مشروع “صندوق أسود للأرض” : بيخبي إيه للأجيال الجاية؟
أكيد كلنا بنسمع عن الصندوق الأسود في الطيارات، أو اللي بيطلق عليه كمان “مسجل معلومات الطائرة” اللي لو لا قدر الله حصل كارثة للطيارة، نكون قادرين نعرف من خلال الصندوق ده إيه اللي حصل في الطيارة، من خلال إنه بيسجل الأحداث اللي بتحصل في الطيارة طول فترة الطيران، وظروف الرحلة، علشان نقدر بعدها نعرف سبب اللي حصل للطيارة. طيب دلوقتي، على نفس المنوال، هل ممكن يبقى في وسيلة لينا نعرّف بيها الأجيال اللي جاية اللي بيحصل على الكوكب حاليًا؟
في كل المشاكل اللي بنواجهها حاليًا من تغيير المناخ، في العالم كله مش بس في منطقة واحدة، وبنشوف ظواهر مناخية مش متعودين عليها، وبيرجع ده لتأثير سنين من الكوارث اللي البشرية بتعملها على كوكب الأرض وبتأثر على المدى البعيد على المناخ.. من هنا جت فكرة إنشاء “صندوق أسود” للأرض، يسجل المعلومات المتعلقة بتغيير المناخ، وانقراض أنواع من الكائنات الحية، والتلوث البيئي، والتأثرات على الصحة، علشان في يوم من الأيام لما الأجيال الجديدة تكتشف الأرشيف ده، يكونوا قادرين يعرفوا معلومات عن اللي حصلنا واللي اترتب عليه.
بجدرانه الفولاذية السميكة، وتخزين البطاريات والألواح الشمسية، هيكله العملاق على سهل من الجرانيت، واللي بيتم صنعه بحجم باص كبير، هيكون غير قابل للتدمير، وهيكون قادر على تسجيل كل مرة بيتم نشر بحث مناخي جديد أو بيتم اتخاذ قرار بيأثر على المناخ، أو نشر عناوين أخبار متعلقة بالأزمة، أو حتى تغريدات. الصندوق الأسود موجود في ولاية تاسمانيا الأسترالية.
الصندوق الأسود للأرض بدأ التسجيل بالفعل، تحديدًا من وقت مؤتمر الأطراف للمناخ “كوب26” اللي تم انعقاده في جلاسكو في اسكتلندا، ومن وقتها، بدأت محركات الأقراص الثابتة في تسجيل النتائج والمحادثات اللي بتقوم على الخوازرميات. الأقراص دي بتعمل بالألواح الشمسية.
“ما لم نغير أسلوب حياتنا بشكل جذري، فإن تغير المناخ والمخاطر الأخرى من صنع الإنسان ستؤدي إلى انهيار حضارتنا”… “الصندوق الأسود للأرض سيسجل كل خطوة نتخذها تجاه هذه الكارثة. وستُجمع مئات مجموعات البيانات والقياسات والتفاعلات المتعلقة بصحة كوكبنا باستمرار لتخزينها بأمان للأجيال القادمة”. ده اللي تم نشره على موقع “الصندوق الأسود” على الانترنت”