من أسئلة الأغاني إلى الكتب: المشي كرياضة بدنية وتأملية
عادة ما يتم إسقاط سؤال “أهرب من قلبي أروح على فين؟” على فكرة المشي لإن الإجابة تكمن في “ليالينا الحلوة في كل مكان” ويرى البعض أن هذه الإجابة كافية لتعبر عن المشي، وعادة ما يختار بعض الكُتّاب الزج بمفردة “المشي” في عناوين أعمالهم، فمثلًا أعطت الشاعرة المصرية “إيمان مرسال” لإحدى أجمل دواوينها عنوان “المشي أطول وقت ممكن”، ويؤكد الكاتب الياباني “هاروكي موراكامي” على أهمية المشي كرياضة تأملية تساعد على صفاء الذهن.
ويحكي لنا الكاتب السويسري “روبرت فالزر” الذي كتب باللغة الألمانية كيف أنار له المشي طريقًا طويلًا في نوفيلا “مشوار المشي”، ولكن كل هذا وأكثر ربما لا نعرف عنه شيء نفى عن “المشي” إنه رياضة دوائية فعلًا عدا ما قاله “موراكامي” عنه وتحديدًا نوع آخر منه هو الركض.
المشي وعلاج لم أكن أعرفه
منذ مدة أصبت بارتفاع نسبة الكوليسترول بالدم وبناءًا عليه قرر الطبيب كتابة بعض العقاقير، ولكن أكد أن عليّ المشي لمدة 45 دقيقة يوميًا ضمن الخطة العلاجية أو ما يسمى ب”life modification” ولأنني لم أكن مقتنع ضحكت وسخرت من هذا الرأي ولم أتبعه، ومنذ مدة عدت لاتباع حمية غذائية ولم تكن فعالة فعلًا دون “المشي” والالتزام به ضمن خطة هذه الحمية.
واليوم، أيقنت أن المشي يصفي الذهن ويساعد على منع العضلات من التيبس، لذا ربما صنعت الكتب والأغاني حالة شاعرية حوله، وربما هذا آتيًا من السماع إلى أشياء مختلفة خلال المشي، مثل الضوضاء وغيره، كل هذا يشتت الذهن عن مشاكله، أو من خلال رؤية طفل يتعلق بأبيه أو أمه هذه المشاهد المعتادة أثناء المشي تساعد على تصفية الذهن من التوتر والوتيرة السريعة للحياة، ولذا عادة كانت تنقص الأفلام الإشارة إلى أهم جوانبه وإنه ضرورة يجب الالتزام بها لحماية الأجساد والصحة من أن يصيبها أي عطب.
وربما ما يعيب “المشي” إنه يحتاج إلى وقت طويل ليحول الجسد إلى حالة الرياضة وبذل المجهود، في عادة يأخذ الجسم من مدة 20 دقيقة إلى 15 دقيقة حتى ينشط، وربما هذا السبب أن الأفلام اختزلته في ذلك،ولكن يطرح هذا تساؤلًا يتعلق بالحالة التي تصنعها الكتب والأفلام والأغاني حول شيء بعينه دون قصد منها، ويؤكد على أهمية التفكير والتمعن فيما نشعر تجاهه بعاطفةٍ ما، دون رؤية ما وراءه وأهميته، أي أن ربما هناك صورة متخيلة عن بعض الأشياء تعلق بالعقل الباطن.
آخر كلمة ماتفوتوش قراءة: لقمح الخبز: كيف سنستفيد من تطوير المورد الجينومي لعشبة “الدوسر الطوشي”؟