السوبيا
ظهرت في وقت مجاعة كانت في عصر المماليك، ووقتها حصة الدقيق كانت بتقل وحصة السكر وجوز الهند كانت بتزيد، ومن هنا بدأت فكرة السوبيا. لو عايز تعملها، تقدر تشوف الفيديو ده، ولو حابب تشتريها، عليك وعلى سوبيا الرحماني في شارع الكومي في السيدة زينب.
الخشاف
الراعي الرسمي لأي سفرة مصرية في رمضان، ظهر لأول مرة في العصر العثماني، والراجل اللي كان بيبعه كان اسمه “الخشيفاتي”، وهو خليط مابين المشمش والتين والزبيب المجفف وعليهم البلح.
التمر هندي
أصل ارتباطه برمضان إن المماليك كانوا بيعملوا منقوع التمر هندي كمشروب بديل للخمرة على الفطار، فمن وقتها ارتبط التمر هندي برمضان وبقى شيء أساسي زيّ الأنواع التانية.. والرابط المشترك اللي فيهم كلهم إنهم هيكسروا عطشك.
موائد الرحمن .. لمة خير
في روايات كتير اتكلمت عن أصلها، في رواية بتقول اللي بدأ الحكاية كان الخليفة العزيز بالله الفاطمي، وكان بيخرج 1000 قدر “حلة” يوميًا من مطبخ القصر فيهم كل اللي نفسك فيه، وكان اسمها في الأول “سماط الخليفة”.
وفي رواية تانية قالت إن الفكرة جات في الأساس من الولائم اللي كانت بتتعمل للحكام وكبار رجال الدولة، لحد ما في يوم أمر “أحمد ابن طولون” الحكام إنهم يفتحوا بيتوهم ويفرشوا الموائد للناس المحتاجة، والقرار ده تم تعميمه على كل الأماكن وبقى طقس أساسي في رمضان.
لو في موائد رحمن بتتعمل جنب بيتك، حاول تشارك فيها، شوف هتفطر إيه النهارده وخد لك طبق أو اتنين وشارك بهم في سفرة الخير.
ولو عايز تتطوع في واحدة منهم، عندك اللي موجودة في محيط “السيدة نفيسة”، واللي تعتبر واحدة من أشهر وأكبر موائد الرحمن، وعندك برضه مائدة شارع “السبتية” في وسط البلد، ومائدة منطقة “الموسكي”.. المليان لازم يصب على الفاضي.
الزينة .. فرحة دخول رمضان
أول شخص رسخ فكرة زينة رمضان هو الصحابي تميم بن أوس، لإنه كان بيحرص على إنارة المساجد بالقناديل كل يوم جمعة من رمضان، وبالتدريج بدأت الزينة تاخد أشكال كتير. وبقت تتعمل على شكل شخصيات بوجي وطمطم وعم فؤاد ونيللي وشيرهان وفطوطة.
لو حابب تعمل ديكور بيتك على مزاجك، عليك وعلى شارع المعز وحارة اليهود وشارع الخيامية ومنطقة الحسين، أسعارهم معقولة وهتلاقي فرع النور بيبدأ من 50 جنيه والفانوس الخشب نفس السعر والمخدات من 50 لحد 100، يعني تقدر تدلع بيتك بـ300 جنيه.
مهما عدى السنين وجات أجيال وكبرنا، هتفضل التفاصيل اللي في رمضان دي هي من أحلى الحاجات اللي بنستنى كل رمضان علشانها. مش مهم مين بدأها، المهم إننا عايشينها وبتفرحنا.