معاناة مشتركة أم شيء آخر.. لماذا تساند جنوب أفريقيا فلسطين لهذا الحد؟

“رسالة من جنوب أفريقيا.. القضاء على الاستعمار لا يتحقق دون تحرر فلسطين”، دعوى قدمتها دولة جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بتهم خرق معاهدة الإبادة الجماعية خلال حربها على قطاع غزة، حيث تعقد محكمة العدل الدولية أولى جلساتها في 11 من يناير الجاري للنظر فيها.. وبناء على موقف جنوب أفريقيا الداعم للقضية الفلسطينية منذ بدية الحرب والتضامن بكل أشكاله، رغم وجود بعض الدول الأفريقية التي لا تتخذ هذا الموقف الواضح.. نبحث في أسباب التضامن.

بناء على خطابات هامة للرئيس الجنوب الأفريقي سيريل رامافوزا أن هناك أوجه تشابه واضحة بين القضيتين جعلت التضامن أمر طبيعي وهام وضروري.

فمثلًا مشهد الرجال والنساء والأطفال الذين طردوا من منازل عائلاتهم التي يملكونها منذ أجيال طويلة، ومشاهد الإزالة القسرية للمنازل، وعمليات سلب الأراضي، يُعيد للأذهان ذكريات جماعية وشخصية مؤلمة لغالبية سكان جنوب أفريقيا.

وفي السابق صرح جون دوجارد، بروفيسور جنوب أفريقي والمقرر السابق لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أنه حين دخل فلسطين لأول مرة ، صُعق من التشابه بين نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وممارسات سلطة الاحتلال في إسرائيل.

وربما أيضَا لأن القانون الدولي هو السبب في مأساة البلدين، ففي عام 1948 وطأت قدم جان ريبيك جنوب أفريقيا كأول مستوطن، حيث قال إنه وجد البلد خالية من السكان، قالها ليبرر الاحتلال الهولندي لها، وهكذا قال الاحتلال الإسرائيلي إن فلسطين أرض بلا شعب.

كما أن قانون الجنسية الذي أصدرته إسرائيل يتعامل مع الفلسطينين كمواطنين من الدرجة الثانية، كما كان وضع السود في جنوب أفريقيا.. مأساة ومعاناة مشتركة ومتشابهة لحد كبير يعيشها الشعبين جعلت التضامن مع شعب شيء طبيعي للتذكير بمعاناة الشعب الآخر.

ولكن بناء على كلام الباحثة والكاتبة أماني الطويل في هذا السياق لا يمكن اختزال الموقف الجنوب أفريقي في مسألة المعاناة المشتركة مع الفلسطينيين، لكن ينظر إليه أيضًا في سياق اتجاه جنوب أفريقيا نحو بلورة موقف مستفيد من تحولات النظام الدولي الراهنة، التي بات من الواضح أنها تقود إلى نظام متعدد الأقطاب.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: لصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.. كيف بدأ وإلى متى يستمر؟

تعليقات
Loading...