ملجأ حيوانات ضالة في المغرب يعمل بأيدي المشردين
على أرصفة الشوارع بنشوف حالات كتير لناس مشردين مالهمش غير الرصيف فرش والسماء غطاء.. الجوع والبرد وظروف الطقس المتطرفة أحيانًا بتزود آلامهم ومعاناتهم، وبيشاركهم في المعاناة دي حيوانات الشارع الضالة، اللي بتواجه ظروف قاسية من الجوع والعنف والإصابات المختلفة.
علشان نقلل المعاناة اللي في الشوارع دي بتشتغل مؤسسات خيرية مختلفة على رعاية وإنقاذ المشردين سواء من بشر أو حيوانات، وبنسمع كتير الناس بتنتقد الجمعيات اللي بتساعد حيوانات الشارع والنقد بيكون إنها ممكن توجه مجهوداتها الخيرية دي للمشردين، بدعوى إن البشر أحق بمجهوداتنا الخيرية على الأقل لحد ما مايبقاش في أي شخص مشرد في الشارع.
كلام منطقي إلى حدٍ ما، ولكن حيوانات الشارع برضه لها حق علينا من باب العطف والرحمة، وإنقاذهم مش بس هيقلل معاناتهم ولكن كمان هيقلل خطر الأمراض اللي ممكن تصيب الحيوانات دي والظروف القاسية اللي بيعيشوا فيها، واللي ممكن تحولهم لخطر مباشر على المارة في الشوارع في حالة انتشار السعار أو أي سبب تاني يحول حيوانات الشارع لخطر.
سليمة قضاوي ضربت عصفورين بحجر واحد فأسست أول ملجأ في طنجة في شمال المغرب لرعاية الحيوانات الضالة واستضافت فيه مجموعة من الأشخاص المشردين ومنحتهم وظائف في رعاية الحيوانات دي، وبالتالي أنقذت الحيوانات الضالة والمشردين بحركة واحدة ذكية.
أسست سليمة ملجأها للحيوانات الضالة في 2013، بعد ما فضل الحلم يروادها طول عمرها، وبيشتغل الملجأ من وقتها على رعاية الحيوانات اللي عاشت تجارب عنيفة في الشارع، سواء إصابات حوادث العربيات أو إصابات ناتجة عن العنف على إيدين أشخاص في الشارع، وعن طريق العلاج والرعاية قدر الملجأ ينقذ مئات من الحيوانات دي.
بيشتغل في الملجأ فريق من الأطباء البيطريين والمتخصصين لمنح الحيوانات الرعاية الطبية اللازمة، ومع فريق المتخصصين استضاف الملجأ مجموعة كبيرة من الأشخاص اللي كانوا عايشين في الشارع وقام بتدريبهم ومنحهم مسكن ووظيفة في رعاية الحيوانات اللي وصل عددها لـ 600 حيوان في الملجأ ما بين كلاب وقطط وحمير ولقالق وماعز وخرفان وخنازير.
درست سليمة الاقتصاد في أسبانيا وبعد كده في جامعة كامبريدج في بريطانيا، وما أتخصصتش في أي مجال له علاقة بالبيطرية أو رعاية الحيوانات، ولكن السنوات الطويلة اللي عاشتها في حي “سوق البقر” في طنجة منحتها رؤية عميقة لمدى العنف والقسوة اللي بتتعرض لها حيوانات الشارع، وده اللي ولد بوادر الرحمة والرفق بالحيوانات في قلب سليمة الطفلة ذات الـ 8 سنوات.
تواصلت سليمة مع السلطات في مدينة طنجة لفتح ملجأ للحيوانات الضالة، وقالت إن جمعيات إنجليزية مختصة في الإعتناء بالحيوانات ساعدتها كتير في بداية تأسيس الملجأ اللي كلفها حوالي 200 ألف دولار من مالها الخاص في البداية، ولسه بيكلفها آلاف الدولارات كل سنة لحد النهارده.
كان جزء مهم من رؤية سليمة للملجأ هو الاستعانة بناس بسيطة عاشوا قسوة التشرد ومعاناته وبيحبوا الحيوانات علشان يعتنوا بهم، من باب استغلال العلاقات المميزة اللي بتنشأ ما بين الناس والحيوانات اللي بتتشارك الشارع كمكان يعيشوا فيه.
وقدرت إنها تقنع سلطات مدينة طنجة من 4 سنين في استعمال أساليب إنسانية أكتر وعنيفة بدرجة أقل في التعامل مع حيوانات الشارع، وشجعت السلطات على التعاون مع جمعيتها علشان يحلوا مشكلة كلاب الشارع اللي بتتقتل بطرق وحشية علشان يتم التخلص منها، ورغم كده مانجحش الاتفاق ولم تحصل سليمة على أي شكل من أشكال المساعدة من السلطات.
ولسه حلم سليمة هو تحويل طنجة لمدينة نموذجية من غير سعار ومن غير حيوانات ضالة تعاني في الشارع، وأكدت لسكاي نيوز إن عملها مستمر مع فريقها اللي وصفته بالرائع لتحقيق حلمها بطنجة نموذجية بدون معاناة.